المعارضة اللاوطنية.. والتهليل للعدوان!
تحاول بعض قوى المعارضة تبرير موقفها من العدوان والتهليل له بناء على أن النظام هو الذي يتحمل المسؤولية عن التدخل الخارجي، وبالتالي فلا خيار آخر سوى القبول بالعدوان مهما كانت نتائجه حسب هذا الزعم..
.
بداية لايستطيع أحد إنكار مسؤولية النظام من الناحية الدستورية بغض النظر عن صحة أو عدم صحة بعض مبرراته بعدم القدرة على احتواء الموقف بسبب مستوى التدخل الخارجي، كونه صاحب الأمر والنهي في شؤون البلاد، ولكن بغض النظر عن كل ذلك فإن التهليل للعدوان من هذه النخب المعارضة مردود عليه بكل الأحوال، لماذا؟
إن هذه المعارضة ترتمي في أحضان قوى الحرب منذ ما قبل الأزمة، وقبل نزيف الدم السوري الذي تظل تتباكى عليه، وقبل اتهامها للنظام باستخدام السلاح الكيمياوي، الذريعة التي يتم التجييش من خلالها اليوم حتى قبل صدور نتائج لجنة التحقيق الدولية؟
إن هذه المعارضة في سياق تبريرها للعدوان تُشهِر ثقتها بالإدارة الأمريكية، ومزاعمها بأن الضربة «إجراء عقابي» فقط أو بهدف «تغيير موازيين القوى» مع العلم أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت دائماً تسوق مثل هذه الحجج في كل حروبها التي تجاوزت المئتي حرب، ودائماً كانت النتيجة العملية عكس ما هو معلن، بل كانت تزيد الأوضاع تعقيداً وذلك في جميع البلدان التي تدخلت فيها قوى استعمارية دون استثناء.
إن العدوان ونتائجه سيغيران كل الإحداثيات على الخارطة السياسية السورية، بما فيها عملية النضال من أجل عملية التغيير الذي عبرت عنها الحركة الشعبية من خلال الاحتجاجات في البداية، فكما هو معروف يعتبر العدوان المباشر عملية ارتدادية تاريخية تستوجب تغيير نتائجها سنوات طويلة، لاسيما وأن الدوائر الامبريالية والأمريكية تحديداً تعلن على رؤوس الأشهاد أن التدخل هو دفاع عن «المصالح والقيم» الأمريكية، ومن هنا فإن العدوان ونتائجه هي ضد من غاية تلك القوى الشعبية التي أرادت تغييراً يحفظ لها حريتها وكرامتها.
إن هذه المعارضة ومنذ اليوم الأول للأزمة كانت تدفع الأمور دفعاً بهذا الاتجاه، فهي وليس غيرها كانت وراء دعوة «الحماية الدولية»، وحاولت فرضها على الشارع بقوة الضخ الإعلامي، وهذه المعارضة هي التي كانت تستجدي الدول الكبرى لتستطيع حسم المعركة لصالحها.
وكما أن القوى المتشددة في النظام حاولت منذ البداية تبرير الحل الأمني البحت الذي استخدمه بحجة المؤامرة، نجد هذا الرهط المعارض يبرر كل شيء تحت ذريعة سلوك النظام ليكون نتيجة هذا الموقف وذاك من دفعا بالبلاد والعباد من مأزق إلى آخر أكبر