مشروع النظام الداخلي... ملاحظات عامة!
ونحن في معرض نقاش مشروع النظام الداخلي نرى من الضروري التذكير بالمقولة اللينينية التي تقول «بعد وضع السياسة الصحيحة فان التنظيم يقرر كل شيء»، وذلك باعتبار أن النظام الداخلي هو الذي يحدد شكل الأداة التي ستعمل على تنفيذ الخطة السياسية...
لاشك أن النظرية اللينينة في التنظيم «المركزية الديمقراطية» ما زالت تمتلك مقومات العمل بها، ولكن ذلك لاينفي أهمية تطوير الفكرة ضمن الظروف الجديدة، وضمن الظرف السوري الملموس في هذه المرحلة التاريخية، وضمن تجربة الحركة الشيوعية السورية نفسها على مدى العقود الماضية باعتبار أن حزب الارادة الشعبية الوريث الشرعي لهذه التجربة.
يعزو البعض الأمراض التي برزت في الحركة الشيوعية خلال الفترة الماضية، باعتبارها قضية تنظيمية بحتة، وعلى هذا الأساس يتم البحث عن حلول تنظيمية مجردة، بينما حقيقة الأمر تكمن في مكان آخر، وهي أن الحركة الثورية كانت تعيش حالة تراجع عامة، بالمعنى السياسي الامر الذي أدى إلى أمراض تنظيمية مزمنة فتكت بجسد الأحزاب، كانقسامات متتابعة وتراجع في الدور والأداء، في حين كانت الحركة تظن أنها في حالة تقدم.
واليوم في ظروف الأزمة الرأسمالية وانفتاح الأفق مجدداً أمام الحركة الثورية يعني أن هذه الحركة في طور نهوض بالمعنى الموضوعي، الأمر الذي يتطلب العمل حتى في الجانب التنظيمي بذهنية المنتصرين، بديلاً عن ذهنية المهزومين التي سادت لدى كوادر واسعة في الحركة على مدى العقدين الماضيين على الأقل.
إن أهمية هذه المسألة تكمن في أن النظام الداخلي لحزب ثوري مقبل على لعب دور تاريخي، يجب أن يستكمل بناء بنيته التنظيمية استناداً إلى هذه الحقيقة،حقيقة الدخول في عصر الانتصارات، وإلا فإنه سيدور في الحلقة المفرغة ذاتها التي تدور فيها منذ عقود معظم أحزاب الحركة، الأمر الذي لاينفي دورها التاريخي وتضحياتها بكل تأكيد..
والسؤال الهام الذي ينبغي الإجابة عليه هو: أي نظام الداخلي ذلك الذي سيحقق هذه الوظيفة؟