عرفات: انعقاد جنيف2 بداية تنفيذ أول نقاط برنامجنا السياسي.. وهو عُقد لينجح!
استضافت إذاعة «ميلودي اف ام» عصر الاثنين 27/1/2014 الرفيق علاء عرفات أمين مجلس حزب الإرادة الشعبية والقيادي في الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير وائتلاف قوى التغيير السلمي المعارض، في حوار مطول، حول مؤتمر جنيف والزيارة الأخيرة لوفد الائتلاف إلى موسكو، نقتطع منه الفقرات التالية:
«جنيف2» بوابة الحل
ورداً على سؤال حول أسباب الزيارة إلى موسكو عشية انعقاد جنيف، أوضح عرفات «كنا بصدد استطلاع الوضع ومعرفة ما يجري وإلى أين وصلت الأمور، وهل سيتم فعلاً تأجيل المؤتمر كما كان يُشاع في حينه أم لا، وبالتالي فقد كان لدينا أسئلة كثيرة حول ما كان يجري بالإضافة إلى أنه كان لدينا آراء في هذه المسائل قمنا بوضع الروس في صورتها وسمعنا منهم تصوراتهم حول كيفية انعقاد وسير المؤتمر... وكما يعرف الأخوة المستمعون، فقد كانت هناك أحاديث وتسريبات كثيرة تدور حول إمكانية تأجيل المؤتمر إلى شباط، أما نحن فقد كان رأينا أنه لا يجوز تأخير المؤتمر مهما كان الوضع، لأنه دائماً ما تكون هناك أسباب وظروف للتأجيل، ولا يمكن أن يكون هناك مؤتمر كامل مئة بالمئة.. من جهة ثانية، فقد كان حضور إيران مهماً جداً، لكن ورغم أنها لم تحضر إلا أن انعقاد المؤتمر يُعدّ خطوةً للأمام، وفيما يخص وفد المعارضة كما كان يُعلن سواء في وسائل الإعلام أو في الكواليس وأياً كان شكله، فلم يكن هذا الأمر يُعتبر مشكلةً، حيث أن انطلاق المؤتمر هو المهم، وهذا كان رأينا ورأي الروس، وبالنسبة للنواقص فيجري استكمالها فيما بعد وهذا ما كان، بمعنى أن مسار الأزمة السورية بدأ يحدث عليه تعديل من الصراع المسلح إلى الذهاب نحو الحل السياسي، ومن الجدير بالذكر هنا أن مؤتمر جنيف لن يحل المشكلة بل هو بوابة للحل، أي أنه مدخل لا بد منه للذهاب إلى حل سياسي، وقد جرى استعراض هذه المسائل ضمن إطار زيارتنا، وأعتقد أن الزيارة كانت إيجابية وهامة بالنسبة لنا».
مؤتمر يجمع حملة سلاح
ورداً على سؤال هل تحولت تصورات موسكو إلى واقع بعد عقد المؤتمر أم أنها لم تكن في محلها، وهل كان الروس يتخيلون السيناريوهات التي تحصل الآن قال عرفات: «في الحقيقة، لقد تحولت تصوراتهم وتصوراتنا إلى واقع، وبالمناسبة فنحن أسبق من الروس في هذا الموضوع».
وأضاف: «أي أحد يعرف بالعمل السياسي يعلم بأن هذا المؤتمر يجري بين أطراف حملة السلاح، ولا تزال هذه الأطراف- إلى ما قبل يومين أو ثلاثة– تطرح البرنامج الأقصى، فيوجد هناك من لا يزال يتخيل بأنه سيسقط النظام ولكن عبر مؤتمر جنيف، وهذا هو موقف ائتلاف الدوحة حيث أنه يريد تسليم السلطة كاملة ويرى بأن النقطة الرئيسية في جنيف1 هي الهيئة الانتقالية، بينما تقول الحقيقة بأنه قد مضى سنة ونصف على انعقاد جنيف1، وفي هذه الفترة حدثت تغيرات كثيرة أهمها بروز ظاهرة بشكل واسع على الأرض السورية وتجلّت بتنظيمين على الأقل، هما «داعش» و«جبهة النصرة»، ولكن هذا لا يعني بأن الآخرين ليس لديهم هذا الطابع، فمروحة الإرهاب برأينا تشكل الكثير من التنظيمات إلى جانبهما.. لذلك فمن الطبيعي جداً أن يتم أخذ التطورات التي تلت صدور بيان جنيف1 بعين الاعتبار ومعالجتها لأنها أصبحت جزءاً من الأزمة السورية وهنا السر في شعار «محاربة الإرهاب».
