بيان المكتب السياسي «للشيوعي اللبناني»

بيان المكتب السياسي «للشيوعي اللبناني»

تابع المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني بقلق بالغ التصريحات والمواقف الصادرة عن القادة السياسيين والعسكريين للولايات المتحدة وحلفائها الأطلسي وبعض العرب التي تقرع طبول الحرب ضد سورية وما تلاها من تحركات عسكرية مُكثفة في المنطقة على خلفية حملة الاتهامات الموجهة لدمشق بشأن جريمة استخدام الاسلحة الكيمائية ضد المدنيين في منطقة الغوطة.

يرى المكتب السياسي للحزب الشيوعي أن هذه الاستعدادات والتحضيرات العسكرية للعدوان على سورية إنما تهدف إلى استكمال تدمير بناها الاقتصادية والعسكرية، وإلى المزيد من القتل والتشريد للشعب السوري، تحت حجج وذرائع تسوقها الدوائر الامبريالية وأذنابها، هي نفسها الأساليب والتبريرات والأكاذيب التي استخدمت لضرب ليبيا ومن قبلها العراق، لأن الولايات المتحدة نفسها تملك أكبر سجل حافل بتجاوز القوانين الدولية، وهي نفسها لم تردعها يوماً القيم الأخلاقية والإنسانية عن قتل آلاف البشر في سبيل فرض هيمنتها وسيطرتها على مقدرات وثروات الشعوب العربية.إان المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني إذ يرى في استهداف سورية اليوم، إنما هو استهداف للبلدان العربية ولشعوبها، وهو استهداف يرمي إلى تعويض الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، بعد أن حققت شعوبنا العربية تقدماً نوعياً وخاصة في مصر، في تحقيق الإرادة الشعبية وأهداف ثورتها، وإسقاط حكم الاخوان، وهو استهداف يرمي أيضاً إلى حماية العدو الإسرائيلي وتفعيل وظيفته العدوانية العنصرية في المنطقة، وإلى محاولة تنفيس أزماتها الاقتصادية والسياسية على حساب شعوبنا، وتسعير الحروب الأهلية لتمرير مشاريعها في التفتيت والسيطرة وتصفية القضية الفلسطينية. لذا يعتبر أن التصدي ومقاومة هذا العدوان هو مسؤولية وطنية وقومية شاملة، وهو يدعو القوى التقدمية واليسارية والديمقراطية كافة في العالم العربي وفي العالم إلى عدم السكوت والتحرك الفاعل شعبياً ومدنياً وسياسياً بالأشكال كافة، والضغط لوقف هذا العدوان. ويدعو الحزب وفي إطار هذا التطور الذي يكشف القناع الحقيقي للإمبريالية العالمية، وخاصة الأمريكية، كافة القوى الوطنية والتقدمية والديمقراطية واليسارية السورية في السلطة والمعارضة إلى التعبئة العامة واستنفار كل الطاقات من أجل التصدي للعدوان ومقاومته ومن أجل بناء قاعدة حقيقية لمشروع وطني يؤسس لبناء الدولة الوطنية الديمقراطية المقاومة. ويرى المكتب السياسي للحزب أن لبنان لن يكون بمنأى عن هذا العدوان ونتائجه، لذا ينبغي أن يكون في طليعة المتصدين له، وفي هذا المجال يدعو الحكومة اللبنانية للخروج من سياسية النأي بالنفس وأخذ موقف حازم ضد العدوان، وتجنيد طاقات لبنان الداخلية والخارجية لمواجهته، كما يدعو بعض القوى السياسية إلى وقف مراهناتها على هذا العدوان وعلى نتائجه وأن لا يتحولوا بوقاً أو صدى له. يتوجه المكتب السياسي للحزب بالدعوة إلى الشيوعيين وأصدقائهم، وإلى سائر الوطنيين اللبنانيين، بالدعوة بالاستنفار وإلى تجنيد طاقاتهم داخل لبنان وخارجه، لمنع حصول هذا العدوان، وإلى الاستعداد بكافة السبل والوسائل لمواجهته والتصدي له.
المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني
 
بيروت في 29/8/2013