طائرة صينية بلا طيّار بمثابة «قمر صناعي» وتعمل بالطاقة الشمسية
تم تجهيز المركبة الطائرة التي تعمل بالطاقة الشمسية لمجموعة متنوعة من عمليات المراقبة طويلة المدى، وفقًا لكبير المصممين الصينيين.
قالت شركة صناعة الطائرات المملوكة للدولة في الصين، إن الصين اختبرت بنجاح يوم السبت أول طائرة كبيرة دون طيار تعمل بالطاقة الشمسية بشكل حصري، ومصممة للطيران في الفضاء القريب. ويمكن للطائرة أن تفي ببعض الوظائف التي تؤديها الأقمار الصناعية حاليًا.
وفقًا لمؤسسة صناعة الطيران الصينية (AVIC)، أقلعت المركبة، المسماة «كيمينغ-شينغ خمسون» Qimingxing 50، أو «نجم الصبح خمسون» Morning Star 50 في مدينة يولين، شمال غرب الصين، وهبطت بأمان بعد رحلة استغرقت 26 دقيقة.
وقالت الشركة إنه بعد رحلتها الأولى، كانت جميع مكونات نظام الطائرات دون طيار في حالة جيدة. كما أشارت إلى أن الطائرة دون طيار تتميز بنسبة عرض إلى ارتفاع فائقة وأول تكوين لجسم الطائرة المزدوج بالنسبة لحجمها، وهي مدفوعة فقط بالطاقة الشمسية.
وبحسب البيان، فإن الطائرة مدفوعة بستة محركات كهربائية وهي مصممة لإجراء عمليات طويلة المدى في الفضاء القريب.
ووصفها تشو شنغ لي، كبير مصممي الطائرة دون طيار، بأنها «شبه قمر صناعي»، مضيفًا أن الطائرة يمكن أن تشرع في مجموعة واسعة من العمليات، بما في ذلك الاستطلاع على ارتفاعات عالية، ومراقبة حرائق الغابات، والتفتيش البيئي للغلاف الجوي، ورسم الخرائط الجوية، وترحيل إشارات الاتصالات.
وقال إن الطائرة دون طيار التي تعمل بالطاقة الشمسية ستحسن القدرة التشغيلية للصين في الفضاء القريب وفوق المحيطات. وفقًا لعدد من الخبراء، على ارتفاع عشرين ألف متر أو أعلى، حيث لا توجد غيوم، يمكن للطائرة دون طيار استخدام ألواحها الشمسية بأقصى طاقتها، والتي قد تمكنها من البقاء في الجو طالما أن معدّاتها الشمسية تعمل.
وفقًا لخبير فضاء صيني لم يذكر اسمه، قابلته صحيفة غلوبال تايمز الصينية، فإن خدمات الأقمار الصناعية ليست متاحة دائمًا بسبب العدد المحدود من الأقمار الصناعية والممرات العلوية التي تتبع جدولًا ثابتًا نسبيًا، ولذلك فإنّ الطائرات دون طيار في الفضاء القريب يمكن أن تعوض تلك العيوب في المهمات الحساسة للوقت. وأشار إلى أنّ خدمات الأقمار الصناعية معرضة للتخريب في زمن الحرب، لذلك يمكن للطائرات دون طيار في الفضاء القريب أن تحلّ محلّ الأقمار الصناعية في مثل هذا السيناريو.
وهذه الطائرة الصينية ليست أول طائرة بدون طيار فضائية صينية، حيث قامت شركتان صينيتان للفضاء بالفعل ببناء نماذج طائرات دون طيار تعمل بالطاقة الشمسية قادرة على الطيران على ارتفاعات مماثلة.
هذا وتمتلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أيضًا مثل هذه القدرات. حيث تستطيع طائرة إيرباص التي تعمل بالطاقة الشمسية والكهرباء في المملكة المتحدة أن تطير على ارتفاع 21 كم، وفي أواخر أغسطس/آب، بقيت طائرة إيرباص زفير إس عالية الارتفاع في الجو لمدة 64 يومًا، أي قبل عدة ساعات فقط من تحطيم الرقم القياسي العالمي، قبل تحطمها.
الرقم القياسي العالمي لأعلى ارتفاع وصلت إليه طائرة دون طيار تعمل بالطاقة الشمسية، هو 29524 مترًا، وتم تحقيقه بواسطة Helios Prototype الأمريكية، التي طورتها شركة التكنولوجيا AeroVironmentInc في كاليفورنيا، في أغسطس/آب 2001.