قد يفهم كل شخص هذا الشعار كما يريد، ولهذا يجب إيجاد فهم مشترك ومتقارب وتوحيد وجهة النظر حول هذا الموضوع عبر جهد طويل سواء بين «جماعة الائتلاف» والنظام والمعارضة الداخلية والدول الخارجية الإقليمية والدولية، لذلك فهناك عملية صراعية كبيرة. وقد كان الروس يتصورون هذا، ومن بين الأشياء التي قيلت هي أن المؤتمر سيشهد صراعات شديدة، فقد ينسحب أحد ما أو يعلق مشاركته وهذا أمر طبيعي حصل في مؤتمرات سابقة وسيحصل في هذا المؤتمر».
خاصية «جنيف2»
وأوضح عرفات: «إن هذا المؤتمر هو أول مؤتمر دولي يعالج أزمة من هذا النوع في ظل توازن عالمي جديد، حيث أن المؤتمرات السابقة كالتي حصلت حول كوسوفو ويوغسلافيا جرت في ظل ميزان دولي مختلف، والأمر ذاته ينطبق على مؤتمر الطائف، حيث كان الاتحاد السوفييتي منهاراً حديثاً وكانت الكلمة العليا للولايات المتحدة الأمريكية، أما مؤتمر جنيف2 فإنه يُعقد اليوم في إطار توازن جديد، فرغم أن الولايات المتحدة لا تزال تمتلك كلمة كبرى إلا أنها ليست الكلمة العليا، لذا فإني أنصح الجميع بأن يتفاءلوا بهذا المؤتمر».
سيقال عنا الكثير.. ولكن!
ورداً على سؤال خجول حول رأيه بما قيل إن علاء عرفات وفاتح جاموس وقدري جميل الموجود الآن في موسكو قد ذهبوا إلى هناك ليقدموا أنفسهم سياسياً كبديل عن ائتلاف الدوحة في حال فشل الحوار معه خاصة وأنه دخل إلى المؤتمر بسقوف عالية، وقد عزز البعض هذه الفكرة بما ورد على لسان أعضاء بارزين بوفد النظام من تعويل على المعارضة الداخلية، قال عرفات: «أريد أن أضيف أكثر من هذا، فهناك من يقول بأنكم «صرعتونا» حول مؤتمر جنيف وها هم الآن قد «شاطوكم» خارجاً وأصبحتم تقفون على بابه بعد إغلاقه في وجوهكم، وهناك أيضاً من قال بأن د.قدري جميل قد ذهب ولم يعد وبأن كل جهوده في الخارج لم ينتج عنها شيء، وسيُقال أكثر من ذلك بكثير. الآن، دعنا نسلسل الأمور كي نفهمها بشكل صحيح، أولاً نحن أصحاب فكرة الحل السياسي واليوم انعقد مؤتمر جنيف الذي يشكّل المدخل للحل السياسي، وبالتالي فقد بدأنا– من وجهة نظر برنامجية– بتحقيق النقطة الأولى على الأرض، وقد كانت هذه النقطة قبل انعقاد المؤتمر محققة «افتراضاً» أي أنه تم اتفاق حولها، أما اليوم فقد أصبحت أمراً واقعاً وحقيقة مادية ملموسة، وهذه هي النقطة الأولى. ثانياً، فيما يتعلق بموضوع أنه عند ذهاب ائتلاف الدوحة فستحل المعارضة الداخلية محله، فهذا غير صحيح. المعارضة الداخلية