المقاومة تنشر فيديو لأسير "إسرائيلي" لديها تزامناً مع تعيين هليفي خلفاً لكوخافي
عرضت كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، مساء الإثنين 16 يناير 2023، رسالة مصورة للجندي "الإسرائيلي" الأسير لديها أفراهام منغستو.
وقال منغستو في الرسالة المصورة :" إلى متى سأظل في الأسر أنا ورفاقي بعد هذه السنوات الطويلة من المعاناة والألم، أين دولة وشعب إسرائيل من مصيرنا".
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يظهر فيها منغستو في رسالة مصورة منذ أن تم أسره عام 2014، حيث سبق وأن تم نشر تسجيل صوتي يتحدث فيه عن مطالبته لحكومة الاحتلال بتحريره.
وتحتفظ كتائب القسام بأربعة جنود أسرى لديها هم: أفراهم منسغتو وهشام السيد وشاؤول أرون وهدار غولدين، وجميعهم أسرى لديها منذ عام 2014.
وسبق وأن نشر القسام مقطع فيديو للأسير السيد يظهر تدهور حالته الصحية قبل بضعة أشهر، حيث عرضت خلالها إتمام صفقة إنسانية تؤدي إلى إنجاز صفقة تبادل شاملة تشمل الجنديين هدار غولدين وشاؤول أرون، ولكن الاحتلال لم يتجاوب مع الصفقة.
وقبل أيام تحدث عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار عن اتصالات تجري مع الوسطاء، حيث حقق بعضها نتائج ولم يحقق البعض الآخر نتائج، مشدداً على أن جميع الاتصالات التي تتم لم تصل للنتيجة المرجوة بالنسبة لحماس.
ولم يمر مقطع الفيديو الذي نشرته كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس للجندي "الإسرائيلي" أبراهام منغيستو مرور الكرام بالنسبة للاحتلال ووسائل إعلامه وحتى عائلة الجندي.
وقالت العائلة في أول تعقيب على الفيديو رصدته: "إن صح الفيديو الذي نعيد مشاهدته عدة مرات للتأكد منه، فإن هذا دليل جديد أنه على قيد الحياة، الدولة بحاجة للتحرك لإعادته للمنزل، يبدو أنه بصحة جيدة ويتلقى العلاج ولا يوجد سبب لبقائه هناك أكثر، من الرائع رؤيته، هذه هي المرة الأولى التي نراه فيها".
في السياق، تحدث يئلا منغسيتو شقيق الجندي "الإسرائيلي" في حديث للقناة 13 التابعة للاحتلال: "بمجرد أن أرسلوا لي الفيديو، شعرت بالخوف، أصبت بقشعريرة، أعلم أنه لا يجوز للمسلمين إيذاء المرضى، فإن كانوا يؤمنون بالله فلن يؤذوه، هذا ليس شخصا أتى ليؤذيهم، هو مريض عقلي، إذا كانوا يؤمنوا بالله فلن يؤذوه"، بحسب تصريحه.
وسعى الاحتلال للمراوغة في أكثر مرة فيما يخص الجنود الأسرى إلى جانب رفض التعامل أو فتح هذا الملف إلى جانب نشر معلومات مضللة ادعى فيها أن هدار غولدين وشاؤول أرون عبارة عن جثث وأن الأسيرين الأخيرين أبراهام منغيستو وهشام السيد يعانون من مرض نفسي.
من جانبه، أدلى عضو الكنيست السابق أورن حزان بتصريح متطرّف قال فيه "أعلم أن شاؤول وغولدين محتجزان مع منغيستو في غزة، وطالما أن ظروف الأسرى الفلسطينيين ستستمر في كونها فندق 7 نجوم مع زيارات منتظمة من غزة" على حد زعمه "فهذا الواقع لن يتغير - طريقة إعادة أسرانا، لا تنحصر فقط في عملية تبادل، بل يمكن إعادتهم بالإضرار بظروف الأسرى الفلسطينيين"، بحسب اعتقاده.
من جانبها، اعتبرت صحيفة هآرتس أن الفيديو الذي نشرته حماس هو أول عملية توثيق له منذ أسرته حماس في سبتمبر 2014.
أما المحلل العسكري لموقع والا الصهيوني أمير بخبوط فقال: "مكتب رئيس الحكومة ردًا على الفيديو الذي نشرته كتائب القسام للأسير الإسرائيلي أفرا منغيستو: "تستثمر إسرائيل كل مواردها وجهودها لإعادة أبنائها الأسرى والمفقودين إلى إسرائيل".
