وفد الرياض و«الصلاة على النبي»
*وفد الرياض هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، ثم الممثل الشرعي فقط..... لماذا، وكيف، ومن الذي قرر هذه، وتلك؟ وفد الرياض، ينسحب من مؤتمر جنيف، وفد الرياض لم ينسحب، بل علق حضوره في المفاوضات؟
*وفد الرياض يحرد من حلفائه الدوليين، ويعاتبهم على خذلان «الثورة»، وأولهم طبعاً، الحليف الأمريكي... يا للمفاجأة!
*علوش والزعبي استقالا، علوش والزعبي لم يستقيلا؟!
*وفد الرياض لا يعترف بأية معارضة سواه، وفد الرياض يعترف، بالمعارضات الأخرى، وسينسق معها، و«لكن بشروط» ولا حول ولا قوة الا بالله!؟
المتابع لسيرة هذه المعارضة، من المجلس الوطني، إلى الائتلاف، إلى آخر السلالة المباركة «وفد الرياض» لا يحتاج لأي جهد حتى يكتشف، بأن السِمة الملازمة لهذا الكائن منذ ولادته، وبتسمياته المختلفة هي التخبط، بدلالة عدم نجاح أي من خياراته السياسية، ناهيك عن تركيبته التي تجمع بين المعارض الطارئ - الموالي حتى الأمس القريب - والمعارض التقليدي المزمن، بين الليبرالي، والتكفيري، بين القومي الكردي، والقومي العربي.. ما / ومن الذي جمع هذا الكوكتيل السياسي؟
لا يتعلق هذا التخبط بالكفاءة السياسية لتركيبة الوفد، وإن كان البعض منهم بحاجة فعلاً إلى دورات محو الأمية في ألف باء السياسة، وليس بمستوى الأداء والمهارة في العملية التفاوضية، كما ظن البعض، وسارع إلى حضور دورات في بريستيج التفاوض..
مشكلة «وفد الرياض» بالتحديد، تبدأ من الرياض نفسها، أي في تراجع وزن الراعي الإقليمي للائتلاف بتفرعاته المختلفة، هذا الراعي الذي لم يتكيّف مع تراجع وزن رعاته الدوليين، أي الولايات المتحدة، بمعنى آخر، إن الذي يتخبط ويتراجع ليس الائتلاف بحد ذاته، بل مجمل المنظومة الإقليمية والدولية لخيار استمرار الحرب، بدءاً من واشنطن ومروراً بأنقرة والرياض، وانتهاء بمتشددي النظام، ولأن الائتلاف جعل نفسه وجه القباحة، فمن الطبيعي أن تصيبه الصفعة الأولى، وهذا بالذات سرّ تراجع الائتلاف، الذي نتوقع له المزيد من الإرباك، و استمرار التحلل والتفسخ في صفوفه، والخروج من التاريخ، باستثناء من «رحم ربي» من عَضَواته، وبات مستعداً لـ«صلاة على النبي» والذهاب الى الحل السياسي.