هي ممثل لشيء قد يكون كبيراً أو صغيراً في هذا المجتمع، وفي جنيف يُناقش موضوع مستقبل سورية وحل أزمتها، لذلك فقد كان موقفنا ولا يزال أنه يجب تمثيل كل القوى السياسية في هذا المؤتمر وليس جزءاً منها، وهذا الكلام موثق وهو موقف ثابت بالنسبة لنا. وبالنسبة للنقاش والخلاف مع الطرف الأمريكي تحديداً فيما يتعلق بموضوع المعارضة الداخلية، فأنتم تذكرون أنه جرى منذ فترة لقاء ما بين هئية التنسيق والجربا في القاهرة، وقد اتفقوا على أن يشكلوا وفداً موحداً للمعارضة، وبالمناسبة نحن لم نكن موافقين على هذا، لكن هيئة التنسيق لها وجهة نظر حيث أنها كانت موافقة على أن تكون جزءاً من وفد الائتلاف، ثم أتتهم الدعوة وتذكرون ما حدث في الخامس عشر من كانون الثاني، حيث شعر أعضاء الهيئة أن هذه الدعوة تتضمن إذلالاً للهيئة، لذلك قالوا بأنهم لن يحضروا المؤتمر، لذلك فإن الخلاف على المشاركة في المؤتمر لا يتعلق بالحضور أو عدم الحضور، بل على شكل الحضور بمعنى أن المعارضة الداخلية لا تقبل بأن تدخل مؤتمر جنيف تحت راية الائتلاف، هذا الموضوع يحتاج إلى حل حتى لو كلّفت هذه المسألة عدم حضور مؤتمر جنيف».
ائتلاف الدوحة.. عجز بالتصورات والحلول
وفي رده على فكرة لأن هذا الحل جرى عبر إقصاء المعارضة الداخلية تفضيل ائتلاف الدوحة، أوضح عرفات: «دعنا ننتبه إلى قضية هنا، إن مؤتمر جنيف لا يقتصر على جلسة واحدة، ومن الواضح أن هذه المباحثات ستصل إلى طريق مسدود، وحينها سيتساءل رعاة المؤتمر والأمم المتحدة عن السبب الذي أدى لهذا الطريق، وسيلقون المسؤولية على كل من النظام والطرف الثاني الذي يمثله الائتلاف، وليس بالضرورة أن تكون هذه المسؤولية مناصفة، وسنصل إلى نقطة يُقال فيها أن هناك مشكلة وعيب في وفد المعارضة وقد قيل هذا الكلام في اللحظة الأولى من المؤتمر، فمن المعروف حصول اجتماع عاصف بين لافروف وكيري حول شكل تمثيل المعارضة وهذا الموضوع قيد البحث، وبالتالي فما قالته السيدة بثينة شعبان والوزير المعلم في هذا الإطار هو محاولة لعكس ما يحدث في كواليس المؤتمر. بمعنى أن أحد طرفي المؤتمر لا يتمتع عملياً لا بالتمثيل الصحيح ولا بالرؤية الصحيحة والدقيقة، وقد قُلت هذا الكلام كثيراً، إن ائتلاف الدوحة غير قادر على تقديم تصور حول الأزمة أو تصور حول حل الأزمة، لذلك فإن المقصود من إقحام ائتلاف الدوحة كطرف وحيد هو إما إفشال المؤتمر أو تأخير الوصول إلى اتفاق لحل الأزمة».
الإفشال يعني إعادة التدخل الخارجي المباشر
وحذر عرفات: «وإذا فشل المؤتمر فإن الحل سيكون عبر تدخل خارجي، حيث أن هذا الفشل يفتح الباب أمام التوجه إلى مجلس الأمن وأخذ قرار بتدخل دولي في الأرض السورية من أجل حل الأزمة. إن محاولة تشكيل وفد الائتلاف بهذه الطريقة هو ليس بريئاً بطبيعة الحال، والمقصود من ورائه محاولة الوصول إلى طريق مسدود بما يفتح المجال للعودة إلى عمليات التدخل الخارجي التي كانت مطروحة منذ بداية الأزمة السورية، لذا فهذه النقطة بحاجة لانتباه حيث أنه يوجد عمل مبرمج لإفشال المؤتمر وهذا العمل داخلي وخارجي فيوجد في الخارج من يعمل عليه ويوجد في الداخل من يتلقاه دون أن يفهم ما يخبئه هذا الأمر، ففي سورية هناك من يقول بأنه لا يريد المؤتمر وبأن المؤتمر سيفشل، وهذا الكلام يصب في خانة فشل المؤتمر في حل الأزمة وإحالة الموضوع بالتالي إلى مجلس الأمن والأمريكيون يعملون على هذا الخيار».
ورداً على سؤال حول كيف سيتعاطى ائتلاف قوى التغيير السلمي مع مقررات ونتائج جنيف إن كانت تخالف بعض رؤاه رغم أنكم تؤكدون أهمية انعقاده بوجودكم أو عدمه، قال عرفات: «سؤال جيد جداً. أولاً، إن مهمات مؤتمر جنيف هي إخراج سورية من الكارثة التي تعيشها، والكارثة تتمثل بوجود قتل وتدمير على الأرض السورية وتوجد قوى أجنبية مختلفة آتية من ثلاثةٍ وثمانين بلداً، وبالتالي فإن مهمة مؤتمر جنيف هي وقف القتال أولاً ووقف العنف، وثانياً إخراج هذه القوى الأجنبية عبر أخذ قرارات معززة دولياً بهذا الاتجاه. (وهي وإن لم تكن مهمات جنيف من وجهة نظر الأمريكيين والفرنسيين) فهي ما نص عليه مؤتمر جنيف1 عملياً، فهو يقول بوقف العنف وهذا يتم بوقف إطلاق نار وأما بالنسبة للقوى التي لا تخضع لهذا القرار وهي القوى القادمة من الخارج عملياً والتي لا تمتلك مشروعاً وطنياً سورياً كـ«داعش» و«النصرة»، فهذه القوى ستكون خارج العملية والحل معهم هو أن يتم الضغط عليهم وعلى رعاتهم وداعميهم من أجل وقف هذه الرعاية وهذا الدعم وإطلاق يد السوريين وخاصة الجيش العربي السوري وإذا انضم إليه جزء من المعارضة في مجابهة هؤلاء، فيمكن أن يتم القضاء عليهم بمساعدة وحماية دولية. وبالتالي إذا تم إيقاف العنف وإيقاف التدخل العسكري المباشر الموجود في سورية، فسنكون قد خطونا خطوة كبيرة إلى الأمام. أما بالنسبة للشيء الذي قد لا يعجبنا فهو يتعلق بإطار العملية السياسية، أي أنه مثلاً قد يكون هناك جزء من الائتلاف موجوداً في الحكومة الانتقالية أي هنالك أحد سيكون ممثلاً لمصالح ليست محلية ليست وطنية-حسناً- بالفترة الانتقالية, عندها سيكون واجبنا اختصار الفترة الانتقالية إلى الحد الأدنى والذهاب إلى أول انتخابات حرة سواء كانت برلمانية أو رئاسية وحسم هذه الانتخابات لمصلحة سورية بالمعنى الوطني, وأعتقد أن السوريين سيحسمونها بهذا الاتجاه وليس لمصلحة القوى المرتبطة بالسعودية أو بقطر أو بالأمريكيين, طبيعة الشعب السوري غير ذلك».
الحديث عن جدوى حوار بدمشق اليوم وهم!
وحول ما العمل في حال فشل جنيف2 وما سبل إنجاح «دمشق1»، أوضح عرفات «لا بد أن يكون قد صار جنيف2 وأعدنا المشكلة السورية وحلها إلى الداخل عندها ممكن أن يصير (حوار دمشق), أما الآن في هذه اللحظة, الآن اذا جاء أحدهم وقال تعالوا نعمل مؤتمر حوار وطني داخلي بسورية, من سينظم هذا الحوار؟ النظام؟ النظام موجود بجنيف يحاور بجنيف, المعارضة؟ المعارضة المسلحة هل ممكن أن تأتي إلى مؤتمر داخلي, لأن أحد مهماتنا في المؤتمر الداخلي هي وقف القتال والعنف, وبالتالي هذا الحديث وهم, الذي يتكلم بهذا الكلام قد يكون حسن النوايا ولكنه لا يعرف ماذا يحصل ولا يعرف أين وصلت القصة, القصة أن الأزمة السورية لم يعد من ممكن حلها إلا عبر مؤتمر دولي, اليوم ينبغي إنجاح المؤتمر الدولي لنأخذ منه القضايا التالية أولاً وقف التدخل الخارجي, ثانياً العمل من أجل وقف العنف, والقضية الثالثة هي إطلاق عملية سياسية كان يجب أن تتم بالداخل ولكن الأمور ارتبطت ببعضها البعض, أصبح لابد من إطلاق عملية سياسية يتفق عليها في مؤتمر جنيف. وبعد انتهاء هذه النقطة نرجع وترجع كل الأطراف إلى سورية ويبدأ الحل والتنفيذ على الأرض».
وحول إمكانية قيام مرحلة ثانية من جنيف2 بوجود ممثلين للمعارضة الداخلية، ومن سيعترض على ذلك، قال عرفات: «هذا احتمال جدّي يبحث, وهناك تصريحات تشير بذلك, حتى الآن أعتقد أن الطرف الوحيد الذي سيعترض هو «ائتلاف الدوحة» علناً, والولايات المتحدة والدول الأوروبية والسعودية سيعترضون من تحت الطاولة».
ورداً على سؤال عن الترتيبات السياسية لدى ائتلاف قوى التغيير السلمي للأيام المقبلة مجهولة الهوية والملامح في هذه المرحلة الحساسة، جدد عرفات التأكيد «نعتقد أن مهمتنا الأولى والأساسية الآن هي إنجاح مؤتمر جنيف, ومنع كل تلك القوى والعناصر والمشاريع التي تعمل على إفشال هذا المؤتمر, وثانياً إذا كنا موجودين فنحن حاضرون, نحن لدينا برنامجنا للحل وعندنا خارطة طريق خاصة بنا وورقتنا التنفيذية لمؤتمر جنيف, وفي ذهننا كل القضايا الضرورية الضروري عملها في هذا المؤتمر من أجل حل الأزمة السورية, وإذا لم نذهب فنحن نبحث وسائل وأدوات التأثير على مؤتمر جنيف وهو قائم بأشكال مختلفة عبر إيجاد الحلول وتقديم الاقتراحات, وكما يقول صديقي العزيز الدكتور مازن مغربية: الحل السيئ أفضل من اللاحل. إذاً، هنالك ما لا يعجبنا ولكن إذا كان يوصلنا إلى وقف القتال والعنف والتدخل الخارجي فهذا أفضل من استمرار الوضع على ما هو عليه بدون أفق واضح, وبالتالي ستكون مهمتنا في مثل هذه الحالة هي تأريض الجوانب السلبية لأي حل ممكن أن يظهر».
البنية السورية ليست كلبنان
ولفت إلى أن «الذي سيكون سيئاً هو محاولة تظهير المشكلة (في سورية) كما في لبنان على أنها بين فريقي 8آذار و14آذار ويصبح هنالك حالة من التجاذبات في البلد بحيث أن لا يكون هناك إمكانية لأخذ أي قرار حقيقي بالمجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي, هذه حالة ممكن أن يحاول الأمريكيون فرضها عبر مؤتمر جنيف وهو احتمال ضعيف برأيي, ولكن هذا مثلاً أسوأ ما يمكن أن يحدث, وبكل الأحوال البنية السورية لا تتحمل حالة من هذا النوع, البنية اللبنانية شيء والسورية شيء آخر هذه الحالة اذا فرضت تأريضها سيكون سهلاً, وإذا فرضت واستمرت فإنها ستكون موجودة خلال فترة قصيرة من عمر الوضع الذي هو عملياً المرحلة الانتقالية».
