نصر الله: المقاومة قادرة على إسقاط أي مسارات تآمرية على منطقتنا

نصر الله: المقاومة قادرة على إسقاط أي مسارات تآمرية على منطقتنا

أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله "أننا جميعاً قادرون على مواجهة المخاطر وعلى إسقاط أي مسارات تآمرية على بلدنا ومنطقتنا وشعوبنا ومقدّساتنا" .

وقال حسن نصر الله في كلمته، الجمعة 15/8/2014، بمناسبة الذكرى السنوية لانتصار المقاومة في حرب تموز، إن حرب تموز لم تكن معركة عابرة بل معركة حقيقية تتخطى لبنان إلى فلسطين وكل المنطقة. ولم يكن الهدف في حرب تموز خلع سلاح المقاومة وحسب وانما القضاء عليها بشكل كامل.

وأضاف "إن عدوان تموز كان جزءا رئيسيا من مسلسل له مراحل واهداف، وكان المطلوب في حرب تموز سحق المقاومة في لبنان، وكان العدو يجهز لاعتقال عشرة آلاف شخص من المقاومة".

وتابع "إن اهداف عدوان تموز كانت ضرب رؤوس المقاومة في لبنان وسوريا وفلسطين، وكان العدو يحضر لضرب ايران في عام 2007، والعدو خطط للسيطرة على منابع النفط في العالم وحل القضية الفلسطينية".

وقال نصر الله "كانت اسرائيل مكلفة بضرب المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا، بينما المقاومة اللبنانية وانتصارها في حرب تموز عطلت هذا المسار، والميدان اجبر الاسرائيلي على ان يصرخ بعد ان استنفذ قوته فطلب من اميركا وقف الحرب".

وأشار إلى أن "صمود المقاومة في الميدان والاحتضان الشعبي لها والصمود السياسي اللبناني أوصل الى تنازل اميركا واوروبا عن شروطهما لوقف الحرب"، مؤكدا أن نتيجة الحرب كانت ازدياد عدة المقاومة وعديدها وتم تأجيل ضرب سوريا وضرب غزة.

وتابع "هذا لا يعني أن الأهداف الأميركية في المنطقة سقطت، بل هي لديها عدة مسارات من أجل تحقيق أهدافها، وطالما أن المشروع الأميركي الاسرائيلي قائم هي تبحث له عن مسارات على ضوء الإمكانات والتطورات".

وأضاف نصر الله "هذه الحرب فشلت، ونحن نؤكد أمام المخاطر أننا جميعا قادرون على مواجهة هذه المخاطر وقادرون على إسقاط أي مسارات تآمرية على بلدنا ومنطقتنا وشعوبنا ومقدّساتنا".

وقال "ما يجري في قطاع غزة اليوم من حرب وعدوان اسرائيلي هو جزء من هذا المسار الجديد الذي كان قد بدأ قبل العدوان على غزة، والآن غزة هي حلقة من حلقات المسلسل أو مرحلة من مراحل هذا المسار الجديد، والمسار الجديد رسم على ضوء التطورات لتحقيق الأهداف نفسها من السيطرة على منابع النفط والغاز وتأمين غلبة اسرائيل".

وأردف نصر الله "هذا المسار بدأ قبل الحرب على غزة، والمسار الجديد أصعب وأخطر من المسار السابق، لأنه ليس مسار اسقاط أنظمة واقامة سلطات بديلة، وانما هو مسار تدميري وتحطيمي لدول وجيوش وشعوب وكيانات والدليل ما يحصل حاليا".

وأضاف "يراد بناء خريطة جديدة للمنطقة على اشلاء ممزقة وليس المقصود اشلاء أفراد فقط بل اشلاء شعوب ودول، على ركام وعقول تائهة نتيجة الأحداث التي تحصل أو المخطط لها أن تحصل، وعلى قلوب مرتعبة، ومن الممكن أن نرى المنظر عندما كانت مروحية أميركية تسحب نساء وأطفال في جبال سنجار من على الأرض، تذكروا هذا المشهد وتذكروا نسائكم وأطفالكم".

وتابع "يراد أن نصل جميعا في المنطقة الى كارثة، ومن أجل أن نتخلص من هذه الكارثة نكون مستعدين للقبول بأي أمر، والأسوأ أن العدو الأساسي عندها يتحول الى المنقذ".

واوضح حسن نصر الله أن "العناصر الأساسية في هذا المسار الجديد هم الاسرائيليين لضرب المقاومة، والعنصر الآخر هو ما سمي بالتيار التكفيري الذي أصبح اليوم أوضح تجلياته داعش".

وقال "يمكن الغلبة على هذا المسار الجديد وأنا أقول لكل شعوب المنطقة أن هذا ممكن كما حصل في المسار السابق، لكن هذا لا يأتي في التمني بل بالعمل والجهد".

واضاف "علينا أولا أن نفهم وندرك ونصدق أن هناك تهديدا وجوديا وحقيقيا يهددنا جميعا، ومن يقول أن ليس هناك خطر منفصل عن الواقع، ولا يجب أن نتحدث عن أمور بشكل مضخم كي لا تتسرب الروح الهزيمة والانتصار بسبب الرعب والخوف كما حصل في المنطقة ايام الاجتياح المغولي".

وتابع نصرالله "علينا أن ندرك الخطر وحجمه وامكانياته، وأن نبحث عن وسائل مواجهة هذا التهديد وانهائه والحاق الهزيمة به، ولا يجب أن نذهب الى أوهام أو الى خيارات فاشلة، يجب أن نذهب الى خيارات ناجحة بالنظر الى التجارب".

وقال "من خلال ذلك يمكن هزيمة هذا المسار، من خلال التجربة وما جرى في المنطقة على مدى عشرات السنين عشنا تجربة مؤلمة وحزينة وكانت قاسية على شعوب وأجيال ودول، وهي تجربة اسرائيل والمشروع الصهيوني، في بداية القرن العشرين عندما بدأ الصهاينة بالاتيان الى فلسطيني كان عددهم لا شيء، وعند الحديث عن أنهم يريدون اقامة دولة لم يكن هناك من يصدق، وبالتالي لم يكن هناك تقدير حقيقي لهذا الخطر".

آخر تعديل على السبت, 16 آب/أغسطس 2014 00:02