عادل نعيسة: لايحق لأي طرف أن يعلو ويرتفع فوق أنقاض البلد

عادل نعيسة: لايحق لأي طرف أن يعلو ويرتفع فوق أنقاض البلد

سأبدأ بملاحظة كان يمكن ألا ترد، لكنها وردت بالانفجار الذي حصل قبل الموعد المحدد لهذا المؤتمر، إن كان ما حصل رسالة فجوابنا عقد المؤتمر، وإن كانوا يعون ما يفعلون فبفضل ما يرتفع دوي قنابلهم  يرتفع دوي الغضب الشعبي من هذا الأسلوب.

تعلمون جميعاً نحن في مؤتمر أحزاب وقوى التغيير السلمي، وهنالك مقولة تشير إلى أنه لا وجود لتفكير سياسي خارج إطار المقارنة بين واقع ملموس أو إمكانية ملموسة وأخرى، بهذا الفهم هناك إمكانيتان قائمتان؛ وجع الناس وصراخهم، هل كتب علينا أو سيكتب أن نصل إلى مرحلة نصبح فيها شعباً بين مهجر أو مهاجر أو نازح أو لاجئ؟ هل سننتظر أن يصل الشهداء أو المصابون إلى كل بيت بعدما عبروا كل مدينة وبلدة وقرية وحي؟ أليست الإغاثة الإنسانية في النهاية- على ضرورتها- تجرح كبرياء هذا الوطن العريق؟ هل يحق لأي طرف منا وأياً كانت مواقعه أن يعلو ويرتفع فوق أنقاض البلد ليرفع إشارة النصر في الشارع العربي، ليقال عنه بعد ذلك إنه حقق نصراً ذليلاً؟.

هذا جانب، والجانب الثاني الذي أريد أن أشير إليه أن هناك تعبيراً يقال فيه رجل دولة، وتعلمت بالتجربة أن أعرف رجل معارضة، لن أدخل بتعريف رجل الدولة، ولكن أستطيع- وبالتجربة- أن أشير إلى ما تعنيه كلمة رجل معارضة، رجل المعارضة الحقيقي هو الذي لا يكذب لوهلة حين يتخذ موقفاً مع التاريخ، والموقف المبدئي وإن لم يكن هذا الموقف ذا شعبية، أما الموقف الآخر والذي أسميه الشعبوي، فهو من يراعي مكاسب حزبية أو قاعدية تحت ذرائع مختلفة.

نحن هنا كما قلت في مؤتمر، شعاره الأساسي التغيير السلمي، أكاد أسمع وسنسمع مستقبلاً أكثر وأكثر صريخ وصراخ- الصراخ من الوجع والصريخ من أمل أن نخرج مما نحن فيه-، الموالاة والمعارضة والكتلة الصامتة جميعهم وصلوا إلى مشارف بعنوان واحد: نريد خلاصاً. وعبرت عنها مرةً بالقول أريد أن أرسل أبنائي إلى المدرسة سالمين، وأن يعودوا إلي سالمين.

إننا مؤمنون بأنه لا مجال لكسر العظم في هذه البلد، ولن يكون هناك في النهاية سوى الوطن، وما دام الأمر كذلك، أليس حقاً علينا وواجباً أن نختصر الزمن والدم والحريق والخراب ونمد طاولة الحوار؟.