الشرطة البريطانية تستعد لزيادة الجرائم ولقمع الاحتجاجات هذا الشتاء
حذّرت قيادات في جهاز الشرطة بالمملكة المتحدة من أن ارتفاع تكاليف المعيشة قد يؤدي إلى زيادة عمليات السطو والابتزاز.
في حين يرى مراقبون ونقابات أن جزءاً مهماً من استعداد الشرطة يتعلق أيضاً بمخاوف السلطات الحاكمة من تصاعد الإضرابات العمّالية والغضب وتحركات احتجاجية قادمة في الشوارع بسبب التدهور المتسارع بالمعيشة وسط أزمة اقتصادية خانقة.
هذا وتخشى الشرطة البريطانية من ارتفاع حاد في فئات معينة من الجرائم وخطر الاضطرابات المدنية هذا الشتاء وسط غلاء المعيشة وأزمة الطاقة، حسبما ذكرت صحيفة صنداي تايمز نقلاً عن ورقة استراتيجية وطنية «مسرّبة».
الوثيقة التي جمعها رؤساء الشرطة تحذّر من أنّ «الاضطراب الاقتصادي وعدم الاستقرار المالي» قد يؤدي إلى زيادة الجرائم مثل سرقة المتاجر والسطو وسرقة المركبات والاحتيال عبر الإنترنت والابتزاز.
ومن المرجح أن ينضم المزيد من الأطفال إلى عصابات المخدّرات وقد تتعرض المزيد من النساء للاستغلال الجنسي.
وبحسب ما ورد يجري التخطيط للطوارئ للتعامل مع التداعيات المحتملة لأزمة تكلفة المعيشة.
ونقلت الصحيفة البريطانية أنّ «الضغط الاقتصادي المؤلم والمطول» يمكن أن يؤدي إلى خطر حدوث «اضطرابات مدنية أكبر»، على غرار ما وقع في لندن عام 2011.
وقد تتأثر الشرطة نفسها أيضًا. وقالت الصحيفة إنّ «الضعف المالي الأكبر قد يعرّض بعض الموظفين لخطر أكبر للفساد، خاصة بين أولئك الذين يقعون في ديون كبيرة أو صعوبات مالية».
وتم الكشف عن التوقعات القاتمة في اليوم السابق لمعرفة المملكة المتحدة اسم رئيس وزرائها الجديد. حيث تعهد المرشحان، وزيرة الخارجية ليز تروس والمستشار السابق ريشي سوناك، باتخاذ إجراءات حاسمة لمعالجة ارتفاع تكاليف الطاقة.
في حين وعد سوناك بتقديم دعم مستهدف للفئات الأكثر فقراً في المجتمع، لم تكشف المرشحة الأولى تروس عن تفاصيل استراتيجيتها.
كان الموظفون المدنيون مشغولين بالتخطيط للطوارئ.
وفقًا لصحيفة فاينانشيال تايمز، يقوم مسؤولو الحكومة البريطانية في «وايت هول» الآن بتجميع مخزونات من ورق الكربون لإعادة إنتاج الوثائق (نسخها بطريقة النسخة الكربونية القديمة) في أسوأ سيناريو لحالات انقطاع التيار الكهربائي في فصل الشتاء.
وذكرت صحيفة ديلي ميل أنّ هذا الشتاء يمكن أن يُطلب من الناس عدم الطهي إلا بعد الساعة 8 مساءً وعدم استخدام الغسالات أو غسالات الصحون بين 2 بعد الظهر و8 مساءً كجزء من تقنين الطاقة. كما وقد يتم طلب إغلاق الحانات في الساعة 9 مساءً ويمكن أن تتحول المدارس إلى دوام ثلاثة أيام في الأسبوع.
تفاقمت أزمة الطاقة في أوروبا بسبب العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا وانخفاض إمدادات الغاز الطبيعي الروسي. في حين أن المملكة المتحدة لا تعتمد بشكل مباشر على روسيا للحصول على الوقود، إلا أنها لا تزال تعاني.
ومن المتوقع أن ترتفع فاتورة الوقود المنزلي السنوية النموذجية إلى حوالي 3500 جنيه إسترليني اعتبارًا من أكتوبر، أي أعلى بثلاث مرات من العام الماضي. ووفقًا لتقرير بنك إنكلترا الأخير، سوف يرتفع معدل التضخم إلى 13% في أكتوبر، واعتبارًا من الرُّبع الأخير من هذا العام، من المتوقع أن تدخل المملكة المتحدة في الركود الاقتصادي.
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات