كلمات الضيوف في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوطني التاسع الاستثنائي..
ألقى بعض من ضيوف الاجتماع الوطني التاسع الاستثنائي عدداً من الكلمات خلال الجلسة الافتتاحية تحدثوا فيها عن أهمية الاجتماع التاسع الاستثنائي الذي يأتي كنتيجة طبيعية وضرورية لنضال اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين خلال أكثر من 9 سنوات ، والمهام المنبثقة عن نتائج هذا الاجتماع والمسؤولية تجاه الحراك الشعبي السوري المحاصر من كل الجهات والأطراف التي تحاول ضربه وحرف مساره بهدف تحقيق مصالحها اللاوطنية. وفيما يلي نعرض أجزاءً من تلك الكلمات:
عادل نعيسة - عضو رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير
أحييكم جميعاً، وأعلم تماماً أنكم سمعتم الكثير من الكلمات اليوم، لذا أعدكم أنّي سأحاول أن أوجز قدر ما أستطيع.
بداية أستسمحكم عذراً إن بدا لكم أن الذاكرة كلّت والحنجرة جفّت ذلك أن آخر عهدي بالمنابر كان في خيمة للعمل الفدائي قبل عقود نُؤبن فيها شهيداً على طريق الانتصار للحق الشعبي الطويل..
سأحكي اليوم عن التاريخ الذي عشته أنا، ربما علّمني الجب عندما ربينا في غيابة الجب، واستدراكاً أقول أنا واحد من كوكبة دفعت نفس الثمن ومنهم من قضى ومنهم من ينتظر وأحدهم توفى جانبي في السرير ونحن في السجن، هؤلاء... مازالوا ينتظرون، وهذا ما فعلته بنا قوانين الطوارئ والأحكام العرفية، ونحن لسنا إلا عينة، فالضرر كان علينا وعلى غيرنا..
أنا من جيلٍ كان الصغار فيه يرددون حتى لو كان الفهم ليس كاملاً لمعنى الشعارات والمقولات: استعمار.. رجعية.. صهيونية... وعندما كبرنا ونما وعينا السياسي أدركنا ماذا تعني تلك الشعارات والمفاهيم، وأدركنا أن معسكر مثلث اللعنات؛ استعمار.. رجعية.. صهيونية.. لايمكن ولا بأي وجه بالنسبة لجيلنا ولايزال أن نمد نحوه ولو خيط عنكبوت، لا نقبل التعامل معه لافي الكوابيس ولا في الأحلام، وجاء السادات وضرب ما يسمى الحاجز النفسي وجعل الخيانة وجهة نظر وهذا هو الأمر الخطير والجلل الذي دشَّنه ذاك الأفّاك، لكن المصيبة كانت عندما التقط اليعاربة أو المستعربون أو ماشئتم تسميتهم هذه الكرة وصار صوتهم يعلو ويعلو وصاروا هم يعطوننا أحكاماً، هم نفسهم من جاؤوا يترجون عبد الناصر بعد هزيمة 67 بطلب واحد بسيط ؛ أسكت عنّا صوت العرب.. ودفعوا ما دفعوا ليحققوا ذلك، وباتوا يطلقون الأحكام والتسميات على هواهم، فكانت حرب تموز في لبنان بالنسبة لهم «مغامرة»، وأفتى شيخهم أن كل من يؤيد أو يدعم أو يمول أو يدافع عن حزب الله فهو محظور دينياً، هذا الموقع الجديد الذي انتقلوا إليه وأصبحوا اليوم في موقع الصدارة.
ثانياً، وأعود للتاريخ وأذكركم ب«تكسي الشيوعية» هذا التعبير الذي عشناه كجيل وكان يستخدم للهجوم علينا نحن حزب البعث العربي الاشتراكي، بأننا نحن البعثيين تكسي للشيوعية في المنطقة، وبالتحديد الأستاذ المرحوم المناضل الزعيم الشعبي المعروف «أكرم الحوراني» الذي قال له «ريكرون» بعد أحد اللقاءات: أنتم والحزب تكسي للشيوعية..هذه التكسي مضت في اتجاهين، الاتجاه الأول كان في أنها حرّضت الشارع وعبأته وكان يومها جيل البشائر جيل الآمال الكبيرة؛ جيل سنفعل سنفعل، مع الأسف أجهضت الأحلام في جانب كبير منها.
