عرفات : في جنيف ستبحث حلول وسط بين مطالب «النظام» و«المعارضة»
أجرت إذاعة «شامFM» مساء الأربعاء 4/12/2013 اتصالاً هاتفياً سريعاً مع الرفيق علاء عرفات أمين حزب الإرادة الشعبية للوقوف على رأي الحزب بآخر التطورات المحيطة بالمشهد السوري وسبل حل الأزمة السورية عبر مؤتمر جنيف2، وكان هذا الحوار :
أهلاً بك أستاذ علاء على «شام إف إم».. الخطاب الرسمي السوري كما قال وزير الإعلام يقول بأن دمشق لن تذهب إلى جنيف لتسليم مفاتيح العاصمة أو مفاتيح السلطة للمعارضة، وإذا كان هناك أحد يعتقد بذلك فلا داعي لأن يذهب كما قال وزير الإعلام، كيف تنظرون كمعارضة لهذه التصريحات؟
الحقيقة أنه وبعد تحديد مؤتمر جنيف 2 كتاريخ وتوقيت، يمكن القول إن الصراعات والحملات السياسية تصاعدت، وكنا نسمع شيئاً من المعارضة الخارجية حول أن الرئيس الأسد لن يكون موجوداً في المرحلة الانتقالية، وإلى آخره من هذا الكلام، وكنا نسمع أيضاً أشياءً أخرى معاكسة. المسألة الآن أننا اقتربنا من استحقاق جنيف2، ويجري تصعيد سياسي للطروحات، وكلٌ يتمحور حول طروحاته استباقاً لمؤتمر جنيف. ولكن في مؤتمر جنيف أعتقد أنه سيتم شيء آخر تماماً، فلن تتحقق مطالب المعارضة الخارجية كما تريد، كما لن تتحقق مطالب النظام كما يريد، بل سيكون هناك بحث عن حلول وسط إذا كان المطلوب هو الوصول إلى حل للأزمة السورية.
لكن أستاذ علاء دمشق تتحدث اليوم بثقة أكبر مع التقدّم الذي يحرزه الجيش على الأرض، ألا ترى ذلك؟
هذا صحيح، النظام يتحدث بثقة أكبر، لكن ما سيجري في جنيف حديث آخر، فالمسألة السورية جرى تدويلها من حيث البنية ومن حيث الحل، والتغيّرات على الأرض هامة، ولها تأثير، لكنها لم تعد حاسمة إلا إذا كان هناك حسم بالمعنى النهائي. وهذا الأمر غير متوقع الآن، وغير مطروح، وغير ممكن أساساً. الحل سيستند إلى بيان جنيف1، وبيان جنيف1 كما أصبح معروفاً لدى الجميع يقول بأنه لا بد من الوصول إلى هيئة انتقالية في نهاية المطاف. ولكن لن تكون هذه هي المهمة الوحيدة لمؤتمر جنيف2، فمؤتمر جنيف من وجهة نظري له ثلاث مهمات، المهمة الأولى هي وقف العنف، والمهمة الثانية هي إيقاف التدخل الخارجي، والمهمة الثالثة هي بدء عملية سياسية في البلاد، وبداية هذه العملية السياسية هي عبر إنشاء حكومة وحدة وطنية أو حكومة انتقالية أو هيئة انتقالية، بغض النظر عن تسميتها، تضطلع بمهام إدارة المرحلة الانتقالية.
أستاذ علاء، كأمين حزب الإرادة الشعبية، وأنتم جزء من الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، هل اتضحت الآن الطريقة التي ستشاركون فيها بمؤتمر جنيف، وهل وُجّهت إليكم دعوة، وهل اتضحت طريقة مشاركتكم؟
لم يتضح ذلك بعد وهذا الأمر سيتأخر بعض الشيء، والنقاش يدور اليوم كما تسمعون حول طريقة تمثيل قوى المعارضة، وهي مسألة إشكالية. وما زال الحديث يدور حول وفد واحد أو أكثر من وفد، والمواقف هنا متباينة. نحن ما زلنا على موقفنا أنه لا يمكن أن يكون هناك وفد واحد كما يجري طرحه من الأمم المتحدة وبعض الأطراف والرعاة أحياناً، وأحياناً يجري طرح شيء آخر. أعتقد أن المسألة هنا قيد النقاش والحل الآن، ولم يتم توجيه دعوات بعد، وأعتقد أن هذا سيتأخر بعض الشيء.
هل لديك معلومات عن أي تطور في مواقف جهات معارضة أخرى، كهيئة التنسيق أو الائتلاف المعارض في الخارج؟
في الحقيقة، لقد سمعت اليوم عن أحد ممثلي الجيش الحر حديثه عن أنه سيذهب إلى مؤتمر جنيف وسيتخلى عن مطالبه التي كان يطرحها قبل بضعة أيام.
أنت تقصد سليم إدريس، لكنه عاد ونفى هذه التصريحات...
الموضوع بحاجة إلى تدقيق إذن، لأني اطلعت على التصريح، ولم أطلع على النفي، لكني أعتقد أن هذا هو الاتجاه العام، وسواء نفى سليم إدريس أم لم ينفِ فأنا أعتقد أنه سيضطر للذهاب إلى جنيف2، لأن الاتجاه العام وخط السير هو باتجاه واحد، وهو الذهاب نحو الحل السياسي للأزمة السورية. وإن المدخل الوحيد الظاهر لحل هذه الأزمة اليوم هو جنيف2 وليس هناك مدخل آخر. وبالتالي فكل من يريد أن يكون جزءاً من الحالة السورية اللاحقة عليه أن يذهب إلى هذا المؤتمر، وإلا فإنه سيكون خارج هذه العملية.
أستاذ علاء بصفتك أمين حزب الإرادة الشعبية لا أستطيع إلا أن أسألك عن أمين حزب الإرادة الشعبية د. قدري جميل الذي لا يزال خارج البلاد، هل هناك من جديد في موضوع عودته أو اللقاءات التي يعقدها في جنيف أو موسكو؟
الحقيقة، وربما تعرف أو لا تعرف، أن هناك جملة من التحضيرات، والآن يجري الحديث حول التحضير لمؤتمر للمعارضة في موسكو من أجل حل مسألة تمثيل المعارضة، وكانت هناك لقاءات جرت في جنيف مع بوغدانوف بشكل أساسي إضافة لممثلي الأمم المتحدة. التحضيرات تجري على قدم وساق، وأعتقد أنه من الواضح أن الهدوء الإعلامي الذي نشهده اليوم هو مؤشر لتحضيرات جدية تجري بعيداً عن الإعلام، كما يبدو.