معارك الشمال تأكيد التوجه نحو الحل السياسي

معارك الشمال تأكيد التوجه نحو الحل السياسي

في محاولة منها لإثارة المزيد من الفوضى، والإمساك أكثر فأكثر بخيوط الأزمة السورية، حاولت قوى دولية غربية وعربية وبشكل مقصود إضعاف مواقع المسلحين السوريين لمصلحة  التنظيمات الجهادية من النصرة و «داعش» وأخواتها،

ومع ظهور مزاج شعبي جديد رافض لهذه العقلية التكفيرية الإقصائية في مناطق تواجد أو سيطرة هذا النوع من التنظيمات الجهادية والتي لم يسلم منها حتى المقاتلين السوريين  في «المعارضة المسلحة», حيث نشبت اشتباكات ومعارك عدة بين كتائب «الجيش الحر» والمجموعات الجهادية الخارجية ومن بحكمها.

وتعكس هذه الحالة حقيقة النوايا بحيث باتت النوايا واضحة لدى الجماعات التكفيرية ببسط سيطرتها الكاملة على بعض المناطق "أعزاز" في ريف حلب مثلاً وتصفية قادة وأفراد المسلحين المعارضين السوريين الذين يدافعون عن أهالي تلك المناطق من القبضة التكفيرية لتلك القوى الظلامية وليس خلافاً على "الغنائم والمسروقات" فقط  كما يحاول البعض تصوير ذلك.
الرأي الذي قيل سابقاً  عن ضرورة قيام الفرز بين المسلحين بات اليوم واقعاً موضوعياً وما معارك الأيام الأخيرة إلا خير دليل على هذه الرؤية وفي الطرف المقابل فإن التباين الواضح بين أداء الجيش العربي السوري ودفاعه عن المناطق (الآمنة) وبين تصرفات ميليشيات الفساد والتنظيمات المسلحة الموالية المسيئة لسمعة الجيش والمشوهة لصورته كضامن وحيد للوحدة الوطنية -بظل غياب العوامل الأخرى- يعتبر أحد أشكال الفرز .
إن كل من يحاول الاختباء وراء إصبعه وتبرير هذه الصراعات بغير ما هي عليه -من أنها نتيجة لفرز ضروري بين المسلحين السوريين وغير السوريين ومن بحكمهم- هو بالحد الأدنى إما مستفيد من أعمال العنف كونه من الذين يهابون الحل السياسي, أو أنه ضعيف البصر والبصيرة لدرجة السذاجة. 
ومع حدوث عملية الفرز بين المسلحين بشكل ملموس تتأكد بالتالي الضرورة التي أدت لهذا الفرز، وهي ضرورة توحيد الصف السوري في وجه الخارج والفكر الظلامي التكفيري وفي وجه النصرة و«داعش» ومن بحكمهما استعداداً للمرحلة القادمة، «جنيف2» وما بعده، مرحلة الحل السياسي حيث تحاول التنظيمات التكفيرية التابعة للمخابرات الغربية احتلال أوسع جزء ممكن من أراضي الشمال واقتسامها وطرد مسلحي المعارضة السوريين منها ليعلنوها «إمارات» خاصة بهم وبأسيادهم الأمريكيين والغربيين لاستخدامها كورقة على طاولة المفاوضات، ولخلق هيمنة وسلطة لفصيل مسلّح فوضوي لا يلتزم بأي (اتفاقية للتهدئة) لإطالة أمد الاشتباكات والمحافظة على منسوب محدد من العنف لتأخير الشروع بالحل السياسي..
والواجب اليوم على كل الوطنيين السوريين في الجيش العربي السوري و«الفصائل المسلحة» التوحد صفاً واحداً بمواجهة العدو المشترك عدو الوطن والشعب بكل انتماءاته السياسية والدينية والقومية قوى الظلام والتكفير وميلشيات الفساد.. واستكمال المعركة بالسير نحو محاسبة قوى الفساد أعداء الشعب والمسؤول الأول عن خلق بيئة ملائمة لنشاط هذه التنظيمات الإرهابية...