بيان من رئاسة حزب الإرادة الشعبية
اتخذ مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعه الأخير بالعاصمة القطرية جملة من المواقف والقرارات المتعلقة بالوضع السوري، والتي تأتي استمراراً لمواقف الجامعة منذ بداية الأزمة، والتي كان جوهرها دائماً دفع الأمور نحو المزيد من التوتير والتأزيم منذ مبادرتها الأولى، ومروراً بالثانية وكذلك بالنسبة لسحب المراقبين وتحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن بغية تمرير التدخل العسكري الخارجي المباشر.
إن خطورة هذه المواقف القديمة المتجددة تأتي في ظرف التوجه نحو الحل السياسي وكونها محاولة لقطع الطريق على الخروج الآمن من الأزمة، وهي في الوقت نفسه تصعيد لمواقفها السابقة وخصوصاً فيما يتعلق بالتسليح ومحاولة تعويم وفرض وتعزيز مواقع أحد أطراف المعارضة اللاوطنية ووضعها ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب السوري، وإلغاء كل الأطراف المعارضة الأخرى.
وإذا كانت الجامعة خلال العقود السابقة عاجزة عن القيام بدورها الافتراضي المطلوب منها، وإذا كان وضعها تعبيراً واضحاً عن انهيار النظام الرسمي العربي، فإن الدور الجديد المرسوم لها على ما يبدو، يكمن في تحويل الجامعة الى أداة علنية ومباشرة لتمرير وتسويق وتمويل مشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي في المنطقة، بما يعنيه من تهديد ليس للسلم في المنطقة فحسب بل تهديد للسلم العالمي برمته.
إن حزب الإرادة الشعبية إذ يدين قرارات الجامعة العربية يدعو كل القوى الوطنية في البلاد إلى مواجهة ما ترسمه القوى المعادية من خطط، وما تحضره من أدوات بمختلف الوسائل وخصوصاً عبر الإسراع بالحوار الوطني الجدي كأداة وحيدة للحل السياسي.
دمشق 27/3/2012
رئاسة حزب الإرادة الشعبية