حوادث أوكرانيا تؤكد صحة قرار بوتين بشأن القرم
يتلقى بوتين المزيد من الاتصالات الهاتفية من أناس في شرق أوكرانيا يرجونه فيها المساعدة. ويتناول بوتين التطورات الأخيرة في أوكرانيا بالتحليل تمهيدا للقيام بأعمال مناسبة
تواصل "طغمة كييف" على حد تعبير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عمليتها الحربية ضد مناهضيها في شرق أوكرانيا الناطق باللغة الروسية، باستخدام الجيش والحرس الوطني، في محاولة لاستعادة السيطرة على مناطق تتاخم روسيا والتي فقدتها كييف في الشهر الماضي وفقا لما قاله رئيس طغمة كييف (ورتشينوف) في 30 نيسان/أبريل.
ويشارك حوالي 11 ألف مقاتل من أفراد القوات المسلحة الأوكرانية والحرس الوطني في هذه العملية التي تسميها كييف "عملية مكافحة الإرهاب" أو 15 ألف مقاتل حسب تقديرات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو. ويواجههم 2.5 ألف مقاتل حسب قائد المقاومة الشعبية بجنوب شرق أوكرانيا، إيغور ستريلكوف. ومن المتوقع أن ينضم إليهم في الأيام القليلة المقبلة 600 إلى 1000 متطوع قادمون من شبه جزيرة القرم الذي عاد إلى أحضان روسيا بعد أن استولى متطرفون يعادون روسيا والروس على السلطة في العاصمة الأوكرانية عن طريق الانقلاب في نهاية شهر شباط/فبراير.
وفي مدينة أوديسا في جنوب شرق أوكرانيا تُجري كييف "عملية مكافحة الإرهاب" بأيدي عناصر "القطاع اليميني" الذين يسيطرون على العاصمة الأوكرانية في حقيقة الأمر. وهاجم هؤلاء أنصار فدرلة أوكرانيا بمدينة أوديسا في الثاني من أيار/مايو. وأدى الهجوم إلى اندلاع حريق أودى بحياة حوالي 50 شخصا.
وعن رد فعل موسكو المحتمل على "عملية مكافحة الإرهاب" في جنوب شرق أوكرانيا قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس بوتين، إن القيادة الروسية تبحث شتى الخيارات.
وأكدت حوادث أوكرانيا أن روسيا خطت الخطوة الصائبة حينما لبّت رغبة أهالي شبه جزيرة القرم في الانضمام إلى روسيا. وقال بيسكوف إنه لو لم يتخذ بوتين الموقف الصائب من استفتاء القرم بشأن الانضمام إلى روسيا لكان القرم قد شهد حوادث دموية تماثل ما يشهده جنوب شرق أوكرانيا الآن.
وقال مصدر قريب الصلة من الكرملين أعلى سلطة في روسيا، في تصريح صحفي إن خيار دخول قوات روسية إلى جنوب شرق أوكرانيا، أي خيار "التدخل العسكري المباشر" ليس مطروحا للنقاش لأن المتطرفين في كييف وغرب أوكرانيا يتمنون أن تُدخل موسكو قوات إلى أوكرانيا لكي يبدأوا حرب العصابات ويغرقوا أوكرانيا في بحر من الدم.
وقال ليونيد سلوتسكي، رئيس لجنة الدول المستقلة الجديدة في مجلس النواب الروسي، إن "روسيا ستقوم في الأيام القليلة المقبلة باتخاذ إجراءات مناسبة من دون أن تخرج على القانون الدولي"، مضيفا "أننا لا ننوي إجراء عملية عسكرية كاملة هناك".
ومن جانبه قال غريغوري كاراسين، نائب وزير الخارجية الروسي، إن الأيام القليلة المقبلة ستشهد "جهودا جديدة لإجلاس سلطة كييف وممثلي جنوب الشرق على طاولة المحادثات لحل المشاكل التي تجلب المعاناة والموت لمختلف المناطق الأوكرانية".