وحول هل سيعود د.جميل إلى البلاد، ومتى، قال عرفات: «طبعاً دعنا نتكلم ببساطة «على بساط أحمدي» عندما يكون العمل الأساسي في الخارج عليك أن ترسل أفضل عناصرك كي تعمل حيث يكون العمل الأساسي, وعندما يكون العمل الأساسي في الداخل ترسل أفضل عناصرك كي تعمل حيث يكون العمل الأساسي, الآن العمل الأساسي في الخارج. وعندما نصل إلى موضوع تطبيق مقررات جنيف مباشرةً ينتقل مركز الثقل إلى الداخل إلى العمل الداخلي.
الحل وآفاق حمل السلاح و«مكافحة الإرهاب»
ورداً عل سؤال عن بقية التنظيمات المسلحة والإرهابية غير داعش والنصرة قال عرفات: «يجب أن لا نعمم ونلبسهم ثوب الإرهاب. اليوم بمجرد بداية مؤتمر جنيف وبداية انفتاح الأفق هنالك الكثير من المسلحين كأفراد ولا أتحدث عن تنظيمات.. دعنا نتخيل الوضع الحالي إذا كان هناك من يحمل السلاح ماهي الخيارات أمامه؟ إما أن تقاتل أو أن تقاتل, اليوم مع فتح إمكانية الحل السياسي يصبح هناك خيار آخر, إما أن تستمر بهذا القتال الموجود فيه أو أن تذهب إلى حل سياسي. سورية ذاهبة إلى حوار، بالخارج الآن بجنيف وسنذهب إلى حوار بالداخل من أجل أن نتفاهم كسوريين من دون سلاح, نتناقش وبعد ذلك عندما نختلف لدينا صندوق اقتراع إما انتخابات أو استفتاء, وبالتالي سيفتح أفق الحل أفق أمام آلاف الناس, وأنا أتوقع أنه بمجرد انعقاد مؤتمر جنيف وبدء هذه العملية سيبدأ العمل المسلح بالانحسار موضوعياً, أي أن الكثيرين سيلقون السلاح ويعودون لمنازلهم إذا فتح أمامهم طريق العودة للمنزل, سياسياً وعملياً. وبالنسبة لنا الأجانب يجب أن يعودوا إلى بلدانهم, يجب أن يرحلوا ومن لا يرحل منهم في نهاية المطاف لا يمكن التعامل معه إلا بالسلاح قولاً واحداً, وبالنسبة إلى السوريين الذين بنفس المنطق والسلوك والعقلية ونفس المشروع والذين ليس لديهم أساساً مشروع للتفاهم.
وحول ما إذا كان يتوقع أن يخرج جنيف بغض النظر عن جولاته بنتيجة أو بمظلة دولية «نعم لمحاربة الارهاب في سورية» وبموافقة أمريكية، أجاب عرفات: «بالتأكيد, بموافقة أمريكية وروسية وبموافقة ائتلاف الدوحة- شاء أم أبى- لأن هذا منطق الأمور، مؤتمر جنيف2 انعقد لينجح وليس ليفشل, هنالك من يريد إفشاله، يحاول ذلك ولكن هؤلاء يضعفون مع محاولاتهم بالتدريج. اليوم، في الجلسات التي سمعناها، الابراهيمي يقول أن الانجاز قليل ولكن هنالك انجاز ما, هنالك حديث عن إدخال مساعدات لبعض المناطق وعن محاولات لتبادل المعتقلين والمخطوفين إلخ.. هذا يعني أن هنالك شيئاً سيحصل, وبالتالي هذا الكلام الذي قيل في جنيف ستبرز أهميته يوماً بعد يوم وجلسة بعد جلسة وسيقتنع الجميع أن هذا هو الطريق والسبيل الوحيد, أساساً لا يوجد غيره إما القتال وإما الحل السياسي عبر جنيف, اذا كان هنالك خيار ثالث فليخبرنا أحد بذلك، أنا لا أرى ذلك، موضوعياً لا يوجد..!