يجب مراعاة المستوى المعرفي!
يشكر كل من بذل جهداً من أجل صياغة مشروع برنامج حزب الإرادة الشعبية والذي هو ثمرة نقاش وتراكم الخطاب والرؤيا التي تسمح للقارئ أن يطلع ويُعمق البحث حول ما هو مطروح وتطويره معرفياً والعمل عليه لاحقاً خاصة فيما يتعلق بتطوير الخطاب والرؤيا
ولكني أرى أن المشروع يضع القارئ غير المنتج للرؤيا أمام مجموعة من التساؤلات وأحياناً يجعله في التباس مثل:
أولاً: حول (تعميق الأزمة الراسمالية العظمى والانقسام ضمن المعسكر الرأسمالي) لم يعط الموضوع حقه في الشرح، وهناك خلط في فكرتين (مجموعة بريكس وانقسام المعسكر الرأسمالي مع عدم إيضاح التمايز بينهما)، والانتقال على أساس أنه لن يدوم طويلاً وسيبرز قطب الشعوب فالدخول في تلك الفكرة دون فك الالتباس وخاصة الآن وحول الملف السوري يعطي فهما مخالفاً للمراد منه.
ثانياً: عندما يقول المشروع «الإسلام السياسي المعتدل والإخوان نموذجاً» دون معالجة الفكرة إلى نهايتها وينتهي إلى أن الاعتدال والتطرف وجهان لعملة واحدة دون توضيح.
ثالثاً: فكرة عندما يتحدث عن النشاط السياسي العالي وأنه سيستمر عقوداً ويستعيد سكونه كذلك هنا يجب توضيح أكثر حول قانونية هذه العملية.
أـرى أن البرنامج المطروح هو لنخبة بعينها دون مراعاة المستوى المعرفي العام.
من الصحيح والمهم أن يكون هناك نقلة معرفية على المستوى النظري وأن الوضع الراهن اليوم في سورية يستوجب أن تكون الأفكار المطروحة واضحة دون لبس أو دوران حول الفكرة أو غموض لأن الفضاء السياسي يسمح بذلك.
والملاحظ أن الأزمة التي تعيشها سورية وسبيل الخروج منها لم تعط فصلاً خاصاً بها بخطاب بسيط ودقيق ومفصل حول الخروج الآمن من الأزمة ويكون مفهوماً لدى عامة المجتمع، وكذلك ما هو الموقف من القوى المتصارعة ومن عملية الحسم. مع تناول الذهاب للعملية السياسية أي الحوار بكل مفرداته وتحديد موقف واضح منه