بعد 40 عاماً كريم يونس أقدم أسير فلسطيني يستنشق الحرية ويدعو لمواصلة الكفاح

بعد 40 عاماً كريم يونس أقدم أسير فلسطيني يستنشق الحرية ويدعو لمواصلة الكفاح

أفرجت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" فجر اليوم الخميس 5 يناير 2022، عن عميد الأسرى كريم يونس من بلدة عارة في المثلث الشمالي وذلك بعد أن أمضى 40 عامًا في سجون الاحتلال "الإسرائيلي".

وتعمدت مصلحة سجون الاحتلال الإفراج عن يونس (66 عامًا) بطريقة تنغّص فيها بأكبر ما يمكن على فرحة خروجه من السجن. فقامت بإنزاله في منطقة رعنانا، حيث قام يونس بالاتصال بعائلته من أجل إحضاره من مدينة رعنانا، وذلك بعد أن تُرك وحيداً هناك من قبل عناصر مصلحة السجون.

وتوجهت عائلة يونس لإحضار المحرر كريم بعد أن تعمدت سلطات السجون الإفراج عنه مبكرا وإنزاله بمركبة في مدينة رعنانا، دون إبلاغ عائلته في محاولة لتخريب استقباله ومنع فرحة ذويه.

وعند وصول كريم يونس إلى مسقط رأسه، قام بزيارة منزل والدة رفيقه بالأسر ماهر يونس، ومن ثم توجه لزيارة قبري والديه (في مقبرة عارا) اللذين توفيا وهو بالأسر، صبحية يونس ووالده يونس يونس، علما أن والدته توفيت قبل 8 أشهر فقط وكانت تنتظر بفارغ الصبر تحرّره.

واحتضن كريم قبر والده الذي توفي قبل 10 سنوات والذي حرم من لقائه لأكثر من 17 عاما، وفي مشهد مؤثر احتضن المحرر يونس قبر والدته وبكى أمامه بحرقة.

وقال كريم يونس من أمام المقبرة "والدتي كانت سفيرة لكل أسرى الحرية... أمي تحملت فوق طاقتها لكنها اختارت أن تراني من السماء بعد انتظار طويل".

وأضاف يونس من أمام منزل والدته "والدتي حملتني في دموعها وقلبها ووجدانها على مدار 40 عاما".

وسرد كريم يونس من أمام المقبرة تفاصيل الإفراج عنه قائلا "تم اقتحام السجن ليلا وتم نقلي بشكل مفاجئ من السجن إلى الخارج وتم نقلي من مركبة إلى مركبة".

وتابع "هذا التصرف زاد من انفعالي لحين ما تركوني عند محطات الباصات، وطلبوا مني التوجه من خلاله إلى عارة.

وأشار المحرر يونس إلى أنه وجد بعض العمال الفلسطينيين، وتحدث معهم واتصل من هاتف أحدهم بأشقائه الذين وصلوا للمكان ونقلوه للمنزل.

وأضاف يونس "لم أشعر بأي شيء حاليا... لا يوجد بداخلي ما أشعر به... لا أستطيع أن أتحدث عما بداخلي وشعوري... اليوم استنشقت الهواء ورأيت الشمس... وقد أتعود على ذلك مع الأيام المقبلة".

وأوضح أن الأسرى يحملون الكثير من التساؤلات والرسائل، مضيفا "أنا تركت خلفي الكثير من الأسرى وقلبي معهم... هناك أسرى يحلمون الموت على أكتافهم"، مشيراً إلى أنه بسبب استشهاد الأسير ناصر أبو حميد في ظل انعدام الأمل أصبح الأسرى يدخل سهم اليأس لقلوبهم، ولكن "عزاؤنا أننا سنبقى صامدين".

وأضاف يونس"تركت آلاف الأسرى خلفي ولكنهم موحدون اليوم بشكل أكبر في وجه بن غبير وزمرته، ولن يرفعوا الراية البيضاء ولن يستسلموا لهذا المتطرف".

وتابع "لدينا استعداد لتقديم 40 سنة أخرى من أجل حرية شعبنا وهذه العزيمة والعطاء موجودة لدى كل الأسرى، وعزائنا أن الأسرى اليوم موحدون أمام همجية الاحتلال".

وبعد تحرر كريم يونس، طالب رئيس الائتلاف الحكومي عضو الكنيست من الليكود، أوفير كاتس، أحزاب الائتلاف والمعارضة التحرك المشترك لتمرير مشروع قانون بسحب الجنسية والإقامة وترحيل الفلسطينيين من الداخل الذين يقومون بهجمات، ومن بينهم كريم وماهر يونس.

وتحدث وزير الأمن القومي لدى الاحتلال إيتمار بن غبير، الليلة الماضية مع قائد شرطة الاحتلال يعقوب شبتاي، وطلب منه التحرك لمنع الاحتفالات بمناسبة الإفراج عن الأسير كريم يونس، وذلك بحسب ما أفادت القناة 12 "الإسرائيلية".

واعتقل يونس في 6 من كانون الثاني/ يناير 1983، وولد الأسير في قرية عارة، واعتقل يونس خلال فترة دراسته في الجامعة في مدينة بئر السبع.

معلومات إضافية

المصدر:
قدس الإخبارية