«ما بعد الأسطول ليس كما قبله»: بيان اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة
أصدرت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة بياناً اليوم السبت لخصت فيه ما جرى من اعتداء صهيوني على أسطول الصمود العالمي، داعية شعوب للانتفاض ضد الاحتلال، ورفضاً للتطبيع مع الإبادة والإجرام. وجاء في البيان:
في خضمّ محاولة تاريخية لكسر الحصار البحري الجائر المفروض على قطاع غزة، أقدمت قوات الاحتلال على قرصنة واختطاف أسطول «الصمود العالمي» الذي ضمّ عشرات السفن والقوارب ونحو 500 ناشط من أكثر من 45 دولة، في جريمة حرب سافرة تُخالف كل الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية.
ومنذ لحظة إبحار الأسطول وحتى يومنا هذا مارس الاحتلال كل أشكال الإرهاب والجرائم، بدايةً بالدعاية الكاذبة المضللة والتهديد ثم استهداف السفن في الموانئ عبر المسيرات، وصولاً إلى اقتحام السفن والاصطدام ببعضها والاعتداء على المشاركين واعتقالهم وسجنهم وخرجَ وزير حكومة الإبادة متبجِّحاً أمام المتضامنين المحتجزين، الذين ردّوا عليه ببسالة بهتافات «الحرية لفلسطين».
ومع كل ذلك، فقد نجح هذا الأسطول المهيب في رسالته التي خرج لأجلها؛ فقد وجّه الأنظار إلى المسألة الأساسية: الإبادة والحصار والتجويع، وجَعَل شعارَ كسر الحصار وفرض الممر البحري قضيةَ الأحرار في كل شعوب العالم.
كما نجح الأسطول على المستوى العملي في الوصول إلى أقرب نقطة من قطاع غزة قد وصلت إليها سفينة لكسر الحصار منذ نحو ٢٠ عامًا.
وقال زاهر بيراوي، رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة: «إن ما بعدَ الأسطول ليس كما قبله، اليوم مئاتُ الآلاف مستعدون للقيام بتحرك تضامني عملي وإبداعي بعدما شاهدوا كيف أن عدداً قليلاً من السفن أحدث أثراً كبيراً على الاحتلال، وتم التقدم بخطوة كبيرة تجاه كسر الحصار، ما يؤكد أن التحرك الجماهيري والالتزام الشعبي قادران على فعلٍ أعمق مستقبلا، يوقف الحرب ويمنع استمرار جريمة الإبادة بحق شعبنا في غزة ».
وتُحيّي اللجنةُ مئاتِ الآلاف الذين خرجوا في عشرات عواصم العالم دعمًا لغزة وتنديدًا بالجريمة الإسرائيلية بحق المتضامنين الدوليين، والتي تأتي كنموذج مصغر لما يحصل في القطاع منذ سنتين من قصف وتدمير وقتل راح ضحيته عشرات الآلاف من الأبرياء.
وتتابع اللجنةُ الأوضاعَ الخاصةَ بالمعتقلين من ناشطي الأسطول، حيث يخوض عددٌ كبير منهم إضرابًا عن الطعام منذ لحظة اعتقالهم.
وتطالب اللجنةُ المجتمع الدولي ومؤسساته بفتح تحقيق مستقلّ في الانتهاكاتِ المرتكبة بحق النشطاء والمتضامنين المدنيين، واحترامِ قواعد القانون الدولي، ووقفِ الإبادةِ ورفعِ الحصار الجائر الذي يفاقم أزمة إنسانية طاحنة في غزة.
كما نؤكّدُ استمرارَ عملنا وتصميمَنا بأن لا نترك أهلَ غزة وحدهم، بل سنواصل العمل إلى أن ننتزعَ الممر البحري ونكسرَ الحصارَ غير القانوني وغير الإنساني الذي يلطخ جبينَ حكام العالم ويغيّب الضمير الإنساني.
ورغم جريمة الاحتلال بحق سفن أسطول الصمود ومن على متنها من النشطاء إلا أن المسيرة ستتقدم والجهد الشعبي سيستمر حتى تحقيق الهدف، وفي هذا السياق نؤكد أن موجة جديدة تتكون من إحدى عشر سفينة تتقدم في البحر المتوسط باتجاه غزة، بينها «سفينة الضمير» التي تُقلّ 92 إعلاميًّا وطبيبًا وناشطًا في تحرّك نوعي جديد.
وتدعو اللجنة الدولية شعوبَ العالم إلى تصعيد تحركاتهم النضالية السلمية وتحويلها إلى أوسع انتفاضةٍ في وجه الاحتلال، ورفضاً للتطبيع مع الإبادة والإجرام والاحتلال، وندعو حكوماتِ العالم والمؤسساتِ الدولية ذات الاختصاص إلى محاسبة ومعاقبة مجرمي الحرب، والعمل الفوري على وقف كل أشكال الحصار والإبادة، والتوقف عن توفير الغطاء السياسي والدعم العملي لدولة الاحتلال.
اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة
لندن - ٤ أكتوبر ٢٠٢٥
معلومات إضافية
- المصدر:
- اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة