جميل: يوجد توافق دولي لعقد جنيف-2 في تشرين الثاني
عقد د. قدري جميل، أمين حزب الإرادة الشعبية، وعضو رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، مؤتمراً صحفياً يوم الخميس 17/10/2013، في مقر وكالة نوفوستي للأنباء خلال زيارته لموسكو ضمن وفد من الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير ضمه ود.علي حيدر، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وعضو رئاسة الجبهة، لبحث سبل الخروج من الأزمة السورية مع المسؤولين الروس والوقوف على سير التحضيرات لمؤتمر جنيف-2.
د.جميل الذي أكد أن جنيف-2 هو الخيار والأداة الوحيدة المتوفرة حالياً لحلحلة الأزمة السورية، مطالباً الجهات الرافضة لعقده بتقديم بدائل، قال في مستهل المؤتمر إنه ود.علي حيدر قدما إلى موسكو باسم قيادة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، بدعوة من وزارة الخارجية الروسية، «حيث أجرينا لقاءات هامة ومفيدة، أهمها مع السيد ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية والممثل الشخصي للرئيس الروسي في الشرق الأوسط».
«جنيف» والفكرة الأساسية
وأضاف: «الفكرة الأساسية في جنيف هي تشكيل حكومة موسعة، البعض يسميها حكومة ائتلافية، والبعض يسميها حكومة وحدة وطنية، البعض حكومة انتقالية.. وبغض النظر عن التسميات فإن الجوهر واحد هو حكومة واسعة الطيف، المهم أن تضم كل الأطراف الموالية والمعارضة» موضحاً أن أول من طرح فكرة هذه الحكومة كانت الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير في تشرين الثاني 2011 «واليوم نحن مسرورون أن قوى عديدة ليس في سورية وحدها بل في العالم تتبنى هذه الفكرة التي اقتربنا جداً من تحقيقها، وعلى هذا الأساس عقدنا المؤتمر الثاني للجبهة الشعبية قبل قدومنا إلى موسكو بأيام ووضعنا برنامجنا اللاحق للعمل في حكومة الوحدة الوطنية وما بعدها»، مشيراً إلى أنه من المهم «أن يقترب تيار سياسي من تحقيق هدفه في مدة عامين وهي نادرة في الحياة السياسية بالتاريخ وبالعالم».
وحول مؤتمر جنيف ذاته قال جميل: «اليوم بات واضحاً أن هناك من يريد انعقاد جنيف-2 وهناك من لايريد، وهناك من يتوقع انعقاده وهناك من لايتوقع انعقاده، بغض النظر عن هذه المواقف المتباينة أصبح جنيف في الحقيقة مالىء الدنيا وشاغل الناس... لماذا؟ لأنه حتى هذه اللحظة ليس هناك بديل لخيار جنيف، لم يطرح أحد بديلاً أفضل من الخيار المطروح، وإذا كان هناك بديل أفضل فنقول لكل من لايتوقع ولايريد انعقاده، قدموا لنا بديلاً، فالوضع الحالي في سورية يجب ألا يستمر، ومن المستحيل أن يستمر، فمن الضار أن يستمر النزيف الداخلي، والقتال الداخلي والضحايا ومعاناة المشردين وتخريب البنية التحتية وتخريب الاقتصاد وتراجع مستوى معيشة السوريين»، موضحاً أن «هذا الوضع أصبح مأساويا وكارثياً وممنوع استمراره(..) ولكن رفض انعقاد جنيف أو عرقلة الذهاب إليه دون تقديم بديل يعني استمرار العنف في سورية وإحراقها من الداخل، وهذا أمر غير مسموح به من السوريين».
الحكومة المنبثقة
عن «جنيف» أداة وليست هدفاً
وبخصوص الحكومة المرتقبة كنتيجة لمؤتمر جنيف قال جميل: «إن الحكومة التي نتكلم عنها هي ليست نهاية المطاف، هي مجرد أداة للوصول إلى جملة من الأهداف، الهدف الأول إيقاف التدخل الخارجي، والثاني إيقاف العنف والثالث إطلاق العملية السياسية، وهذه سلسلة مترابطة من الأهداف وكل هدف منها يوصل إلى الهدف اللاحق».
