وكالة (شينخوا) الصينية تلتقي الرفيق د. قدري جميل: د. جميل: أي حوار بغياب الحركة الشعبية لن يجدي نفعاً ولن يوصل إلى نتيجة
أجرت وكالة (شينخوا) الصينية لقاءً متلفزاً مع الرفيق د. قدري جميل أمين اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين الأحد 16/10/2011، وحاورته عن الأزمة السورية وسبل حلها..
د. جميل حسب شينخوا «أعرب عن مخاوفه من إمكانية ترحيل ملف سورية إلى مجلس الأمن الدولي باسم الأكثرية بالجامعة العربية.
وأبدى جميل كذلك خشيته من تعاون الأمريكيين مع حلفائهم في تركيا والقيام «بعمل عسكري دون أخذ الشرعية من الأمم المتحدة كما حدث في العراق عام 2003».
ووصف هذا الأمر بأنه «خطير»، قائلاً إنه «سيدخل المنطقة في حالة انفجار كبير لا تعرف نهايته، ولا يعرف أوله من آخره، لأن المنطقة من بحر قزوين إلى المتوسط ستصبح ساحة معركة كبيرة».
وأقر جميل بوجود مشكلة في سورية، قائلا «إنها تتطلب حلا من الداخل لأن الحل من الخارج سيميت الوليد الجديد الذي يتحرك في سورية».
وحول الفيتو الصيني الروسي في مجلس الأمن الدولي، قال جميل «هو سابقة نادرة في مجلس الأمن، لأنه يعبر عن بداية تغير في المناخ الدولي باتجاه كسر الهيمنة الأمريكية ومشروع أحادية القطب الذي حاول الأمريكيون فرضه على العالم منذ عام 1991».
ورأى المعارض السوري أن الفيتو الصيني الروسي «ينبئ بولادة عالم جديد تكسر فيه هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية الأحادية».
وردا على سؤال حول إمكانية الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة، قال جميل «هناك مليشيات مسلحة طائفية تريد إدخال البلاد في أتون حرب طائفية، وتريد استدعاء التدخل الخارجي، وهذه القوى سواء من هنا أو هناك تريد حقيقة النفاذ بقوى الفساد الكبرى والتجييش الطائفي حتى لا تحاسب على ما اقترفت أيديها سواء كانت في الدولة أو المجتمع».
وأضاف أن «هناك طرفا ثالثا في الحوار غائب هو الحركة الشعبية»، مؤكدا أن المعارضة السورية «لا تمثل الحركة الشعبية، وأن المعارضة هي نخب سياسية تؤيد الحركة الشعبية».
ونوه بأن «المعارضة قد تشترك مع الحركة الشعبية بشعارات ولا تتفق بشعارات أخرى، لكن الحركة الشعبية العفوية التي ولدت بعد 15 آذار هي شيء آخر تماماً لديها قيادات مستقلة ولديها شعارات مستقلة»، مؤكداً أن النظام في سورية وأقطاب المعارضة «لم تستطع أن تجلب الممثلين الحقيقيين للحركة الشعبية إلى طاولة الحوار»، معتبرا أن أي حوار بغياب الحركة الشعبية «لن يجدي نفعاً ولن يوصل إلى نتيجة».
ووصف أمين اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين اللقاء التشاوري الأول الذي انعقد في 10 - 11 تموز الماضي حول الحوار الوطني بأنه «ناقص، لغياب الحركة الشعبية»، معتبراً إياها «طرفا أساسيا وبدونها لا تستقيم الأمور».
وفيما إذا للإخوان المسلمين دور بتنظيم الاحتجاجات في سورية، ميز المعارض السوري بين نوعين من المعارضة، الأولى معارضة وطنية ترفض التدخل الخارجي وتؤيد الموقف الروسي والصيني ولها حضور بالشارع، وهي تعارض النظام بسياسته الأمنية في الأحداث، وثانية وصفها بأنها معارضة «غير وطنية» التي لا جذور لها في الداخل، هي موجودة بالخارج تريد الاعتماد على قوى الخارج ليغير لها النظام وتأتي على ظهر دبابة أمريكية كما في العراق».
واعتبر جميل أن قوى المعارضة اللاوطنية الموجودة في الخارج هي «ظاهرة صوتية بصرية افتراضية أكثر ما تكون ظاهرة حقيقة موجودة على الأرض وتستغل النقص الموجود في الداخل لتمرير بعض الأفكار والشعارات».
وحول نتائج زيارة وفد الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير إلى روسيا، قيم جميل الزيارة بأنها «ناجحة جداً»، مؤكدا أنه تم الاتفاق مع الجانب الروسي على قضيتين، الأولى «تحييد واستمرار الجهود لمنع التدخل الخارجي»، والثانية «البدء فورا اليوم وليس غدا بالحوار الجدي والسير بالإصلاحات».
وقال جميل «نحن سنقبل النصح والمشورة والمساعدة من الأصدقاء في موضوع الحوار»، مؤكداً أن الحوار يجب أن يكون داخل سورية.
وعن موقفه من المجلس الوطني السوري وطلبه الحماية الدولية للشعب السوري .. قال جميل إن طلب الحماية الدولية تحت حماية المدنيين هو «شعار منافق لأن حماية المدنيين تحولت إلى قتل المدنيين، ونحن قلنا إن أحسن حماية للمدنيين في سورية هو الفتيو الصيني والروسي في مجلس الأمن الدولي»، مؤكداً أن المجلس الوطني السوري يحاول الغرب أن يحوله إلى «سلطة بديلة وهؤلاء يرغبون بالمجيء إلى سورية على ظهر الدبابة الأمريكية».
وحول كيفية تجاوز صعوبة إجراء حوار بين المعارضة والحكومة السورية قال جميل «نحن بحاجة إلى ما يشبه خارطة طريق للوصول إلى الحوار»، مقترحاً بعض البنود التي يمكن التفاوض حولها وأولها إطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية هذه الأحداث الذين لم يرتكبوا أي تهم جنائية ولم تصدر بحقهم أحكام قضائية، وكف يد الأمن عن التعامل مع الشارع وتكليف الجيش بحماية المتظاهرين السلميين ، ومنع العنف من أي كان من داخل المتظاهرين أم من خارجهم، وإلغاء جميع المظاهر المسلحة، لافتاً إلى أن مثل هذه الإجراءات تخلق مناخا وإمكانية لبدء الحوار».