مشروع البرنامج .. خصائص المرحلة التي تمر بها سورية!
رغم أن المشروع يقارب بهذا الشكل أو ذاك طبيعة وخصائص المرحلة التي تمر بها سورية، إلا إن ذلك ليس مبرّزاً كما هو مطلوب، وفي هذا السيّاق وكي يلعب البرنامج الدور المنوط به، نرى من الضروري تحديد خصائص المرحلة التي تمر بها سورية
ومن أجل ذلك يجب التوقف عند طبيعة القوى والطبقات الاجتماعية، وتحديد التناقضات الأساسية في البلاد على ضوء ذلك وهذا يتطلب:
أولاً: تشخيص طبيعة النظام من حيث كونه نظاماً رأسمالياً تابعاً من ناحية علاقاته بالسوق الرأسمالية العالمية، وعليه فإن سورية كدولة وشعب تتعرض لنهب مزدوج محلي ودولي.
• في ظل الأزمة الرأسمالية الراهنة ومحاولة المراكز حل أزماتها على حساب الرأسمالية البدائية في الأطراف تتقلص حصة البرجوازية المحلية، فتحاول تعويض ذلك على حساب المجتمع وخصوصاً الشرائح الشعبية، فتنفجر التناقضات على أربعة مسارات:
• تناقضات بينها وبين المجتمع
• تناقضات بين الشرائح البرجوازية نفسها على تحاصص النهب
• لأن البرجوازيات المحلية هي طفيلية حسب طريقة استحواذها على الثروة، ولأن جزءاً هاماً من هذه الثروة نتاج الفساد، ولأنها لم تتبلور كطبقة بالمعنى التاريخي فإنها تستخدم الطائفية كأيديولوجيا لتضع وجود الدولة بحد ذاتها كوحدة جغرافية وسياسية على بساط البحث.
• تناقض بين نموذج الدولة الوطنية، رغم أنه استنفذ دوره التاريخي وبين المراكز الرأسمالية، بسبب مستوى وعمق أزمة المراكز نفسها.
حاولت البرجوازية السورية قوننة النهب من خلال السياسات الليبرالية، فكانت كمن تحفر قبرها بيدها لأنها ألغت عملياً دور الدولة كأكبر رب عمل، دون أن تكون قادرة على الهيمنة على المجتمع بمعناها الواقعي وبالتالي إيجاد حالة من التوازن في المجتمع بين الطبقات الاجتماعية، فتهددت ثروتها وسلطتها.
• غاب عملياً وميدانياً الحامل السياسي للمشروع النقيض مشروع الشرائح الاجتماعية الكادحة، خلال المرحلة السابقة التي تميزّت بتخلف المستوى المعرفي لأغلب القوى السياسية التقليدية، وحالة العطالة التي فرضت على المجتمع.