بوتين يتوعّد بالعقاب الشديد ضد تمرّد بريغوجين و«مغامرته الإجرامية» وكل سلوك يهدد وحدة روسيا
دعا قائد قوات «العملية العسكرية الخاصة» الروسية في أوكرانيا، الجنرال سيرغي سوروفكين، الجمعة، قيادة وقياديي ومقاتلي شركة «فاغنر» العسكرية الخاصة إلى إطاعة إرادة وأوامر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والتوقف عن التمرّد.
يأتي ذلك بعد توارد معلومات وصور عن اجتياح عناصر من فاغنر وقائدهم يفغيني بريغوجين بالاستيلاء على مدينة روستوف على الدون (القريبة جداً من دونيتسك ولوغانسك)، حيث كانت قوات فاغنر على الخطوط الخلفية وليس على الجبهة.
وألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطاباً نحو الساعة العاشرة صباح اليوم السبت بتوقيت موسكو، شدد فيه على أنه سيتلقى المسؤولون عن التمرّد عقاباً شديداً، وأنه يجب على المقاتلين الحفاظ على الوحدة، واصفاً تمرّد بريغوجين بأنه «مغامرة إجرامية» وأنّ كل التصرفات التي تقسّم وحدة روسيا هي تمرّد على الجنود الذين يحاربون على الجبهات، وأنها «طعنة في الظهر»، مشبهاً التمرد الحالي بما حدث في الحرب العالمية الثانية من خيانات أمام العدو النازي. وتحدث بوتين إلى مقاتلي فاغنر بأنه يتم الزج بهم في هذه المؤامرة لتحقيق مآرب شخصية، وأن من يقف على طريق الخيانة سيتم عقابه بشكل لا مفر منه. وأنه تم الإيعاز للأجهزة الأمنية باتخاذ الإجراءات اللازمة، وأنه سيتم اتخاذ إجراءات في موسكو وفي روستوف على الدون حيث تمت محاصرة مقار حكومية.
وفي تسجيل فيديو نشره المراسل العسكري أندري رودينكو على «تيليغرام»، قال سوروفكين: «أناشد قيادة وقياديي ومقاتلي شركة «فاغنر» العسكرية الخاصة. لقد عبرنا طريقاً صعباً ومعقداً معاً. قاتلنا معاً، وخاطرنا، وعانينا من الخسائر، وانتصرنا. نحن من الدم نفسه، نحن محاربون».
وأضاف: «أنا أحثّكم على التوقف، فالعدوّ ينتظر فقط تفاقم الوضع السياسي الداخلي في بلدنا. لا يمكنكم أن تخدموا مصالح العدو في هذا الوقت الصعب على البلاد».
وتابع: «قبل فوات الأوان، من الضروري، ولا بد من القيام بذلك - إطاعة إرادة وأمر رئيس روسيا الاتحادية المنتخب من كل أطياف الشعب. أوقفوا القوافل، وأعيدوها إلى نقاط انتشارها الدائمة ومناطق تركيزها»، داعياً إلى حلّ جميع المشكلات «سلمياً فقط، تحت قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة لروسيا الاتحادية».
وأمس الجمعة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المعلومات المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي حول ضربة مزعومة من وزارة الدفاع الروسية للمعسكرات الخلفية لشركة «فاغنر» لا تتوافق مع الواقع وهي مجرّد تحريض إعلامي.
وجاء في بيان وزارة الدفاع الروسية: «جميع المنشورات ومقاطع الفيديو الموزّعة على شبكات التواصل الاجتماعية والمنسوبة ليفغيني بريغوجين حول «الضربة» المزعومة من قبل وزارة الدفاع الروسية على المعسكرات الخلفية لشركة «فاغنر» لا تتوافق مع الواقع وهي استفزاز إعلامي».
وقالت الوزارة، في بيان اليوم السبت «نناشد مقاتلي فرق «فاغنر» الهجومية. لقد تم خداعكم وجرّكم إلى مغامرة بريغوجين الإجرامية والمشاركة في تمرّد مسلح. لقد أدرك العديد من رفاقكم من عدة فرق خطأهم، وطلبوا المساعدة في ضمان إمكانية العودة بأمان إلى أماكن انتشارهم الدائم. من جانبنا قدمنا المساعدة لجميع المقاتلين والقادة الذين تقدموا بطلبات».
وأضافت الوزارة «نطلب منكم التحلي بالحكمة والاتصال بممثلي وزارة الدفاع الروسية أو وكالات إنفاذ القانون في أسرع وقت ممكن. ونضمن سلامة الجميع».
يأتي هذا في وقت تتعامل فيه الأجهزة الأمنية مع دعوة للعصيان المسلّح أطلقها مؤسس شركة «فاغنر» العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين الذي نفى الجيش الروسي قوله إنّ قواته تعرّضت لقصف من الجيش الروسي.
وقامت إدارة التحقيقات في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بفتح قضية جنائية ضد بريغوجين بموجب المادة 279 من القانون الجنائي بسبب تنظيم «تمرد مسلح».
وتقدم وزارة الدفاع وجهاز الأمن الفيدرالي ووزارة الداخلية وحرس روسيا تقارير للرئيس بوتين على مدار الساعة حول الإجراءات المتخذة بعد تعليمات رئيس الدولة المتعلقة بمحاولة التمرد المسلح.
وكان صرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، لوكالة «سبوتنيك» بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيلقي خطابا في أقرب وقت. وقال بيسكوف «نعم، سيكون هناك خطاب من الرئيس في المستقبل القريب».
وأمس الجمعة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المعلومات المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي حول ضربة مزعومة من وزارة الدفاع الروسية للمعسكرات الخلفية لشركة «فاغنر» لا تتوافق مع الواقع وهي مجرد تحريض إعلامي.
معلومات إضافية
- المصدر:
- سبوتنيك + روسيا اليوم