بيان بريكس يدعو الاحتلال «الإسرائيلي» للانسحاب من سوريا ويدعو لتطبيق 2254
في مشهد يعكس تنامي تأثير القوى الصاعدة، اختتمت قمة “بريكس” السابعة عشرة أعمالها في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، مجددة تمسكها بنظام دولي قائم على التعددية، ورافضة للأحادية والعقوبات القسرية.
وأدانت قمة بريكس في بيانها الختامي الاحتلال "الإسرائيلي" لأجزاء من أراضي سوريا، داعية “إسرائيل” إلى سحب قواتها من هناك على الفور. كما دانت الوجود العسكري "الإسرائيلي" في الجولان السوري، ووصفته بانتهاك صارخ للقانون الدولي، ودعت "إسرائيل" لسحب قواتها من الاراضي السورية التي توغلت فيها انتهاكاً لاتفاقية 1974، ونددت بالإرهاب ودعت إلى “عملية سياسية شاملة يقودها السوريون وتعود لهم، بدعم من الأمم المتحدة، على أساس قرارمجلس الأمن رقم 2254 (2015)، بما يضمن أمن ورفاهية جميع المواطنين دون تمييز”.
وأكد البيان دعم بريكس لسيادة سوريا وتنديدها بالاحتلال "الإسرائيلي" ورحبت دول “بريكس” برفع العقوبات عن سوريا، مؤكدة دعمها لإعادة الإعمار والتنمية، وتمسّكها بوحدة أراضيها وسيادتها.
وذكرموقع روسيا اليوم أن البيان الختامي للقمة ال17 للمجموعة في ريو دي جانيرو بالبرازيل رحّب “برفع العقوبات الأحادية المفروضة على سوريا”، وأعربت الدول الأعضاء في المجموعة عن أملها في أن “يسهم ذلك في دعم جهود إعادة إعمار الاقتصاد السوري وإطلاق مرحلة جديدة من التنمية والاستقرار”.
وأكدت الدول الأعضاء في المجموعة “التزامها الثابت بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها”، ودعت إلى “عملية سياسية شاملة يقودها السوريون وتعود لهم، بدعم من الأمم المتحدة، على أساس قرارمجلس الأمن رقم 2254 (2015)، بما يضمن أمن ورفاهية جميع المواطنين دون تمييز”.
وقال البيان الختامي: “ندين بشدة الاحتلال (الإسرائيلي) لأجزاء من الأراضي السورية، الذي يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وخط الترسيم لعام 1974، وندعو إسرائيل إلى سحب قواتها من الأراضي السورية على الفور”.
كما أدان البيان استمرار الأنشطة الإرهابية من قبل “داعش” الإرهابي وفروع تنظيم القاعدة ، وأعربت دول المجموعة عن تعازيها لعائلات ضحايا “الهجمات الإرهابية، بما في ذلك في كنيسة مار إلياس وغيرها.
وأشارالبيان إلى أنه “يجب على سوريا أن تواجه بحزم جميع أشكال الإرهاب والتطرف، وتتخذ إجراءات ملموسة استجابة لمخاوف المجتمع الدولي حيال الإرهاب”، محذرة من “التهديد” الذي يشكّله المقاتلون الأجانب في سوريا.
البيان الختامي للقمة، التي جمعت عشرة أعضاء من المجموعة الموسعة، جسّد رؤية جماعية أكثر حزماً إزاء الأزمات العالمية المتفاقمة، ودعماً واضحاً لقضايا الجنوب العالمي، ولا سيما في فلسطين وسوريا وإيران والسودان.
فلسطين وغزة.. دعوة لوقف النار واعتراف بوحدة الأرض والشعب
دعت دول “بريكس” إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، والانسحاب الكامل للقوات "الإسرائيلية" من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع الإفراج عن الرهائن والمعتقلين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وأكدت القمة على “الحق غير القابل للتصرف للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة”، مشددة على أن “غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية”، وعلى ضرورة إعادة توحيد الضفة والقطاع تحت سلطة فلسطينية واحدة.
إيران.. إدانة للضربات والهجمات على المنشآت النووية
أدانت القمة الهجمات التي تعرضت لها إيران في يونيو 2025، محذّرة من خطورة استهداف المنشآت النووية الخاضعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وداعية مجلس الأمن لضمان أمن المرافق النووية في ظل النزاعات المسلحة.
السودان وأوكرانيا.. دعم لحلول سلمية وإنهاء العنف
عبّرت القمة عن قلقها من تفاقم الوضع الإنساني في السودان، ودعت إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار. كما رحبت بمبادرات الوساطة لحل الأزمة الأوكرانية، وأدانت الهجمات التي طالت البنى التحتية الروسية.
موقف صارم ضد العقوبات الأحادية والإرهاب
أجمعت دول “بريكس” على رفض العقوبات القسرية الأحادية التي تُفرض خارج إطار مجلس الأمن، معتبرة إياها تهديدًا للتنمية وحقوق الإنسان. كما شددت على ضرورة مكافحة الإرهاب بكل أشكاله، دون ربطه بدين أو قومية أو ثقافة.
البيئة والذكاء الاصطناعي والفضاء.. أجندة لعالم أكثر إنصافاً
في ملفات البيئة والتغير المناخي، دعت القمة إلى تمويل منصف للدول النامية، ورفضت الإجراءات العقابية تحت غطاء بيئي. وفي ملف الذكاء الاصطناعي، شددت على الحاجة إلى حوكمة عادلة وشاملة. أما في مجال الفضاء، فدعت إلى استخدامه لأغراض سلمية، ورحبت بفكرة إنشاء “مجلس فضاء بريكس”.
التجارة والأمن الغذائي والتكامل المالي
أعربت المجموعة عن قلقها من تنامي الإجراءات التجارية الأحادية، وأكدت التزامها بنظام تجاري متعدد الأطراف. كما شددت على تطوير “بورصة حبوب بريكس”، وتحقيق الأمن الغذائي. وأبدت دعمها لمبادرة المدفوعات العابرة للحدود بهدف تسهيل التجارة وتعزيز التكامل المالي.
قضايا اجتماعية وثقافية: من مكافحة التمييز إلى حماية التراث
شدّد البيان الختامي على مكافحة العنصرية وخطاب الكراهية، وتعزيز حقوق المرأة. كما أكّد على أهمية إعادة الممتلكات الثقافية إلى بلدانها الأصلية، والاعتراف بقيمة التراث في ترميم العلاقات الدولية.
البنك الجديد للتنمية.. أداة صاعدة لتقوية الجنوب العالمي
أشادت القمة بدور “البنك الجديد للتنمية” التابع للمجموعة، مع التأكيد على دعم توسعة عضويته وتعزيز كفاءته التشغيلية، ليكون أداة فاعلة للتنمية العادلة والمستدامة في دول الجنوب.
نحو شراكات أوسع وقمة جديدة في الهند
في ختام أعمالها، رحبت “بريكس” بتوسيع عضويتها وشراكاتها، وأعلنت عن دعمها الكامل لرئاسة الهند للقمة المقبلة عام 2026، تأكيدًا على مواصلة تطوير المجموعة بروح التعاون والتعددية والشمول.
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات