بعد ثلاثة أسابيع من تأكيد صحيفة "قاسيون" (الناطقة باسم حزب الإرادة الشعبية في سورية) بأن "ما نشهده اليوم هو بداية إنهاء البترودولار، بكل ما يعنيه ذلك من تبعات كبرى سياسية واقتصادية وثقافية" (في افتتاحيتها المعنونة "نهاية عصر البترودولار؟" في 20 آذار الماضي) تتزايد الأحداث التي تؤكد ذلك، وتتزايد تحليلات الخبراء عبر العالم التي تشير إلى النتيجة نفسها.
ستصل شحنات من الفحم الروسي المدفوع باليوان هذا الشهر إلى الصين، يليها النفط الخام في أيار المقبل.
هنا الحلقة الثالثة، ويمكن الرجوع عبر الرابطين للحلقة الأولى (1- العقوبات وسعر الصرف)، والثانية (2- إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا)
لكي نتمكن من الوصول إلى فهم الأهمية التاريخية لتسعير مصادر الطاقة، وأهمها الغاز والنفط، بعملات أخرى غير الدولار وغير اليورو، سواء الروبل أو اليوان أو الروبية أو غيرها، فلا بد من استكمال الرحلة التي نسير بها ضمن هذه الحلقات؛ والتي تسعى إلى إعادة تقديم شرح مبسط وموجز قدر الإمكان للتطور التاريخي الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه، والذي سمح لدولة مثل الولايات المتحدة أن تطبع أوراقاً خضراء دون تكلفة عملياً وتستولي من خلالها على ثروات العالم بالمجان... وإذاً، نتابع من حيث توقفنا في الحلقة الماضية...
مع التعافي الاقتصادي الصيني السريع بعد الوباء، فإن اليوان يسجّل ارتفاعات غير مسبوقة، ويقترب من أعلى مستوى له منذ 30 عاماً، وفق ما نقلته وكالة بلومبيرغ الأمريكية. التي أشارت إلى أن تراجع الدولار المستمر منذ 2015 تجلى في تراجع نسبي في وزن الدولار ضمن سلة عملات الاحتياطي لدى البنوك المركزية. وقد خسر 5 نقاط مئوية من حصته منذ عام 2015، وأصبح اليوم يشكل 60% من احتياطيات العملات.
الصين في منتصف الطريق لإطلاق اليوان الإلكتروني في التداول العام... هذه الأسبقية المطلقة للصين لا تنفصل عن مشروع إزاحة الدولار، والنظام النقدي الأمريكي من موقع الهيمنة العالمية.
ارتفعت مجموعة عقود السواب التي تجريها الصين مع دول العالم إلى حوالي 39 دولة عبر العالم، بقيم للعقود قاربت 3,47 تريليون يوان للتجارة والتبادل بالعملات المحلية، بين بنك الشعب الصيني (البنك المركزي في الصين)
أعلن البنك المركزي التركي، يوم الجمعة، عن إجراء أول استخدام لتمويل عملة «اليوان» في 18 حزيران الجاري، ضمن اتفاقية المقايضة المتجددة مع نظيره الصيني.
يتحضر العالم لمواجهة التصعيد الأمريكي في استخدام الأدوات الاقتصادية، وعلى رأسها العقوبات، في المعركة الدولية... وفي مقدمة هذه التحضيرات تأتي عملية إزاحة الدولار، العملية المعقدة والتدريجية، ولكن المتسارعة أيضاً مع كل تشديد أمريكي لاستخدام العقوبات الاقتصادية. تعتبر القوى الدولية الصاعدة الأساسية: الصين وروسيا في مقدمة هذه العملية، وبخطوات تصعيدية منذ عام 2018، ومن المتوقع أن تتعمق قريباً.
تسعى بكين للانتقال إلى اليوان في التعاملات النفطية، وذلك في إطار خطوة جديدة تهدف لتعزيز التعامل باليوان على الصعيد العالمي.
نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر اقتصادية، إن الصين تتخذ خطـوات أولية نحو سداد سعر وارداتها النفطية باليوان بدلاً من الدولار، في تطور مهم ضمن جهود بكين لتعزيز المكانة العالمية لعملتها.
