أبو أحمد فؤاد: نحن منتصرون طالما أننا منعنا العدو الصهيوني عن تحقيق أهدافه
بدعوة من دائرتها الإعلامية، عقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ظهر اليوم 27/8/2014 مؤتمراً صحفياً في مقرها بدمشق لنائب الأمين العام للجبهة الرفيق أبو أحمد فؤاد، تحت عنوان التحية للإعلام المقاوم، دعيت إليه وسائل الإعلام العاملة في سورية، ومن بينها صحيفة قاسيون وموقعها الالكتروني الناطقين باسم حزب الإرادة الشعبية، وذلك بمناسبة الانتصار السياسي والميداني لقطاع غزة وعموم الشعب الفلسطيني في صموده في وجه العدوان الصهيوني الأخير على القطاع الذي فشل في تحقيق أهدافه.
وفي مستهل المؤتمر أعرب الرفيق فؤاد عن تقدير الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لجهود الإعلاميين الذين واكبوا يوميات العدوان والصمود المقابل، مشدداً على دور الإعلام المقاوم في صنع الانتصار.
كما توجه بالتحية لكل الشعب الفلسطيني، وتحديداً في الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1948 الذين لا يعترفون لا بالكيان الصهيوني ولا بالتبعية له، وكذلك في الضفة الغربية التي شارفت على تفجير انتفاضة فلسطينية جديدة وقدمت فيها ضحايا في مقدمتهم الفتى الشهيد محمد أبو خضير الذي مورس عليه عمل نازي غير مسبوق.
وأكد ابو أحمد فؤاد على ضرورة تثبيت حقيقة أن العدوان الصهيوني كان يستهدف الشعب الفلسطيني برمته وليس حركة حماس فحسب كما يشاع في وسائل الإعلام الدولية السائدة والتابعة لها، وأن ذاك العدوان كان يستهدف القضاء على الشعب الفلسطيني وفرض الاستسلام عليه وتصفية حقوقه وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، غير أن النتيجة كانت معاكسة بفضل سواعد كل أبطال المقاومة الفلسطينية بجميع فصائلها، مشيراً في هذا الصدد إلى أن ما أسهم في ذلك الانتصار هو الدعم الذي قدمه محور المقاومة السوري- الإيراني- وحزب الله.
وفي المقابل نبه الرفيق فؤاد إلى أهمية عدم تصديق بعض الروايات المنتشرة من أن العدو الصهيوني قد يتصرف من تلقاء نفسه بعيداً عن الضوء الأخضر الأمريكي، فواشنطن هي التي قررت العدوان.
وأكد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى أن مقياس النصر والهزيمة هو قدرة العدو على تحقيق أهداف عدوانه من عدمها، و«نحن منتصرون طالما أننا منعناهم عن تحقيق أهدافهم» المتمثلة بشكل مباشر في تكريس الانقسام الفلسطيني وتدمير أسلحة المقاومة وتدمير الأنفاق وإخضاع قيادتها للشروط الإسرائيلية في المفاوضات اللاحقة، بما فيها إعادة تسمية الضفة الغربية بـ«يهودا والسامرة».
وأشار الرفيق فؤاد إلى أن ما ميز الأداء الفلسطيني في هذه الجولة من الرد على العدوان الصهيوني المستمر هو وجود حد أدنى من غرفة عمليات موحدة تضمن عدم وجود الفوضى في الاستهدافات الفلسطينية المضادة، حيث كان من النتائج إلى الآن أن فصائل المقاومة الفلسطينية فرضت على العدو وعلى المستوطنين في المستوطنات القريبة من حدود القطاع إخلائها كلياً.
وفي الشأن التفاوضي غير المباشر مع العدو بالوساطة المصرية تحدث الرفيق أبو أحمد فؤاد عن وجود تباينات لدى مختلف الأطراف الفلسطينية الممثلة في الوفد المفاوض (فتح- حزب الشعب- الجبهة الديمقراطية- الجبهة الشعبية- حماس- الجهاد) وعن تحفظات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على ما يسمى تفاهمات 2012 كونها منجزة إبان وجود محمد مرسي في الرئاسة المصرية والتي تضع إشارة مساواة بين الضحية والجلاد، غير أن هذه الفصائل قررت استئناف تنسيق جهودها، مشدداً على أهمية أن تعقد سريعاً اجتماعات منتظمة للإطار القيادي الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية، لتعزيز التثمير السياسي للانتصار في غزة، على اعتبار أن العدو يريد التسلل دائماً من شقوق التباعد الفلسطيني- الفلسطيني.
كما شدد فؤاد على أنه في ظل استمرار العدوان الصهيوني بأشكال مختلفة، وما دام العدو يسيطر على المعابر فإنه حتى التفاهمات الجديدة ستبقى منقوصة ولا تكفل إعادة إعمار القطاع حقاً والإبقاء على جهوزية المقاومة وأنفاقها التي أثبتت جدواها في المعركة، ما يستدعي تبيت فتح المعبر الفلسطيني- المصري، وأن الهدوء حالياً في غزة لا يعني أن تتوقف الحراكات الشعبية الفلسطينية في الضفة، مشدداً على أهمية إنهاء أوسلو كلياً، والتوجه فوراً بالوثائق المتوافرة بالكامل إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي لمحاكمة الكيان الصهيوني وإدانته على جرائمه.
وأعاد أبو أحمد فؤاد التأكيد على أن الانتصار في غزة هو انتصار لكل الشعب الفلسطيني ولكل فصائله المقاومة، وهو يؤكد على صوابية خيار المقاومة المسلحة ونتائجه وضرورة استمراره وشموله لكل فلسطين وكل شعوب المنطقة بما يفضي إلى فرض الاستسلام على العدو وتسليمه بالحقوق الفلسطينية الثابتة والمشروعة.
يشار إلى أن كتائب الشهيد أبو علي مصطفي الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنجزت بالتنسيق مع بقية فصائل المقاومة الفلسطينية العديد من العمليات النوعية التي كبدت العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وقد قدمت عدداً من الشهداء المقاومين مع تعرض قيادات الكتائب والجبهة وكوادرها ولايزالون في الضفة الغربية لأبشع الممارسات القمعية الصهيونية، غير أن حصتها من الصواريخ التي أطلقت على المواقع العسكرية للعدو ومستوطناته بلغت أكثر من 530 صاروخاً من أصل 4600.