بوغدانوف يصف المباحثات مع الشرع بالإيجابية والبنّاءة وروسيا تعرض التعاون بإعادة الإعمار
أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن المباحثات التي أجراها الوفد الروسي في دمشق مع رئيس الإدارة السورية أحمد الشرع كانت بناءة وإيجابية.
وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الأوسط وإفريقيا، بوغدانوف في مقابلة خاصة مع RT العربية، إن "رئيس الإدارة السورية أحمد الشرع ترأس المباحثات التي أجراها الوفد الروسي في دمشق يوم الثلاثاء" (28 كانون الثاني 2025)، مشيراً إلى أن اللقاء استغرق أكثر من ثلاث ساعات تخلله غداء عمل وشارك فيه وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الصحة ماهر الشرع، بينما ضم الوفد الروسي ممثلين عن مختلف المؤسسات الحكومية الروسية.
وأضاف بوغدانوف: "تميز الحوار بطابع بناء وعملي وجرى التأكيد على الطابع الودي لعلاقات الصداقة بين بلدينا منذ حصول سورية على الاستقلال بعد الحرب العالمية الثانية، وأكدنا على التعامل المبدئي الثابت في العلاقات بين بلدينا والتي تتميز بطابع استراتيجي وتهدف للحفاظ على وحدة واستقلال الجمهورية العربية السورية".
وتابع بوغدانوف: "أكدنا أن الأحداث التي عاشتها سورية في السنوات الأخيرة والتغير الذي حصل في قيادة البلاد لن تبدل طبيعة العلاقات بين بلدينا وأن روسيا جاهزة دوماً للمساعدة وتقديم العون في استقرار الأوضاع والوصول إلى حلول مناسبة لمختلف المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدين على أن ذلك يتحقق عبر الحوار البناء والمباشر بين مختلف القوى السياسية والفئات الاجتماعية في سورية، وعبرنا عن القناعة بأن العمل في هذا الاتجاه ينبغي أن يستند إلى الوفاق الاجتماعي الذي يعتبر الضمانة الأكيدة لتحقيق وحدة وسيادة واستقلال سورية".
وأشار مبعوث الرئيس الروسي في حديثه لموفد RT العربية إلى دمشق سلام مسافر: "لقد استمع الجانب السوري بتفهم واهتمام إلى وجهة نظرنا فقد أكدنا على أن العلاقات الدبلوماسية بين روسيا الاتحادية وسورية تمتد لسنوات طويلة ولم تقطع حتى في تلك المرحلة حين غيّرت روسيا علم الاتحاد السوفييتي في العام 1991 إلى علم روسيا الاتحادية، وقد شاركتُ شخصياً في رفع العلم الروسي على مبنى سفارتنا في دمشق. ومع ذلك فإن تبديل العلم لم يؤثر على علاقات الشراكة بين بلدينا، ونفترض أن العلم المعتمد حالياً في سورية لن يؤثر على الصداقة والتعاون وفق أسس المنافع المتبادلة بين روسيا وسورية".
وأشار بوغدانوف إلى أن المباحثات تطرقت أيضاً إلى العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، لأنه بفضل المعونة السوفييتية ودور روسيا الاتحادية جرى تشييد بنى تحتية مهمة في سورية بينها محطة الطاقة الكهربائية ومحطة الطاقة الكهرومائية (تشرين) وعدد من السدود وغيرها من مشاريع البنى التحتية، كما ساهمت موسكو في بناء مؤسسات الطاقة النفطية والري والأسمدة والزراعة والتغذية والسكك الحديد، مضيفاً "يتعين مواصلة العمل على هذه المشاريع مع السلطات الجديدة في سورية".
ونوه مبعوث الرئيس الروسي بأن موسكو تتفهم صعوبة الوضع في البلاد والسلطات السورية نفسها تقول إنها مؤقتة، وفي مارس (آذار) القادم وبعد شهر رمضان يعتزمون تشكيل حكومة انتقالية، وهذا يتساوق مع خطط أحمد الشرع في العمل على سن دستور جديد خلال ثلاثة أعوام وإجراء انتخابات في غضون أربعة أعوام، وقد تبدو العملية ليست بالسرعة المرجوة لكن المهم أن النهج السياسي يجب أن يخدم استقرار الأوضاع السياسية واستتباب الأمن.
وأشار بوغدانوف إلى أن الوفد الروسي عبّر عن الامتنان لعدم تعرض مواطني روسيا وممثلياتها في الجمهورية العربية السورية للأذى بسبب الأحداث الأخيرة وتحديداً في الشهرين الأخيرين.
وقال: "تمنينا على الجانب السوري الحفاظ على الممتلكات الروسية وأن روسيا ترجو للشعب السوري الخير و النمو والازدهار".
وأشار إلى أن "اللقاء تميز بالإيجابية ونحن نتفهم صعوبة الوضع في البلد وحسب فهمنا فإنه إلى الآن لم يطرأ تغيير على وضع المنشآت الروسية في طرطوس وحميميم وقد جرى الاتفاق على مواصلة الحوار المعمق بشأن مختلف جوانب التعاون بين بلدينا"، مؤكداً أنه "أبلغنا الجانب السوري استعدادنا الدائم لاستقبال وفود من سورية وقتما يطلبون".
وحول إلغاء العقد بين الشركة الروسية والجانب السوري باستخدام مرفأ طرطوس قال بوغدانوف: "هذه قضية فنية تجارية تتعلق بعمل شركتنا في المرفأ، وفي كل الأحوال فإن طرطوس بحاجة إلى تحديث، ويمكن التفاهم لتسوية كل المشكلات، خاصة وأن وفدنا ضم ممثلين عن الشركة الروسية المستثمرة في طرطوس، وقد أوضحوا للجانب السوري متمثلاً بأحمد الشرع استعداد الشركة لمواصلة العمل وبينوا الصعوبات التي واجهت عملهم سابقاً".
ووصل صباح الثلاثاء، إلى العاصمة السورية دمشق وفد رفيع من وزارة الخارجية الروسية برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف.
وأجرى الوفد الذي يضم المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرينتييف مباحثات مع رئيس الإدارة السورية أحمد الشرع والتقى أيضا وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.
من جهتها نشرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) الخبر الآتي بخصوص زيارة الوفد الروسي:
"زار وفد من روسيا الاتحادية برئاسة ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للشرق الأوسط دمشق والتقى الإدارة السورية الجديدة".
"وتركزت المناقشات خلال الاجتماع على قضايا رئيسية، بما في ذلك احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها".
"وأكد الجانب الروسي دعمه للتغييرات الإيجابية الجارية حاليا في سوريا، وسلط الحوار الضوء على دور روسيا في إعادة بناء الثقة مع الشعب السوري من خلال تدابير ملموسة مثل التعويضات وإعادة الإعمار والتعافي".
"وشارك الجانبان في مناقشات حول آليات العدالة الانتقالية التي تهدف إلى ضمان المساءلة وتحقيق العدالة لضحايا الحرب الوحشية التي شنها نظام الأسد.
وأكدت الإدارة السورية الجديدة التزامها بالتعامل مع جميع أصحاب المصلحة بطريقة مبدئية لبناء مستقبل لسوريا متجذر في العدالة والكرامة والسيادة.
وشددت الإدارة الجديدة كذلك على أن استعادة العلاقات يجب أن تعالج أخطاء الماضي وتحترم إرادة الشعب السوري وتخدم مصالحه".
معلومات إضافية
- المصدر:
- روسيا اليوم + سانا