السويداء «عودة المهجرين ضرورة وطنية »
«هم للسيف والضيف ولغدرات الزمان إنهم يقدمون المعروف ولا يضيع عندهم» بهذه الكلمات الموحية وصف الأديب مارون عبود أهالي السويداء وعودة على بدء و انطلاقاً من هذه التقاليد الوطنية في إغاثة المنكوب و إكرام الضيف لدى المواطنين في محافظة السويداء إحدى مكونات النسيج الوطني السوري استقبلت السويداء أعداداً كبيرة من المهجرين السوريين إليها أخوة التراب والمصير الذين هجروا من مناطقهم بفعل الاشتباك الداخلي وارتفاع منسوب الدم السوري وعدم الاقتناع بضرورة الحل السياسي الشامل الذي يوقف نزيف الدماء السورية والعنف والعنف المضاد والاستقواء على الشعب السوري المهجر على وقع الإصرار على الحل الأمني العسكري وأسلمة الحراك الشعبي السلمي من قبل قوى التشدد والفساد في النظام والمعارضة التي تهدف إلى تعطيل وإفشال التغيير الديمقراطي السلمي الشامل والجذري في البلاد الذي بات ضرورة موضوعية لا يجوز القفز فوقها بأنصاف الحلول وبالإجراءات الترقيعية والتجميلية التي يدفع فاتورتها وضريبتها الشعب السوري بأكمله .
إن دافعي الضريبة المهجرين إلى السويداء هم الآن بأمس الحاجة إلى المساعدات والخدمات الإنسانية والطبية والغذائية التي يقوم على تأمينها المتطوعون في منظمة الهلال الأحمر السوري وهيئة إغاثة تم تأسيسها من المشايخ والوجهاء في السويداء لتنسيق التبرعات و المساعدات و حصرها عبر منظمة الهلال الأحمر منعاً لأي استغلال رخيص أو تهويل إعلامي من أي جهة كانت .
وعلى الرغم من الأزمات المفتعلة في السويداء من ارتفاع الأسعار الجنوني و فقدان الغاز والمحروقات و التي انعكست بشكل واضح على مستوى المعيشة فهذه الأزمات تفترض بالضرورة تشكيل لجان أهلية في جميع الأحياء و المناطق تحظى بالثقة والاحترام من الأهالي هدفها تأمين حاجيات الناس الضرورية . لجان بمثابة رقابة مجتمعية لمنع وكسر احتكار التجار السماسرة منتجي الأزمات والفوضى لمصلحة جيوبهم على حساب الوطن والمواطن وحماية السلم الأهلي ، فالسويداء ذات التقاليد الوطنية التي شكلت الأرضية والحاضن الوطني لقضية المهجرين السوريين تخشى من دخول قوى مشبوهة على خط المهجرين لتحويلهم إلى صاعق تفجير للأوضاع الهادئة في السويداء عبر افتعال أحداث إرهابية من القوى المتطرفة والفاسدة في النظام أو المعارضة لتصعيد العنف والاقتتال الداخلي وإبعاد الحل السياسي والمخرج الآمن للأزمة السورية والعبث بالتركيبة الديمغرافية أي السكانية وإفراز مناطق و بؤر طائفية ومذهبية يتم استخدامها في توقيت محدد لخدمة المشروع الصهيو أمريكي الحالم بتفتيت سورية إلى دويلات و كانتونات طائفية ومذهبية و إلغاء دورها الإقليمي في المنطقة
إن السويداء وأخواتها من المحافظات السورية الأخرى تطالب بتأمين عودة المهجرين إلى الأماكن والمناطق التي هجروا منها ، إضافة إلى تعويض المتضررين مادياً أو معنوياً دون تعقيدات بيروقراطية ، والكشف عن مصير المفقودين والمبعدين وبمحاسبة كل من تسبب بإراقة الدم السوري مهما عظم شأنه
إن الشعب السوري يريد إيقاف نزيف الدم السوري والعنف و العنف المضاد و يرفض التدخل الخارجي المباشر وغير المباشر والاستقواء على الشعب السوري ، فلا سبيل لإنهاء الأزمة السورية إلا بالحوار الوطني على قاعدة إشراك جميع السوريين بالحل السياسي لبناء سورية الغد و إحداث التغيير الديمقراطي السلمي الشامل والجذري مطلب كل الوطنيين السوريين الشرفاء في المعارضة والنظام