بدوره، ذكر المتحدث الرسمي باسم بلدية عسقلان المحتلة: " في أعقاب الفيديو الذي نُشر قبل فترة وجيزة والذي نرى فيه شخصاً يظهر على أنه أبراهام منغيستو من سكان مدينة عسقلان والمحتجز من قبل حماس منذ ثماني سنوات ، وجه رئيس بلدية عسقلان تومر جلام على إدارة الرعاية الاجتماعية أن تكون على اتصال دائم مع الأم أغرانيش، وأن تراقب وضعها عن كثب".
في السياق ذاته، قال المحلل العسكري والأمني "روعي شارون" إن نتنياهو سيكون عليه خلال الفترة المقبلة تعيين مسؤول جديد لقضية الجنود الأسرى بدلًا من "يرون بلوم" .
وأضاف شارون: "هوية المسؤول الجديد ستكون مؤشرا على مدى جدية نتنياهو فيما يتعلق بإنجاز صفقة أسرى"، مؤكداً على أن التسجيل الصوتي السابق لأفرها منغستو لم ينجح في عقد صفقة أسرى ولكن ربما هذا المقطع المرئي لافرها منغيستو يؤدي إلى إنجاز شيء ما.
وتابع قائلاً: "عائلة منغستو هي من تستطيع تحديد هوية ابنها أفرها، وبالفعل هي تعتقد أن من ظهر في الفيديو هو ابنها".
وجاء فيديو الأسير "الإسرائيلي" أبراهام منغيستو مفاجئًا للمنظومة الأمنية والعسكرية والسياسية "الإسرائيلية" من ناحية التوقيت الذي تزامن مع تنصيب رئيس أركان جديد لجيش الاحتلال هو اللواء هرتسي هليفي خلفًا لأفيف كوخافي.
والمقطع مقتضب لم يتحدث فيه منغيستو لأكثر من 9 ثوانٍ جاء متزامنًا مع حديث رئيس أركان الاحتلال السابق كوخافي عن الفشل في إبرام صفقة تبادل كنتيجة لحالة عدم الاستقرار السياسي، وأن الفرصة ستكون قائمة حاليًا مع وجود حالة من الاستقرار في ظل الحكومة الائتلافية.
ومنذ الإعلان الرسمي عن الجنود الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، تعاملت الحكومات "الإسرائيلية" المتعاقبة مع ملف الجنود الأسرى بتكتيك يقوم على المراوغة والكذب.
وفي 1 نيسان/ أبريل 2016 خرج المتحدث العسكري باسم القسام أبو عبيدة وقال حينها: "لا يوجد أية اتصالات أو مفاوضات بشأن الجنود الأربعة ولن يحصل العدو على معلومات عن مصيرهم سوى بدفع أثمان قبل وبعد المفاوضات".
ومر 4 رؤساء أركان للاحتلال دون أن يتم التوصل لصفقة تبادل إلى جانب ما يزيد عن 4 أو 5 حكومات "إسرائيلية" جديدة كان نتنياهو الأبرز فيها دون أن يتم التوصل لتبادل أسرى.
وجاءت استقالة يارون بلوم منسق شؤون الأسرى والمفقودين "الإسرائيليين" من منصبه في أكتوبر/تشرين أول الماضي عقب إخفاقه في تحقيق مهامه، لتعكس عدم الرغبة "الإسرائيلية" في إبرام صفقة تبادل ومحاولة الاستمرار في المراوغة ورفض كافة العروض المقدمة من المقاومة الفلسطينية في القطاع.
وفي حينها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن "بلوم ينهي مهام منصبه بعد خمس سنوات شارك خلالها في مفاوضات مع حماس حول عودة الجنود الأسرى في قطاع غزة، بعد عمل علني وسري، دون أن يحقق النتيجة المرجوة، ووفقًا للتقديرات فقد استقال بلوم بسبب تعثر المحادثات مع حماس، رغم بعض التقارب قبل عدة أشهر، لكن (إسرائيل) رفضت قبول شروط الحركة".
وخلال العامين الماضيين رفض الاحتلال عدة عروض قدمتها حركة حماس لإبرام صفقة تبادل كان أبرزها تسليم الجنديين السيد منغيستو في مقابل إبرام صفقة تبادل إنسانية تشمل الأسيرات والأطفال وكبار السن والأسرى المرضى.
ومؤخرًا، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار لـ "شبكة قدس" أن الاتصالات التي جرت لم تفضِ للنتيجة التي تريدها الحركة للوصول إلى صفقة تبادل، مردفاً: "هناك اتصالات كان لها نتيجة واتصالات بلا نتيجة، لكن المؤكد أنها لم تحقق ما نرجو إليه".
المصدر: قدس الإخبارية