سأعود إلى الوراء أكثر، وأدلل قليلاً على الانتماء.عندما كنت طالباً كنت رئيس اتحاد الطلاب وفي مواجهة مستمرة مع أجهزة عبد الحميد السرّاج وليس كما هي قيادات اتحادات الطلاب التي نعرفها اليوم، وكانت يومها الجمهورية العربية المتحدة وتم انتدابنا إلى يوغسلافيا، وقيل لنا في ذاك الزمان زمن الجزائرية أن مجموعة من الثوار الجزائريين في إحدى المشافي وكانت وقتها حكومة يوغسلافيا قد تكفلت بمعالجتهم، وذهبنا إلى المستشفى الذي هم فيه، ولم نكن نعرفهم أو نعرف صورهم ولكن عندما وصلنا إلى بهو المستشفى بدا لنا في أعلى أحد الأدراج مجموعة شباب سمر، أحدهم يده مقطوعة والاثنان الآخران مبتورة أرجلهما، لم يقل أحد شيئاً ولم نتبادل حتى ولو نظرة، فوراً بدأنا بالجري نحوهم وهم يحاولون النزول على الدرج على عكازاتهم، سلامنا كان بالبكاء، ربماً فخراً أو ربما تعاطفاً، وكل الذين كانوا في بهو المستشفى من أهل البلد شاركونا بالبكاء. هذا الرابط الذي كبرنا عليه وأثر في حياتنا ونضالنا أيضاً تعرض للكثير من التمزيق والأذى والزعزعة.
لن أطيل أكثر عليكم، ولكن سأنهي بحادثة أيضاً من التاريخ، والتاريخ هو الأمس وهو اليوم وهو الغد إذا أحسنا قراءته. في المدينة الشمالية في حي من أحيائها الفقيرة كانت هناك امرأتان، أم حسين وأم عثمان، سمعت أم عثمان أن حسين مصاب في المستشفى فدخلت على جارتها تواسيها وتشد من أزرها، بعد وقت قليل جاء من يخبر أم عثمان أن ابنها اعتقل، هما الاثنتان الآن في مصاب واحد. اتفقتا معاً أن تذهبا لزيارة ولديهما، وعلى الطريق كانتا تخففان عن بعضهما الحزن، ولم تتمكنا من زيارة الجريح «حسين» الذي هو من الجيش لأنه كان في العناية المشددة، وبعد انتظار لزيارة ابن أم عثمان قيل لهما ممنوع زيارة المعتقل، في طريق العودة ومع كل البؤس والحزن والهم هاتان المرأتان تنبأتا بالمستقبل: يا إم حسين بكرا بس تروح عنا هالمصيبة والله لنروح سيران بيفرح القلب، كانتا واثقتين من الغد، ونحن في الجبهة وفي كل الفعاليات واثقون أننا سنعود إلى الوطن أو أن يعود الوطن إلينا... واثقون من الغد.
ابراهيم بدراوي - حركة اليسار المصري المقاوم
ينعقد المؤتمر في ظروف بالغة الأهمية والخطر، فأنتم تحدثون طفرة كبيرة في مسيرة النضال الشيوعي ليس على مستوى سورية وحدها، وإنما على مستوى العالم العربي بأسره، المنطقة تواجه خطراً شديداً، وما يحدث في أي بلد عربي لا يعتبر حدثاً محلياً لأن الاقليم كله مستهدف.
فما يحدث في سورية سلباً يؤثر على مصر سلباً، وما يحدث في سورية إيجاباً يؤثر على مصر إيجاباً أيضاً، فما يحدث يتم في إطار صراع شامل بين الاقليم والصهيونية والامبريالية وعملائهم المحليين، وهو جزء من صراع عالمي، فإن هناك عالماً جديداً يتشكل الآن (قوى أفلة وأخرى صاعدة)، فالهيمنة على منطقتنا بأهميتها من الناحية الاستراتيجة والطاقة ترى فيه الامبريالية والصهيونية طوق النجاة الذي يمكنها من الاستمرار، واستمرارها مستحيل لأنها قد بلغت أعلى مراحل الانحطاط، لذلك يجب تشديد النضال وألا نمكنهم من الهيمنة على المنطقة، وأن نثبت أننا شعوب قادرة على دفن الامبراطورية الامريكية هنا، كما تم دفن الامبراطورية البريطانية في السويس 1986، وكما تم دفن الامبراطورية الفرنسية في الجزائر في الستينيات..
حدث متغير شديد الأهمية، كان ما يحدث في سورية يصور باعتباره صراعاً بين النظام السوري وبين بعض التحالف الامبريالي الصهيوني التركي العربي، الجديد في الموضوع أن الشعب السوري استشعر الخطر نتيجة ما يعيشه ويشاهده كل يوم، قام بصياغة اصطفاف عظيم، الشعب السوري في مواجهة الخطر على مصير البلاد، هذا الاصطفاف الشعبي هو الذي يؤمن قدرة سورية على المقاومة وإمكانية الاستمرار، ولكن هذا الاصطفاف وحده لا يمكنه أن ينجز ذلك، فهذا الاصطفاف يتعزز بقيام وحدة وطنية حقيقية، فالوحدة الوطنية مع الاصطفاف الشعبي جعلت الشعب طرفاً أصيلاً في معادلة الصراع، ولم يعد أحد يجرأ على القول إن الصراع بين النظام السوري والقوى المعادية، فالصراع بين الشعب السوري برمته وبين الامبريالية والصهيونية.
لا تخيفنا الحرب، لأن الولايات المتحدة كانت تعتبر الحرب استثماراً اقتصادياً على مدى نصف القرن الأخير، فحرب أمريكا في العراق وأفغانستان 3 تريليون دولار، وأعداد من القتلى أضعاف ما يعلن، وهذه فجرت الأزمة الحالية التي لا حل لها على الإطلاق، فلا الحرب تخيف ولا الضغوط، لأن المسألة لا يحسمها حجم وقوة ضغوط العدو، وإنما ما يحسم مقاومة المعتدى عليه في مواجهة هذه الضغوط، فالمسألة ليست موازين قوى بالمعنى الكمي، وإنما موازين قوى بالمعنى الكيفي، فصاحب الحق هو الأقوى، فالتجارب علمتنا أن الطرف الأضعف الذي يقاوم هو الذي ينتصر في النهاية.
نحن شيوعيون، وهناك أناس في مصر تدعي الشيوعية، فمن يعترف بالعدو الصهيوني من العرب ليس شيوعياً، من يتهادن مع اليمين ليس شيوعياً، من يرتضي أن يكون وضعه في النظام الاجتماعي بهدف تحسين شروط وجوده، ولا يناضل ضد النظام الاجتماعي ليس شيوعياً، وبالتالي أطلقنا على تنظيمنا حركة اليسار المصري المقاوم، القضية تمس الجوهر ولا تمس الاسم، ونرى أن اسم الشيوعية في مصر قد تلوث، منذ فترة ما تسمى المرحلة اليهودية في الحركة الشيوعية المصرية التي تمتد آثارها حتى اليوم..
لم نجد من النخبة السياسية من نتحالف معه، ولكن نتيجة إحساس الطبقة العاملة المصرية أنها أُسقطت من أهداف وخطاب كل القوى السياسية، فكما أُسقط الجانب الوطني، فإنه جرى إسقاط الجانب الاجتماعي – الاقتصادي الطبقي، وكذلك أُسقط الديمقراطي الشعبي، لذلك التقت معنا الطبقة العاملة، ممثلة بعدد من النقابيين المحترمين، لنبني سوياً التحالف على أساس طبقي، وليس على أساس سياسي، ومن هنا كان مشروعنا ببناء الجبهة العمالية الشعبية الوطنية، وهي جبهة مستقلة لا علاقة لها بالنخبة السياسية ولا بالأحزاب، صيغة وثيقتها لاقت قبولاً واسعاً، فلو نجحنا في بناء هذه الجبهة، فإننا سندخل تعديلاً كبيراً على ميزان القوى في مصر..
نديم علاء الدين - عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي اللبناني
كل التحية من رفاقكم في الحزب الشيوعي اللبناني الحزب التوءم في الولادة والنشأة، والحزب التوءم في القضية الوطنية ووحدة المصير، ليس فقط كحزبين بل أيضاً كشعبين..
لا نخفي أن كل الأوضاع في لبنان معلقة بمصير الأوضاع في سورية، وهذه مسألة معروفة.
سأحاول قدر الإمكان أن أساهم في النقاش معكم باعتبار أن قضايانا مشتركة، ومصيرنا مشترك، من هنا قد تكون مداخلتي مساهمة في النقاش أكثر ما تكون بمثابة كلمة، لذلك سأحاول أن ألتزم بالوقت لأنني لم أحضر كلمة مكتوبة، نحن نشعر بأن المنطقة تسير نحو مرحلة خطيرة ربما الاستنتاج الأبرز فيها أنها تسير نحو حرب حقيقية، وقدر سورية هذه المرة ليس فقط على خط النار وإنما على تقاطع الزلازل بين مشروعين أو محورين بدأت ملامحها تتكون عشية الانسحاب الأمريكي من العراق. إن الهجمة الأمريكية إلى المنطقة قديمة ومعروفة تجددت الهجمة بثوب جديد مع الانتفاضات أو الثورات العربية وبتكيف سريع للولايات المتحدة الأمريكية بإقامة حلف جديد يعرف بالإسلام السياسي أو المعتدل، كما سماه أوباما في خطابه الشهير في القاهرة سواء أكانت حركات سياسية أو دولاً، وبدأت هجوماً مضاداً ينقض على الثورات العربية لحرفها عن مسارها وإجهاضها، تأسيساً للمشروع الأمريكي، فيما سمته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس «الشرق الأوسط الجديد» كان يراد له أن ينتج أو يولد بعد عدوان 2006 اليوم يجري الإعداد له بما تقوم به الولايات المتحدة اليوم من تكوين هذا الحلف الذي يبدأ من أقاصي المغرب العربي ويمتد فصولاً مع تحالف الحركات الإسلامية التي بدأت تأخذ وضعيتها في العديد من الدول العربية، وصولاً إلى دول الخليج أو محور الخليج العربي ارتباطاً بتركيا.
هذا المحور المترامي الأطراف شجع ودفع أمريكا لكي تمضي في مشروعها بعد أن كانت الثورات العربية والضربات التي وجهت لمشروعها من المقاومات العربية في كل مكان، من العراق إلى فلسطين إلى لبنان التي وجهت الضربات القوية الآن تستعيد الولايات المتحدة الأمريكية بزخم هذا المشروع، وربما يعتقد البعض أن الانسحاب من العراق هو بداية الهزيمة، هو بالضبط الانسحاب من العراق مؤشر على هذا الهجوم الجديد، لأن انسحابها مجلجل بالهزيمة من العراق وأفغانستان، وبنتائج عدوان 2006 على لبنان، يعني سمح ببداية تكون محور قوي يبدأ من إيران إلى رأس الناقورة في لبنان، وهذا المحور المتماسك القوي اقتصادياً وعسكرياً ومالياً يرابط على حدود فلسطين من جهة ويهدد الكيان الصهيوني ويتواصل مع الخليج العربي ويهدد المواقع الأمريكية في شبه الجزيرة العربية، هذا المحور إذا ما قام وأنشئ، واستطاع أن يتجانس، سيشكل بالفعل الهزيمة الحقيقية للولايات المتحدة ولمشروعها، ولذلك تشعر أمريكا وانطلاقاً من أزمتها وما دفعته من إمكانيات وخسائر وما ينتظرها من أزمات دولية، عدا عن طبيعتها العدوانية، سيدفع تلك الأزمات والمشكلات إلى المغامرة مجدداً، لمنع قيام هذا الحلف، وبالتالي يصبح الانسحاب من العراق خطوة للهجوم المقبل لأن التوسع في الحلف الأمريكي الجديد بامتداده إلى تركيا يجد في الحلقة السورية نقطة الضعف أو الحلقة المركزية لقطع إمكانية قيام هذا الحلف، خصوصاً إذا كان حلفاً مدعوماً دولياً من قوى دولية جديدة، كما يجري الاصطلاح، وتكون أمام مرحلة دولية جديدة فيها تقاسم دولي جديد، ولا نعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية، لا بطبيعتها ولا بظروفها، قابلة بأن تسمح بهذا الخيار أو أن تستسلم بهذه السهولة، لذلك العدوان الأمريكي نراه من هذه الزاوية حتمياً، وبالتالي يستهدف سورية بكل إمكانياتها ووجودها، ليس استفادة من الثورات العربية لإشغال القلاقل وليس دفعاً للوضع الداخلي أو تفادي أزمة أو سيطرة لمنابع النفط، لأن وجود أمريكا المتنامي الممتد من المغرب العربي إلى الخليج العربي يسمح لها بتمدد إلى أفريقيا وحدود القوقاز وهذا يؤمن لها وضعية دولية جديدة تعزز من إمكاناتها الاقتصادية بالسيطرة على القسم الأكبر من احتياطي الغاز والنفط بالعالم، ما عدا التهديد المباشر للدول الكبرى والتي تشكل الند للولايات المتحدة الأمريكية الممثلة بروسيا والصين، من هنا نجد الموقف الروسي والصيني حاسماً في مواجهة الهجمة الأمريكية الجديدة إذن نحن أمام صراع يتجاوز الحدود الضيقة لبلد ما أو تغيير نظام ما، أمام صراع يستهدف وجود المنطقة وطبيعتها ووجهها المقبل بناء على ذلك نحن نواجه اليوم في هذا الهجوم مصيراً واحداً وبالتالي هي معركة واحدة، فكيف نواجهه؟ هناك مسؤوليات وطنية جسيمة وكبيرة على السوريين أولاً باعتبارهم المستهدفين بشكل مباشر وحجم الحلقة الأولى، فعلى مستوى السلطة إن الطريقة التي تواجه بها الأزمة اليوم تعزز من استمرارها، وهي لم تعالج المشكلة على مدى ثمانية أشهر، لهذا يجب التفتيش عن حل بديل، والحل البديل لن يكون إلا سياسياً، وذلك عبر الحوار والاحتكام إلى الامكانيات الشعبية، فالشعب وحده الذي يحمي وهو الذي يستطيع الصمود أما من جهة القوى الوطنية والتقدمية ومن موقع مبدأ المشاركة في المسؤولية نحن معنيون بأن يتجه الحل باتجاه الخيارات الوطنية، إن على القوى الوطنية والتقدمية في سورية أن تتوحد أولاً لتشكل قوة ضغط باتجاه خيار سليم، لا أن يبقى الوضع عسيراً بين الحل الأمني من جهة وقوى إرهاب مرتبطة بالخارج من جهة ثانية، مسؤولية القوى الوطنية أن تلتقي أن تشكل قوة ضغط وأن تضع برنامجاً للمواجهة من احتمالات العدوان الخارجي التي لا تزال قائمة وتتعزز يوماً بعد يوم من الرافعة في الجامعة العربية وصولاً إلى الدور التركي، وهم لا يحتاجون إلى قرار من مجلس الأمن، يكفي أن تتورط تركيا في حصار اقتصادي يتصل بالمياه والمال والكهرباء لتتوتر الأجواء حتى يكون خلفها الحلف الأطلسي مدافعاً عن عضو من أعضائه، وبالأساس لا يحتاج الحلف الأطلسي إلى تغطية أو موقف دولي، ينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض وهذا ينبغي أن يكون في الحسبان.
إن برنامجاً للمواجهة الشاملة من جهة يعبئ الطاقات الشعبية ويستند إليها ويستعد لمواجهة أي عدوان خارج هو الحل الذي ينبغي أن يكون عنواناً للمرحلة المقبلة لدى القوى الوطنية السورية ومن خلفهم من القوى الوطنية والتقدمية العربية.
لمؤتمركم النجاح وشكراً..
كلمة رجب معتوق - الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب
أنقل إليكم تحيات الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وتمنياتهم لكم جميعاً بالتوفيق والنجاح وأن يخرج مؤتمركم بقرارات فاعلة وناجعة لخدمة الوطن والمواطن كما أود أن أحيي جهودكم وحيويتكم في المشاركة بالحوار السياسي التي تشهده سورية في هذه الأيام ونحيي من خلالكم جميعاً السيد الدكتور قدري جميل الذي أثبت حضوراً سياسياً فاعلاً على الساحة السياسية السورية بما يملكه من حيوية وجرأة في الطرح. تحية لهذا الموقف ونتمنى له دائماً مزيداً من التقدم والنجاح.
أيها السيادات والسادة:
إننا في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب أعلنا ونجدد الإعلان أمامكم اليوم بأننا نميز كعمال عرب بين مشروعين اثنين؛ مشروع نرى فيه حقاً لنا، ومشروع نرى فيه حقاً لنا بأن نقاومه.. أما المشروع الأول فإننا نرى أن من حقنا كعمال عرب أن نعرب وأن نعلن بصوت عال بأننا مع حق الجماهير في التظاهر السلمي، مع حق الجماهير بأن تعبر عن مطالبها في الإصلاح، وأن تعلن رفضها للفساد.. أننا مع حق الجماهير بأن تعلن رفضها للبطالة والتهميش، ومع مطالب الجماهير في كل المناحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي نعلن رفضنا استخدام العنف ضد التظاهر السلمي ورفضنا الاعتقالات المبرمجة ضد النشطاء السياسيين ورفضنا التضيق على حق التعبير كل ذلك من مبادئ نضالاتنا كاتحاد للعمال العرب ونعتقد بأننا نتفق فيها معكم وتتفقون فيها معنا.
أما المشروع الثاني الذي نرى أن من حقنا رفضه فهو المشروع الإمبريالي الصهيوني الغربي الذي جاء ليختطف حركة الجماهير العربية، فنحن منذ الثورة التونسية التي كانت ثورة عفوية من الجماهير جاءت بعد أن أضرم مواطن تونسي في نفسه النار نتيجة حالة اليأس والإحباط التي وصل إليها لعدم حصوله على فرصة عمل، على الرغم من أن كل المؤسسات الدولية بما فيها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي كانت تقدم أرقاماً للوضع الاقتصادي في تونس على أنه مثالي في المنطقة العربية وشمال أفريقيا، وكانت تعطي أرقاماً وإحصائيات بأن الوضع الاقتصادي في تونس وضع جيد، وبأن تونس خالية من الفساد، وأن تونس لها ولها ولها.. ولكن فوجئنا بأنه بمجرد أن أضرم هذا المواطن النار في نفسه احتجاجاً وحنقاً حتى اندلعت المظاهرات الشعبية في كل المدن التونسية، لتسقط النظام بعد مدة وجيزة وجرى إسقاط النظام في تونس خارج الدائرة الرقابية للاستخبارات الأجنبية التي كانت متواجدة هناك، حتى أننا لمسنا بسرعة أن فرنسا أقصت سفيرها في تونس وأقصت وزيرة الخارجية وهناك الكثير من الدول الغربية التي اتخذت نفس القرار احتجاجاً على هؤلاء المسؤولين لعدم قراءتهم المسبقة لما جرى في تونس، وعندما انتقلت الأحداث إلى مصر وتفاعلت وجدنا بأن الدوائر الغربية أسرعت لاقتناص هذه الفرصة واختطاف حركة الجماهير ودعت بأن يزول رأس النظام وإبقاء النظام كما هو، وأعتقد أن هذا ما جرى في مصر، وللأسف فإن الثورة الشعبية في مصر اختطفت ولا مجال للشك في ذلك.
