الإرادة الشعبية: د.قدري جميل دُعِيَ لمؤتمر الحوار الوطني، ونراه خطوة للمؤتمر الوطني العام
بعد اختتام مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي انعقد في قصر الشعب الثلاثاء (25 من شباط الجاري 2025)، نشرت صحيفة "القدس العربي" تقريراً تضمن عدة تصريحات وآراء حول هذا المؤتمر، أدلت بها للصحيفة شخصيات سياسية سورية وناشطون بالمجتمع المدني.
القيادي في حزب «الإرادة الشعبية» السوري، وأحد أمناء الحزب، مهند دليقان، أوضح لصحيفة "القدس العربي" أن أمين الحزب قدري جميل، كان قد تلقى بطاقة دعوة شخصية للمشاركة في المؤتمر، مثلما تلقت شخصيات قيادية سياسية أخرى دعوات لحضوره، منهم رئيس حركة التجديد الوطني عبيدة نحاس [القيادي في جبهة التغيير والتحرير التي يرأسها الدكتور قدري جميل].
وقال دليقان لـ«القدس العربي» إن جميل «تلقى الدعوة قبل يومٍ واحد من عقد المؤتمر، وللأسف لم يتمكن من تلبيتها لأنه سافر خارج البلاد قبل بضعة أيام في زيارة قصيرة، ولكن في كل الأحوال فإننا ننظر إلى المؤتمر إيجاباً باعتباره خطوة أولى في اتجاه المؤتمر الوطني العام المنشود، لأن عدد الملفات والقضايا التي تحتاج إلى حوارٍ بين السوريين هو عدد كبير، ولأن استكمال توحيد البلاد شعباً وأرضاً يتطلب توافقاً حقيقياً بين السوريين حول شكل الدولة وهوية الاقتصاد وطريقة توزيع الصلاحيات بين السلطات الثلاث وبين المركز والأطراف، وغيرها من القضايا».
وأضاف دليقان: «هنالك قدر من الاستعجال في طريقة الدعوات وطريقة عقد المؤتمر وإدارته، الأمر الذي تسبب في انخفاض شمولية التمثيل بالمعنى السياسي والاجتماعي، وهذا سيؤثر بطبيعة الحال على نوعية المخرجات».
وتابع: «هنالك أمور أساسية تحتاج إلى سرعة في التعاطي معها، وخاصة الملف الاقتصادي- الاجتماعي، أي لقمة الناس وسبل عيشها، وإذا استطاع المؤتمر أن يضع أساساً حقيقياً للتعامل مع هذا الملف، يكون قد برر الإسراع في عقده بهذه الطريقة، لأن أولوية الأولويات اليوم بالنسبة لـ90٪ من السوريين، هي الوضع المعيشي شديد الصعوبة».
واعتبر أنه «لا يمكن أن يعوّل على مؤتمر الحوار الوطني بشكله هذا، إلا بوصفه مقدمةً وتمهيداً وخطوة نحو المؤتمر الوطني العام، فمخرجات المؤتمر، كما بين الناطقون باسم اللجنة التحضيرية هي توصيات وليست قرارات، وبالتالي هي غير ملزمة بطبيعتها، وهو بهذا المعنى مؤتمر تشاوري الطابع، وليس المؤتمر الوطني العام الذي ينبغي أن يتم الإعداد له جيداً وأن يأخذ وقته في النقاشات والحوارات بين السوريين، كي يتحول إلى منصة وأداة فعلية من أدوات الشعب السوري في تقرير مصيره بنفسه».
واعتبر أن «الحوار ضمن ورشات عمل تختص كل منها بأحد الملفات الأساسية هو أمر مفيد وربما سمح بتكثيف العمل، ولكن الوقت المتاح للعمل كان قصيراً جداً مقارنة بعدد الحضور وحجم القضايا المطروحة؛ حيث لم يتسن لأي عضو في المؤتمر أن يتكلم أكثر من 5 دقائق ولمرة واحدة، ما يعني أنه لم يكن هنالك حوار تفاعلي جدي يسمح بالخروج بخلاصات واضحة، وإنما شكّل المؤتمر مساحة للتعبير عن الآراء المختلفة في القضايا المطروحة، وبشكلٍ مختصر ودون تطوير آراء جامعة وتوافقية بالقدر الكافي».
وخلص مهند دليقان في تصريحاته للقدس العربي إلى القول: «إن حالة الحوار بين السوريين ينبغي أن تكون حالة مستمرة ويجب أن تكون فعلية وليست شكلية، وصولاً إلى المؤتمر الوطني العام المنشود، والذي سيبقى استحقاقاً أساسياً على جدول العمل الوطني».
معلومات إضافية
- المصدر:
- القدس العربي