إنكار الحل السياسي..
تعددت الأساليب في إنكار الحل السياسي ورفضه عند متشددي الطرفين مع نضوجه واقترابه موضوعيا. فإذا كان أشدها دهاء هو القبول به شكلا، ومحاولة الإساءة له مضموناً، من خلال وضع شروط تمنعه فعليا.
فإن أغباها على وجه الإطلاق هي المكابرة المباشرة والعنتريات المتبادلة ما بين الثورجية ومتصيدي المؤامرات على حد سواء. إذ يزعم بعض من هؤلاء أن أجزاء من المعارضة المسلحة لن تخون عهدها في إسقاط النظام حتى ولو أدار العالم كله ظهره لها، وهنا نتساءل: ماذا يبقى من هذه الأجزاء من المعارضة المسلحة إذا فقدت جماهيرها وحاضنتها الشعبية مع تقدم شعبية الحل السياسي؟ وإذا انقطع الدعم عنها أو انخفض في ظل التوافقات الدولية الجديدة التي فرضها الواقع الموضوعي على الأرض؟؟
ويزعم البعض الآخر منهم، في الموالاة، أنه سيقف بوجه كل من تسول له نفسه الذهاب إلى الحوار، حتى ولو كان النظام نفسه، لنتساءل أيضا: إذا كانت التوازنات الداخلية والخارجية أجبرت حتى النظام، الممسك بمقدرات جهاز الدولة الاقتصادية والعسكرية، على الذهاب إلى الحل السياسي فهل سيكون بمقدور الرهط من الرافضين للحل السياسي منعه؟؟
وفي الحقيقة تمثل كل أشكال رفض الحل السياسي، الذكية منها والغبية، محاولات فاشلة أخيرة لإعاقته، وهذا يثبت أنه كان يشق طريقه ببطء ولكن بثبات نحو الصدارة، حاملا معه إمكانية الخروج الآمن من الأزمة، الأمر الذي يهدد مصالح هؤلاء، ويصب في مصلحة الأكثرية الساحقة من الشعب، وما بين مصالح الاثنين تناقض عميق..