العقيد (مصطفى شدود).. صوت الأغلبية
مصطفى شدود عقيد في الجيش العربي السوري، حجز لنفسه مكاناً فسيحا في قلوب السوريين، عبر بكلمات بسيطة تبادلها مع «الخصم- الأخ» عن لسان حال الشعب السوري، عن توقه لحل يحفظ ماء وجه الوطن..
عبّر هذا الضابط الوطني عن وجدان الجيش العربي السوري الذي تجري محاولات تشويهه بشكل مستمر، سواء من جانب أعدائه السافرين، أو حتى من جانب بعض من يزعمون أنهم أصدقائه، وهم في الحقيقة لا يفعلون شيئاً سوى أنهم يتلطون خلفه، ويزجون به في طريق مسدود..
أثبت شدود، بشكل قاطع، أن الجيش العربي السوري هو فوق انقسام وهمي، كـ«موال- معارض»، وأن أبناء هذا الجيش هم أبناء الشعب بأسره. فهو كشف عن وجه الجيش الذي يريده الشعب..
يظهر العقيد في فيديو في أحد الأحياء المدمرة، في ريف دمشق، وقد ضاق ذرعاً بحرب ينهزم فيها الجميع، يخرج إلى أمام الساتر، ليبادر بنفسه مخاطباً المسلحين:
« عليكم الأمان مانّا ضدكم..» ثم يجيب على سيل كبير من أسئلة المسلحين بكلمات بسيطة وعميقة: «أنا من سورية.. من بلدنا.. انت أخي.. من وين ما كنت تكون.. نحنا ما بدنا نضر حدا.. انتوا أهلنا أنتوا أخواتنا.. نحنا معكم.. هدول أهلينا». ويشير إلى حجر صغير بيده مخاطباً المسلحين: «بتعز عليّ هي الحجرة.. أنتوا اهلنا». ثم يضع سلاحه جانباً، ويتقدم بإتجاه المسلحين، أحدهم يقول له: « تعال لعنا عليك الأمان» ثم يدور حديث بين العقيد مصطفى والمسلحين يرد على أسئلتهم ببساطته. عندما يسأله أحد المسلحين: من وين انت، يجيب: «أنا سوري.. انا بقول عن حالي سوري من سورية.. انت أخي.. لك في جهال عنا.. وفي جهال عندون عم يخربوها..»..
كم يختزل هذا الكلام البسيط إرادة السوريين؟ كم يعبر عن نضوج فكرة الحوار لديهم؟؟
إن مبادرة العقيد شدود تعكس حالة من الجرأة منقطعة النظير، وهي ليست بغريبة عن رجال الجيش العربي السوري. هذا الموقف يثبت حقيقة أن الحوار في الحالة السورية هو خيار الشجعان، على عكس ما يزعم المتشددون من الطرفين. فأن تضع سلاحك جانباً، وتذهب لمخاطبة أبناء بلدك في «الخندق المقابل»، غير آبه برصاصة غادرة قد تتربص بك، فذلك هو الشجاعة عينها..
لقد كشف هذا الضابط الوطني عن المكنون في صدور السوريين، مدنيين وعسكريين، وضمن أي تصنيف، عندما بادر بالحوار، ورفض ذكر انتمائه المناطقي أو الديني، كي لاينجر للغة المتشددين مصراً على سوريته فقط. وبهذا أصبح العقيد مصطفى صوت لكل السوريين، الذين تعبوا وظلموا ونزفوا وهجّروا واعتقلوا وقتلوا وخطفوا..آلخ.
فأصبح صوت الأغلبية..