أطباء مشفى الأطفال الجامعي يطالبون وزارة الصحة بحقوقهم التعليمية والمهنية

أطباء مشفى الأطفال الجامعي يطالبون وزارة الصحة بحقوقهم التعليمية والمهنية

اجتمع عدد من المقيمين (أطباء وطبيبات) في مشفى الأطفال الجامعي بدمشق اليوم الأربعاء في وقفة احتجاجية داخل مشفاهم، رافعين عدداً من اللافتات يشتكون فيها من غياب الظروف المناسبة لعمل وتعليم وتدريب لائق لهم في المشفى الجامعي مشددين على أنه مشفى تعليمي ومن حق الأطباء المقيمين فيه الحصول على منهج تدريب عملي ونظري منتظم، وهو الأمر غير الموجود حالياً بحسب الأطباء.

كذلك اشتكى الأطباء المقيمون من ظروف عمل قاسية ومرهقة وصفوها بغير الإنسانية، ومن سوء تعامل بعض الكواد الإدارية والتمريضية معهم، وتشغيلهم بأعمال ليست من مهام الطبيب مثل جرّ الأسرّة، وجلب نتائج التحاليل وغيرها.

وبحسب صفحة "سماعة حكيم" السورية التي تعنى بقضايا الأطباء، نشرت اليوم الأربعاء، 5 آذار 2025 أن الأطباء سيتم حرمانهم من حقهم في الإطعام في المشفى (وجبات الطعام أثناء الدوام والمناوبات) اعتباراً مما بعد شهر رمضان المبارك. إلى جانب عدد من الإجراءت التي تتضمن تكثيف العمل بشكل مرهق ومناوبات تصل لمدة 36 ساعة متواصلة.

كذلك نشرت المنصة نفسها (سماعة حكيم) نصّ معروض مطلبي رفعته مجموعة من الأطباء المقيمين في مشفى الأطفال الجامعي بدمشق إلى القائم بأعمال وزارة الصحة في حكومة تصريف الأعمال، الدكتور ماهر الشرع. وفيما يلي رسالة الأطباء المطلبية كما نُشرت:

السيد وزير الصحة المحترم،
تحية طيبة وبعد،

نحن، الأطباء المقيمون في مشفى الأطفال الجامعي بدمشق، نرفع إلى سيادتكم هذا الكتاب بهدف تسليط الضوء على بعض جوانب الواقع التعليمي والخدمي في مشفى الأطفال الجامعي بدمشق، والذي يعد من أهم وأكبر الهيئات الاستشفائية والتعليمية المتخصصة بطب الأطفال على مستوى القطر.

لقد لاحظنا، بكل أسف، استمرار المشفى في اتباع منهج عمل غير ملائم يتسم بالإهمال تجاه الجانب التعليمي للأطباء المقيمين، مما يؤدي إلى انعكاسات سلبية على جودة الخدمات الطبية المقدمة للأطفال المرضى. وإيمانًا منا بأن تحسين الواقع التعليمي والخدمي للمشفى يصب في المصلحة العامة للوطن والمجتمع، فإننا نلتمس من سيادتكم التكرم بالنظر في النقاط التالية:

1. غياب نظام تعليمي واضح ومحدد
لا يوجد في المشفى برنامج تعليمي منظم يشمل محاضرات أو جلسات علمية مخصصة للأطباء المقيمين. وفي حال وجود مبادرات فردية من الأساتذة، نجد أنفسنا غير قادرين على الحضور بسبب إشغالنا بأعمال غير تعليمية من قبل الزملاء الأقدم منا.

2. عدم الاطلاع على نظام داخلي مكتوب:
لم يتم تزويدنا بلوائح تنظيمية مكتوبة تنظم عمل الأطباء المقيمين بالمشفى، مما أدى إلى قرارات ارتجالية و تعسفية بحق الاطباء وبين بعضهم واختلاف واقع العمل وساعات المناوبات وعدد أيامها وساعات الراحة عن باقي المشافي الجامعية، بل وحتى عن مشافي وزارة الصحة.

3. ضعف الإدارة والإطار القانوني المتعلق بجهاز التمريض:
نشهد غياب إطار واضح ينظم عمل التمريض، مما ينعكس سلبًا على سير العمل. هناك تجاوزات عديدة من عناصر التمريض، تتراوح بين عدم الالتزام بالمناوبات وعدم احترام الأطباء المقيمين وصولًا إلى التعدي اللفظي، دون وجود إجراءات قانونية لضبط هذه الأمور.

4. إسناد مهام غير تعليمية للطبيب المقيم:
يتم إشغال أطباء السنة الأولى بمهام لا تمت إلى التدريب الطبي بصلة، كحمل أسطوانات الأوكسجين،و جر الاسرة سحب الدم ونقل العينات إلى المختبرات، وجلب نتائج التحاليل، وحتى القيام بمهام تخص التمريض، ما يؤدي إلى إهدار الوقت المخصص للتدريب والتعليم الطبي.

5. ضغط ساعات العمل وغياب الجانب التعليمي:
يُجبر الأطباء المقيمون على العمل لساعات مناوبة تصل إلى 32 ساعة متواصلة، مع فترات راحة محدودة لا تتجاوز 2-3 ساعات، مقارنة بباقي المشافي الجامعية التي تتبع نظامًا أكثر إنصافًا في تحديد ساعات المناوبات. هذا الضغط الهائل يؤثر سلبًا على التركيز، ويحد من قدرة الأطباء على تخصيص الوقت اللازم للدراسة النظري.

التماسنا وطلبنا:
نرجو التكرم بتوجيه التعليمات اللازمة لإعادة تنظيم العمل في مشفى الأطفال الجامعي بدمشق بما يحقق التوازن بين الالتزامات العملية والطبية، ويضمن تطوير المستوى التعليمي للأطباء المقيمين بما يتيح لهم تحقيق أهدافهم الأكاديمية والعلمية.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير،
الأطباء  المقيمون في مشفى الأطفال الجامعي بدمشق. [انتهى المعروض].

يجدر بالذكر أيضاً بأن أطباء مشفى الأطفال الجامعي بدمشق كانوا قد اشتكوا سابقاً من مشكلة تعرضهم لاعتداءات من قبل مرافقي بعض المرضى ونقص الحماية لهم من هكذا حوادث، وهي المشكلة التي ظهرت في مشافٍ أخرى أيضاً مثل مشفى ابن النفيس والمجتهد (دمشق).

معلومات إضافية

المصدر:
سماعة حكيم + وكالات محلية