نقول إن هذا المشروع الذي جاء بعد اختطاف هذه الثورات ووصل إلى حد القيام بهذه الحملة غير المسبوقة ضد سورية إعلامياً وسياسياً، ووظفت بكل أسف الجامعة العربية لكي تكون أداة لتمرير قرارات عجز الغرب عن تمريرها في مجلس الأمن نتيجة للفيتو الروسي والصيني، فجاءت الجامعة العربية بقيادة الدولة العظمى قطر لتمرر هذه القرارات ضد سورية، هذا البلد الذي لم يبخل يوماً في نصرة القضايا العربية ولم يبخل يوماً في تقديم كل الدعم والعون للأمة العربية، هذا البلد الموغل بالتاريخ، هذا البلد الذي يحظى باحترام وتقدير كل مواطن عربي شريف.. جاءت الجامعة العربية اليوم تفرض جملة من العقوبات على شعبه المناضل على شعبه الأبي.
نحن في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب نقول إننا ضد هذه الإجراءات الظالمة وضد كل ما اتخذته الجامعة العربية ضد سورية، وضد كل القرارات التي اتخذت من العرب والغرب أو من الغرب نفسه ضد سورية تحت أي ذريعة كانت، نحن نقول دائماً إن الاستقواء بالأجنبي خط أحمر، ومهما حاولوا إيجاد الذرائع له نحن لا نراه إلا نوعاً من أنواع الخيانة، بل الخيانة بعينها، وبالتالي نحن نرفض أي شكل من أشكال الاستقواء بالأجنبي، بل ونقاوم هذا الاستقواء الأجنبي من أي طرف كان في بلداننا العربية، ونحن مثلما كان الموقف واضحاً وصريحاً من الجامعة العربية عندما قدمت ليبيا على طبق من ذهب للناتو، حتى جاء ليقضي على هذا البلد بشكل نهائي، ونحن بالتالي نرفض أن نقدم سورية أيضاً مثلما قدمت ليبيا، وهذا هو المشروع الذي نرفضه. واليوم ما نراه في سورية من جماعات إرهابية مسلحة مثلما قالت هيلاري كلينتون ممولة تمويلاً جيداً ومسلحة تسليحاً جيداً، هذا دون شك لا يستحق إلا الرفض من كل مواطن سوري شريف، والمقاومة من قبل النظام، حتى يستتب الأمن في هذا البلد، نحن مع الحراك السياسي ومع هذا النشاط ومع الحيوية، وعلى اعتبار أن الأحزاب الشيوعية لا تخرج إلا من رحم العمال ولا تكون إلا في خدمة العمال ومصالحهم، وبالتالي نحن نبارك لكم إعلانكم ونتمنى لكم التوفيق.
كلمة د. علي حيدر - رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي
الأعزاء في اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، الأعضاء المسؤولين، الأعزاء الضيوف..
إن كان هناك ضيوف وأنا لست منهم فأنا من أهل البيت؛ من هذا المنبر الوطني بامتياز نقول: نعم نحن تحولنا من شركاء في الوطن بقوة الأمر المفعول، إلى حلفاء بقوة الأمر الفاعل بفعل العقل والوعي والتصميم والإرادة والقرار الحر، لنذهب معاً لمصلحة الشعب والوطن، لمصلحة سورية التي هي فوق كل مصلحة، عبر القوى لا يستطيع أحد أن ينكر تاريخها فللقوتين الحليفتين يوم تاريخ يعرفه الجميع ولا يستطيع أحد أن يمحوه لا بممحاة ولا بأية طريقة أخرى، ولهما نضالات لا يستطيع أحد نكرانها عبر تاريخ طويل منذ تأسيس كل منهما وحتى اليوم، ولهما مواقف بنيت على رؤى واحدة لمصلحة سورية الناهضة القوية في المستقبل القادم..
