قوات الاحتلال «الإسرائيلي»تصعّد توغلها في القنيطرة
في توغل جديد للاحتلال في جنوب سوريا، أفادت التقارير أن دورية مسلحة لجيش الاحتلال الصهيوني تسللت إلى مزرعة بالقرب من بلدة صيدا في محافظة القنيطرة الجنوبية في الساعات الأولى من صباح أمس السبت، واختطفت مدنيين سوريين اثنين ونقلتهما إلى الأراضي التي تحتلها «إسرائيل» في مرتفعات الجولان.
وقال سكان محليون لصحيفة “العربي الجديد “: إن الدورية داهمت مزرعة حانوت حوالي الساعة الثانية فجراً، واختطفت فراس المحمد، وهو رجل في الأربعينيات من عمره، وابن أخيه المراهق بشار المحمد، وهو طالب في المرحلة الثانوية، ونُقل الرجلان عبر خط وقف إطلاق النار إلى الأراضي الخاضعة للسيطرة «الإسرائيلية» ولايزال مصيرهما مجهولاً.
ويأتي هذا التوغل الأخير في أعقاب توغل عسكري «إسرائيلي» منفصل في اليوم السابق، عندما تقدمت عدة دبابات ومركبات عسكرية إلى داخل مناطق الرويحنة والعدنانية السورية، وفي اتجاه سد المنطرة، وأظهرت لقطات فيديو التقطها سكان محليون، قيام دورية إسرائيلية بإيقاف مواطنين على متن دراجة نارية، وتفتيشهما، قبل أن تطلق سراحهما.
ومن الجدير بالذكر أن القوات «الإسرائيلية» شوهدت ترفع العلم «الإسرائيلي» لأول مرة فوق الموقع الذي سيطرت عليه مؤخراً في تل الأحمر بريف القنيطرة.
وقال أحد سكان بلدة الرفيد بمحافظة القنيطرة جنوبي سوريا لـ”العربي الجديد”: إن الوضع أصبح لا يطاق، وأضاف أن مناطقنا تتعرض لاعتداءات «إسرائيلية» يومية، ما يثير الخوف والقلق بشكل مستمر بين المواطنين، ويمنع المزارعين والرعاة من ممارسة أعمالهم اليومية، موضحاً أن قوات الاحتلال سيطرت على مساحات واسعة من الأراضي المحاذية للشريط الحدودي ومحيط المواقع العسكرية، ومنعت المواطنين من دخول مناطق تبعد ما بين 200 إلى 300 متر.
وأكد المقيم أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وضعت علامات تحذيرية على طول هذه الحدود المفروضة حديثاً، مما يعني في الواقع تأييد القيود التي فرضتها «إسرائيل» على الأراضي السورية ومحاسبة المدنيين إذا تجاوزوها.
تطلق القوات «الإسرائيلية» طلقات تحذيرية بشكل روتيني على من يقتربون من المناطق المحظورة، مستهدفةً الماشية مباشرةً أحيانا، وقال أحد السكان: “إنهم يطلقون النار في الهواء، وأحياناً أخرى مباشرةً على الأغنام والماعز، مما يؤدي إلى مقتل عدد منهم”.
وفي خطوة متناقضة، حاولت القوات «الإسرائيلية» أيضاً كسب السكان المحليين من خلال توزيع المساعدات الغذائية والإمدادات الطبية والأدوية- وهي العروض التي رفضها معظم السكان المحليين بشكل قاطع، وأضاف المقيم أن هذه الاستراتيجية “تتسبب في خلق عداء دائم ومشاعر انتقام تجاه جنود الاحتلال”، ووصفها بأنها شكل من أشكال القوة الناعمة القسرية.
تبلغ مساحة محافظة القنيطرة نحو 1200 كيلومتر مربع، منها ما يقرب منثلثيها نحو 800 كيلومتر مربع- تحت الاحتلال «الإسرائيلي» منذ عام 1967، وتخضع بقية الأراضي للسيادة السورية الاسمية، مع وجود قوات الأمم المتحدة في منطقة عازلة ضيقة، وتتمتع هذه المقاطعة بأهمية استراتيجية بسبب تلالها البركانية المرتفعة وقربها من سلسلة جبال حرمون، التي استضافت منذ فترة طويلة مواقع عسكرية.
ومنذ اندلاع الحرب السورية وإضعاف سلطة الدولة المركزية، وسعت «إسرائيل» من وجودها العسكري في منطقة الجولان، بذريعة أمن الحدود ومواجهة النفوذ الإيراني، وبسطت القوات «الإسرائيلية» سيطرتها تدريجياً، بما في ذلك الاستيلاء على مواقع جديدة مثل تل الأحمر، وقد سمح هذا «لإسرائيل» بترسيخ وتوسيع نطاق ضمها الفعلي للأراضي السورية، مستغلةً عدم الاستقرار السوري لإعادة تشكيل الواقع على الأرض دون عقاب.
معلومات إضافية
- المصدر:
- صحيفة الثورة السورية