فاتح جاموس:خيار الحلفاء الاستراتيجي هو الشعب السوري وليس النظام
إننا في تيار طريق التغيير السلمي نرغب بلفت النظر والتركيز على المسائل التالية:
أولاً؛ نعتقد أن مستوى التدخل الخارجي التركي قد وصل حد التدخل العسكري المباشر في الكثير من التفاصيل على مساحات واسعة من محافظتي إدلب وحلب، وكذلك في غابات اللاذقية، ما يطرح على المؤتمرين ضرورة التنبؤ والتفكير الجاد بخلق جبهة مقاومة سياسية وشعبية لمواجهة هذا التدخل وأدواته، ومساندة عمليات الجيش العربي السوري في ذلك.
نحن كتيار سنعمل على المضي في هذا الخيار الذي نؤكد أنه خيار المؤتمر أيضاً.
ثانياً؛ نرفع صوتنا بقوة قائلين إن هناك صفاً دولياً وسياسياً صديقاً فعلياً للشعب السوري يقف إلى جانبه في أزمته السياسية الوطنية وفي الكارثة الإنسانية وتفاصيلها المخيفة، وعلى رأس ذلك الصف يقف الأصدقاء الروس والصينيون ومجموعة دول البريكس وعدد من دول المنطقة على رأسها إيران، وعلى العموم خيارهم الاستراتيجي والفعلي والأخلاقي هو الشعب السوري وليس النظام السوري وحمايته أو تأييده، ويميزون بين مسألة النظام والسلطة السياسية من جهة، وبين بقاء الدولة والوطن والشعب من جهة أخرى.
نتمنى ونرغب من هذا الصف أقصى عمليات التضامن والإغاثة الإنسانية لمساعدة شعبنا في الخروج من محنته، كما نتمنى أن يساهم بدوره في إطلاق الحوار والمساعدة عليه.
ثالثاً؛ حان الوقت لتقوم فعاليات عديدة وواسعة من النخب السياسية والفكرية السورية بعملية مراجعة جادة في ما يتعلق بالأحداث وحقيقتها وأنها تحولت إلى أزمة وطنية شاملة تفترض حلولاً خاصة ومهمات خاصة، وأن الأمر ليس أمر ثورة وشرط ثوري أو ضرورة استخدام وسائل ثورية لتحقيق أهداف ثورية، وأن نتنبه إلى خطورة تلك الجبهة الممتدة من الولايات المتحدة إلى دول الخليج وتركيا، والعاملة على إيصال أكثر القوى الدينية تطرفاً وتكفيريةً وطائفيةً ودمويةً، وأن نعمل سويةً على جبهة ثانية من القوى والفعاليات الديمقراطية والوطنية العلمانية والمستنيرة للعب دور فاعل في الأحداث والاحتمالات والسياقات الخطرة التي تدفع إليها سورية.
رابعاً؛ تعبنا من قتل الأيام في تيارنا، تيار طريق التغيير السلمي، للعمل على وثيقة خارطة طريق جرى نقاش جاد حولها وهي الآن بين أيدي المؤتمرين كمادة للحوار، ونعتقد أنها قابلة للتنفيذ وقابلة لأن تكون أساساً للخروج الآمن من الأزمة.
خامساً وأخيراً؛ نحن ندرك كيف أن الأزمة الوطنية تأكل كل شيء، ولكنها أيضاً تؤثر على كل شيء، وتدفع بالكثير من القوى والفعاليات السياسية إلى خط التغيير السلمي، وهذا بدوره يخلق مجالات للالتباسات والشكوك والاتهامات؛ من حديقة خلفية للنظام ومؤتمر للنظام وغير ذلك... المهم بالنسبة لنا هو جمع أعرض جبهة وأكثرها اتساعاً، مؤتمنة مع أطرافها في رفض العنف ومواجهته ورفض الحرب الأهلية والطائفية ورفض التدخل الخارجي والاستعداد الفعلي لمواجهته، وطرح مبدأ الحوار من أجل الخروج الآمن من الأزمة والتغيير الديمقراطي السلمي، فما عداه هو الخاطئ والخطر والملتبس حتى الآن.