على كل هذا أنشأنا بقوة الأمر الفاعل تحالفنا معاً في الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير وبرنامجها المعروف من قبلكم جميعاً، وسأختصر الوقت للأستاذ عادل نعيسة عضو مكتب الرئاسة في الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير ليقول كلمته ولكن أقول في هذا المقام بأننا كحزب وجبهة شعبية للتغيير والتحرير من الذين أكدوا على أن التغيير الوطني والبنيوي العميق والشامل والجذري ولكن الديمقراطي والسلمي هو الهدف، وهو المطلوب، ولكن هذا التغيير ليس على قاعدة التغيير هو الغاية بل التغيير هو الوسيلة لتحقيق سورية أفضل.. سورية أقوى.. سورية أقدر على تحقيق كرامة المواطن وعلى مواجهة المشروع الخارجي الذي يجب أن يكون في مقدمة أولوياتنا في السابق واليوم، وفي أيامنا القادمة، لذلك لدينا مهمات عاجلة وملحة، وقد أكدنا عليها في مؤتمرنا الصحفي كحزب في الأسبوع الماضي بمناسبة تأسيس الحزب، عندما قلنا بأننا اليوم نطالب، وقبل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، بقرار واضح بإقالة وإعفاء الحكومة الحالية ومن موقع المحاسبة، لأن هذه الحكومة لم تستطع لا في المدى العاجل والطارئ أن تقوم بمهامها كحكومة أزمة أنشئت وشكلت على خلفية بدء الأزمة في سورية، ولم تستطيع أن تنجز أي من الأشياء المطلبية التي كان من الممكن أن تخفف احتقانات، بل ما حصل على الأرض هو العكس تماماً حيث زاد الاحتقان وزادت المشاكل وزادت الملاحظات والمطالب، ومعاناة الشعب السوري اليوم على الأقل تجاه المازوت والغاز وغيرهما خير مثال على دور الحكومة الفاشل في المدى المستعجل والطارئ، أما في المدى الاستراتيجي فنقول بأن هذه الحكومة هي استمرار للحكومة السابقة في سياساتها الاستراتيجية، لأننا لم نجد حتى هذه اللحظة أي قرار أو توجه واضح للتغيير في السياسات ينبؤ بما يفرح قلب المواطن السوري تجاه التغيير بالاتجاه الصحيح.
لذلك، إن إعفاء الحكومة الحالية هو طلب ضروري في المرحلة الأولى، ومنها الذهاب إلى حكومة وحدة وطنية سياسية بامتياز لتكون القادر على التحضير لمؤتمر الحوار الوطني، وفي هذا السياق طالبنا الحكومة بوقف كل الإجراءات المبنية على ما سبق ومنها العمل بالقوانين التي صدرت في الفترة الماضية لأنها بنيت على شيء إن لم يكن باطلاً فهناك إقرار من جميع السوريين بأنه يحتاج إلى تغيير، وهو الدستور الحالي، وما يبنى على شيء نريد تغييره الأفضل أن نقف عن البناء لتغيير الأساس للذهاب إلى قوانين لاحقة تبنى على دستور جديد نطالب به جميعاً، ومنها عملية التحضيرات للانتخابات القادمة التي نطالب أصحاب الشأن اليوم بوقف العمل بها فوراً وعدم الذهاب بها طالما نحن باتجاه آخر للحل.
في النهاية، أتمنى لمؤتمركم النجاح لأنه نجاح للعمل الوطني العام، ونجاح لنا جميعاً في سورية، وسننتصر بإرادتنا وقوتنا وإيماننا المطلق بالنصر، فلا بديل عن النصر إلا الانتصار، والانتصار يكون للشعب وليس على الشعب.
كلمة أبو أحمد فؤاد - عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
أيتها الرفيقات، أيها الرفاق، أيتها الأخوات أيها الإخوة..
باسم المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وباسم أمينها العام القابع في سجون العدو الصهيوني منذ سنوات طويلة مضت، نعبر لكم عن تثميننا لجهودكم ولمبادراتكم التي تستهدف إخراج سورية من الأزمة التي تعيشها عبر أسلوب الحوار وعلى قاعدة الوحدة؛ وحدة سورية أرضاً وشعباً ومؤسسات. وعلى قاعدة الإصلاح وترسيخ الديمقراطية ومقاومة كل مشاريع التخطيط والمذهبية والطائفية وكل أشكال العدوان الإمبريالي الصهيوني ومقاومة الاحتلال الصهيوني وتحرير الجولان وفلسطين وأي جزء محتل من الوطن العربي الكبير.
أيتها الرفيقات أيها الرفاق، إننا نرى أن سورية مستهدفة كنظام وكشعب وكوطن، إن القوى الإمبريالية تريد تهميشها، بل وإلغاء دورها، إنهم يريدون تدمير البلد تدمير الوطن وليس صحيحاً أنهم يريدون مصلحة الشعب السوري الشقيق، إن الشعب السوري العظيم لن يمرر المؤامرة بل سيقاومها بكافة الأشكال وبمختلف الأساليب، هذا الشعب الذي قاوم الاستعمار وقاوم الاحتلال الصهيوني، واحتضن قوى المقاومة الفلسطينية والعربية، لن يخضع للضغوط الإمبريالية الصهيونية ولن يركع مهما بلغت التضحيات.
إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نؤيد وندعم وبقوة الإصلاحات والقوانين التي أصدرها السيد الرئيس ومؤسسات الدولة والجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، وفي تقديرنا أن الحوار بين كافة القوى والفئات هو الأسلوب الذي سيؤدي إلى الخروج من الأزمة، ونحن في الساحة الفلسطينية ارتأينا أن الخيار لحل مشاكلنا الداخلية هو الحوار ثم الحوار وليس أي أسلوب آخر.