وأوضح: «إذا كان البعض لايريد جنيف ويتهمه (كمؤتمر) أنه شكل من أشكال التدخل في الشؤون السورية، فالواقع أن العكس هو الصحيح لأن مهمة جنيف الأساسية هي إيقاف التدخل الخارجي، وهي الخطوة الأولى التي يجب أن تتم، ولامعنى لجنيف دون ذلك، وإن إيقاف التدخل الخارجي بالتوافق مع بدء عملية سياسية في البلاد هو أمر ليس ضاراً من حيث المبدأ، ولكن المهم والأهم هو إيقاف التدخل الخارجي، فلقد تدخلت كل القوى العالمية والإقليمية في سورية والنتيجة لم تستطع تحقيق الأهداف السياسية، وبالتالي حدث الخراب الذي نراه».
الغرب.. و«الحزب القائد المعارض»
جميل الذي أكد أن الكل يجب أن يفهم أن المخرج من الأزمة هو مخرج سياسي لفت إلى أن أحد إشكالات جنيف هو شكل وآلية تمثيل المعارضين، من سياسيين ومسلحين. وحول ذلك أشار: «نحن لا نفهم موقف بعض القوى الغربية التي تريد أن تنصب على الشعب السوري ممثلاً شرعياً ووحيداً متمثلاً بإحدى قوى المعارضة! أولاً لأن الواقع غير ذلك- فالواقع يقول إن الشعب متنوع بتأييده لأنواع مختلفة من المعارضات، ولا يستطيع أحد أن يقول اليوم إنه يمثل الشعب السوري لأن هذا الشعب حتى هذه اللحظة لم يسأله أحد، وليس هناك معيار أو مقياس موضوعي حول تأثير المعارضات على الشعب. الحديث يجري عن افتراضات وتوقعات حول قوة هذه المعارضة أو تلك... لكن أحداً لم يسأل الشعب السوري عبر صندوق الاقتراع بشكل شفاف ونزيه وحر» لافتاً إلى أن مهمة حكومة الوحدة الوطنية الذهاب إلى صندوق الاقتراع النزية والشفاف وغير المزور لتعرف ماذا يريد الشعب السوري، ومنتقداً «محاولات البعض في الغرب الذين لا يتكلمون إلا عن الديمقراطية والحريات جر سورية إلى الخلف، إلى حكم الحزب الواحد وإلى مفهوم الحزب القائد من جديد، ولكن بالعكس» في إشارة إلى تغيير المادة الثامنة في الدستور السوري الجديد وتركيزها على التعددية السياسية في البلاد في وقت يحاول فيه الغرب تنصيب جهة سياسية في معارضة الخارج بعينها «ممثلاً وحيداً ليس للمعارضة فحسب بل للشعب السوري» بأسره..
وقال د. قدري جميل إنه يوجد توافق دولي على عقد مؤتمر جنيف-2 لتسوية الأزمة السورية على الأرجح في الفترة بين 23 و24 تشرين الثاني المقبل.
ما الذي سيبحثه «جنيف»؟
ورداً على سؤال لأنباء موسكو عن تصور الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير لآلية عمل الحكومة المرتقبة في ظل القيادة السورية الحالية، وإمكانية أن تكون ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري قال جميل: «ينبغي علينا أولاً أن نعلم أن النظام في سورية رئاسي- رئاسي، وليس رئاسياً- برلمانياً، وأن الجبهة الشعبية تطالب بأن يصبح النظام في سورية رئاسياً- برلمانياً، أما بالنسبة للحكومة فيجب أن تكون توافقية بتشكيلها وقراراتها وينبغي أن تتمثل فيها جميع الأطراف. والتوافقية هنا تعني أن يتم التفاهم مسبقا حول نسب تشكيل الحكومة وطرق أخذ القرارات فيها، وهي بلاشك ستكون مركز قرار، أما موضوع حجم صلاحيات الحكومة وحجم صلاحيات رئيس الجمهورية فسيبحث في جنيف»، لافتاً إلى أن الدستور السوري الحالي يقول إن صلاحيات الحكومة الدستورية كاملة.
وقف التدخل الخارجي يلغي
وجود المقاتلين الأجانب
كما جدد جميل التأكيد على استحالة الحل العسكري في سورية، مشدداً على أن هذا الطرح «ليس استخفافاً بأحد، وإنما من منطلق الفهم والإدراك للتوازن الموضوعي القائم على أرض الواقع»، داعياً في الوقت نفسه جميع أطياف المجتمع السوري موالاة، ومعارضة، مسلحين وغير مسلحين للتحالف لاجتثاث من أسماهم «الغزاة الأجانب».
ورداً على سؤال فيما إذا كانت جبهة التغيير والتحرير تصنف مقاتلي حزب الله اللبناني ضمن قائمة الغزاة الأجانب لسورية قال جميل: «ليس سراً أن حزب الله يشارك في العمليات القتالية في سورية، وليس هو فقط من بين حلفاء سورية، لكن حزب الله لم يأت أولاً، بل أتى ثانيا، فمن أتى أولاً هم الغزاة الأجانب الذين يقطعون الرؤوس ويأكلون القلوب، لكن هذا لايعني أن يخرج قسم من المسلحين ويبقى حزب الله، ما أعنيه هو أن يخرج الجميع من سورية، وحينما نطالب بإيقاف التدخل الخارجي فهذا يعني أننا لسنا بحاجة لأي مقاتل أجنبي على أراضينا».
سورية.. وإسبانيا36
وأجرى جميل مقاربة بين وضع سورية حالياً ووضع إسبانيا عام 1936، وقال: «حال سورية اليوم كحال إسبانيا عام 1936، العالم كله موجود فيها»، مشيراً إلى أن الفاشية الجديدة، المتمثلة بالتكفيريين المرتبطين برأس المال العالمي الإجرامي يجب أن لاتمر في سورية، لأنها، إذا انتصرت اليوم فهذا يعني أن أبواب جهنم قد فتحت على العالم بأجمعه. ولأن الفاشية انتصرت في إسبانيا -36 فقد انفتحت أبواب جهنم على أوروبا في الحرب العالمية الثانية، وإذا كان العالم، وليس أوروبا فقط لايريد أن تفتح أبواب جهنم في وجهه، فعليه أن يوقف المد الفاشي الجديد المتمثل بالقوى الإرهابية التكفيرية التي لاحدود لها عبر تحالف القوى العاقلة في الغرب والشرق»..
100 مليار دولار خسائر
الاقتصاد السوري نتيجة الصراع
وفي مقابلة مع قناة «روسيا 24» يوم الثلاثاء 15 تشرين الأول قدر نائب رئيس مجلس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية قدري جميل خسائر الميزانية الحكومية السورية بسبب استمرار الصراع المسلح، بنحو 100 مليار دولار تقريباً حتى الوقت الحالي، لافتاً إلى أن إجمالي الناتج المحلي للبلاد تراجع بنسبة 30% على الأقل، ومجدداً التأكيد أن حل مسألة تردي الوضع الاقتصادي في سورية يتطلب في البداية إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وأوضح د.جميل أن قطاع صناعة النفط في سورية، متوقف تماماً عن العمل، موضحاً أن ذلك بسبب الحصار الاقتصادي المفروض على سورية وبسبب تأزم الاشتباكات في مناطق استخراج النفط في سورية.
لقاء بوغدانوف
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف التقى ممثلي الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير السورية المعارضة وبحث معهما الأزمة السورية وآفاق تسويتها.
وأوضحت وزارة الخارجية الروسية، الاثنين 14 تشرين الأول، أن بوغدانوف التقى د.قدري جميل ود.علي حيدر مشيرة إلى أن الطرفين أكدا على أنه لا بديل للتسوية الدبلوماسية- السياسية للأزمة في سورية.
كما أبلغ بوغدانوف السياسيين السوريين بسير التحضيرات لعقد مؤتمر «جنيف-2» المرتقب.
قاسيون ـ أنباء موسكو ـ روسيا اليوم