كفى عنفاً..!
آن الأوان لأنصار الحسم وجماعة الإسقاط أن تدرك عدم جدوى الاستمرار بهذه الرؤية لحل الأزمة ــ لأن الاستمرار لا يؤدي إلا إلى المزيد من القتل والتدمير ــ وليعلم هؤلاء أنه بعد مرور هذا الزمن دون أن يحقق أي منهم أهدافه، بأن هذه الشعارات سقطت.. وقد سئم الشعب بأغلبيته تكرار ما تدعيه هذه القوى،
لا بل أيقن الشعب السوري بقواه الوطنية والتقدمية بأن كلا القوتين من أنصار الحسم وأمراء الإسقاط يذهبون بالبلاد إلى المجهول..
كما بات معروفاً لدى الجميع بأن كل ما يجري في البلاد من تدمير وتخريب ونمو للفساد لا يؤدي إلى انتصار تدعيه هذه القوة أو تلك بل سيكون الجميع خاسراً..
ومن هنا لابد للجميع من الدخول وبسرعة إلى المعركة السياسية واغتنام فرصة التوازن الدولي والإقليمي والداخلي ليقرر الشعب السوري مصيره بنفسه ويقول كلمته.. نعم بات من الضروري جداً أن يحتكم الجميع إلى الشعب للخروج بشكل آمن من الأزمة وفق حل سياسي شامل بعيداً عن العنف والقتل والتدمير، حل سياسي يفضي إلى عزل القوى المتطرفة ــ وقوى الإرهاب ــ حل يؤدي إلى التغيير الجذري الشامل. من إنتاج الشعب السوري بقواه الوطنية والتقدمية صاحبة المصلحة الأساسية في التغيير والبناء دون غيره.
ولتتحمل القوى الوطنية مسؤولياتها التاريخية ضمن مناخ من الحريات الديمقراطية أمام الوطن والمواطن. من خلال خوض المعركة السياسية الحاسمة والتي لا تقل أهمية من المعارك الأخرى التي لم نر منها سوى القتل والدمار وعلى هذه القوى الوطنية أن تلتقط الفرصة وتبادر وبسرعة بالدخول إلى هذه المعركة السياسية وهذا خيار لا بديل عنه الآن وهو خيار واقعي وممكن للخروج بشكل آمن من الأزمة التي تعصف بوطننا الحبيب.
فالوطن يستحق من الجميع التضحية ووقف العنف والدمار وشعبنا السوري جدير بملاقاة طموحاته بعيش كريم وحياة سعيدة. فإلى صراع سياسي عادل وشفاف بعيداً عن الرصاص.
ودون إقصاء لأي قوة وطنية مهما كانت صغيرة أو كبيرة، ويستحق شعبنا أيضاً أن يتخلص من قوى الفساد والتطرف والإرهاب ولا سبيل إلى ذلك سوى الاعتماد على الشعب السوري بتراثه الوطني العريق. فهذا الشعب وحده يقرر ويحدد قياداته. وهو الوحيد صاحب الصلاحية في اختيار ممثليه دون عنف أو أكراه.. ولا خيار لأحد سوى الرضوخ لإرادة الشعب.
لقد أكد تطور الأزمة أنه لا مناص من الدخول إلى المعركة السياسية الحاسمة للخروج من الأزمة الحاصلة بشكل آمن بحل سياسي، يؤدي إلى تغيير جذري وشامل، تشارك فيه جميع القوى الوطنية والتقدمية ويعزل قوى التطرف والإرهاب والفاسدين و كل تأخير في هذا المجال ستكون نتائجه مزيداً من الدمار والعنف والفساد وهذا ليس من مصلحة أي طرف. فالحطب المستخدم في النار المشتعلة يؤذي ما حوله. لقد بات من الضروري رفع الصوت عالياً من أجل التعامل الجدي من كل الأطراف مع الحل السياسي، ولتثبت الأحزاب والقوى حجم تمثيلها وتأثيرها في المجتمع السوري من خلال الوسائل الديمقراطية وبعيداً عن أي عنف. ولتحترم هذه القوى والأحزاب إرادة هذا الشعب ولا يحق لأيه قوة أو حزب مهما كانت أن تصادر قرار الشعب أي تختزله فالشعوب دائماً حية وإراداتها لا يمكن أن تقهر.