أيتها الأخوات أيها الإخوة، نعلن وبكل وضوح وصراحة أننا ضد أي تدخل خارجي بأي شكل كان ولأي سبب أو أي مبرر، إن التدخل الخارجي يستهدف تدمير الوطن وخلق الفتن لمصلحة الكيان الصهيوني، وإسقاط أي عقبة أمام الهيمنة الصهيونية الأمريكية على وطننا العربي الكبير، وبشكل خاص على فلسطين، ونحن على يقين بأن الشعب السوري العظيم ومعه الأمة بأسرها ستبقى القضية الفلسطينية هي قضيتهم المركزية، سورية احتضنت الشعب الفلسطيني، واحتضنت قضايا الأمة، ولم تكن يوماً إلاّ في خندق مواجهة الاستعمار والاحتلال، ومنذ نشأة الكيان الصهيوني، قدم الشعب السوري التضحيات الجسام في الحروب ضد العدو الصهيوني، والشعب الفلسطيني لن ينسى يوماً هذه التضحيات.
أيتها الرفيقات أيها الرفاق، تمر قضيتنا الفلسطينية القضية المركزية للأمة العربية بمرحلة خطيرة حيث يستمر العدو مدعوماً من الإمبريالية الأمريكية ومن يدور في فلكها بمحاولة تصفيتها ورفض إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا وطردوا منها.
إن الولايات المتحدة تتحدث عن حقوق الإنسان في العالم كذباً ولا تتحدث على الإطلاق عن حقوق الإنسان الفلسطيني بل تدعم باستمرار الجرائم الصهيونية وتستخدم الفيتو في المحافل الدولية لمنع مرور ولو إدانة أو لوم لهذا الكيان المجرم وهي تدعي أنها تدعم حق الشعوب في الحرية والديمقراطية وفي الحقيقة هي التي دعمت وتدعم كل الديكتاتوريات في العالم.
أيتها الأخوات أيها الإخوة، إننا ندين موقف السلطة الفلسطينية التي لم ترفض قرار الجامعة العربية المتعلق بالإجراءات ضد سورية، كما ندين تنازلها عن رئاسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية ونطالب السلطة الفلسطينية بعدم المشاركة بالجريمة التي ترتكب ضد سورية، ضد الشعب السوري الشقيق، في الحصار وفتح المجال واسعاً للتدخل الخارجي.
إن ما قامت به الجامعة العربية سابقة خطيرة يترتب عليها انشقاق هذه المؤسسة التي كنا نريد لها أن تكون عاملاً توحيدياً مانعاً لأية جهة خارجية من استخدامها كجسر للعبور إلى تحقيق ما يضر بمصلحة الأمة ووحدتها واستقلالها، وبناء مجتمعاتها على أسس ديمقراطية حقيقية. أين كانت هذه الجامعة عندما ارتكبت المذبحة ضد شعبنا في غزة، وعندما ارتكبت المذبحة ضد شعبنا في العراق، وعندما ارتكبت المذبحة ضد شعبنا في لبنان، وأخيراً في ليبيا؟
ها هي هذه القوات الخارجية يستعان بها وهدفها معروف للتدمير وارتكاب المذابح ونهب خيرات بلادنا، فإن أي جهة تدعو لتدخل خارجي تكون بشكل أو بآخر ترتكب جريمة بحق الشعب وبحق الأمة.
إن هذه الجامعة بغالبية أعضائها، وبالمؤثرين فيها، مرتهنة لقرار أمريكي لا يمكن لأحد منا أن يصدق ولو للحظة أن هذا القرار نابع من إرادة سياسية حرة مستقلة لغالبية الأنظمة العربية التي تحاول فعلاً أن تأتي بالاستعمار بشكل أو بآخر.
أيتها الرفيقات أيها الرفاق، هنيئاً لكم بتأسيس حزبكم الذي سنعرف اسمه فيما بعد، ونأمل أن يشكل إضافة نوعية للحركة الوطنية السورية وللحركة اليسارية والشيوعية ونعاهدكم أننا سنستمر بالعمل لاستعادة الوحدة الوطنية في الساحة الفلسطينية ونحن على أبواب لقاءات قريبة في القاهرة لتطبيق ما اتفق عليه في القاهرة منذ أشهر عديدة مضت، ونحن على قناعة بأن الوحدة الوطنية هي السلاح الرئيسي في مواجهة الاحتلال ومشاريع التصفية التي تطرح من قبل العدو.
نعاهدكم بأننا سنستمر في مقاومة الاحتلال حتى تحقيق كامل أهداف شعبنا بالتحرير والعودة والاستقلال، ونعاهدكم بأننا سنستمر في مقاومة كافة المشاريع الإمبريالية الصهيونية التي تستهدف وطننا العربي بالتفتيت والفتن المذهبية والطائفية.
نتمنى لمؤتمركم النجاح، ونعم الاشتراكية هي الحل.. والسلام عليكم.