توزيع صكوك الوطنية
برزت في الأيام القليلة الماضية ظاهرة خطيرة، تمّ التأكد منها على الأقل في بعض أحياء دمشق، التي بردت فيها نار المعارك حديثاً، ألا وهي الممارسات المسيئة التي تقوم به ميليشيات مسلحة، إذ تعاملوا مع أهل تلك المناطق من النازحين الذين عادوا إليها مؤخراً للاطمئنان على منازلهم وأملاكهم، بطريقة تهين فيها كراماتهم فلو اقتصر الأمر على توقيفهم للتفتيش، لكان أمراً مفهوماً لدواعٍ أمنية،
أما الذي يحصل هو أنها تضع نفسها موضع من يوزّع شهادات بالكرامة والوطنية أو يحجبها اعتباطياً على هذا وذاك، والملاحظ أنّ العبارات الأكثر تكراراً على ألسنة هؤلاء عندما يخاطبون الأهالي بعد استيقافهم على الحواجز، اتهامات صريحة تعتبر أهالي تلك الأحياء خونة وجبناء بقولهم: «لو كان لديكم كرامة ووطنية لما نزحتم من دياركم!» في محاولة هي بين التخوين وبين تبرير تقصير جهاز الدولة في حماية مواطنيه! إنّ هذه التصرفات غير المسؤولة لبعض المدعومين من بعض القوى في النظام ليست إلا تعبيراً عن مواقف ذلك الجزء داخل النظام الذي دون ردعه على الأقل، لا يمكن التقدم في الحلّ السياسي الوطني الشامل للأزمة السورية العميقة.