تقنين للكهرباء في فرنسا - ماكرون: أطفئوا الأنوار لتوفير الطاقة

تقنين للكهرباء في فرنسا - ماكرون: أطفئوا الأنوار لتوفير الطاقة

حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الناس في فرنسا من الاستعداد «لإطفاء الأنوار العامة ليلاً» والاستعداد لـ«ترشيد» الطاقة على مستوى البلاد.

تأتي تحذيرات ماكرون وإعلانه عن هذه التوجهات التقشفية القاسية كتحذير قاتم ومزعج لملايين الفرنسيين العاديين، في مقابلة تلفزيونية أجراها ماكرون بمناسبة «العيد الوطني لفرنسا»، أو ما يعرف بيوم الباستيل أمس الخميس 14 يوليو/تموز.

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشركات والوكالات الحكومية والأُسر إلى بذل المزيد من الجهد لتوفير الطاقة في الوقت الذي تستعد فيه فرنسا لقطع روسي لواردات الغاز واستمرار الحرب في أوكرانيا.

وقال ماكرون في مقابلة تلفزيونية بمناسبة عيد الباستيل: «بدأت روسيا بالفعل في قطع إمدادات الغاز». واعتبر الرئيس الذي تشارك بلاده في حرب العقوبات ضد روسيا بأنّ «روسيا ترسل رسالة مفادها أنها ستستخدم الطاقة كسلاح في الحرب» على حد تعبيره.

«يجب أن نستعد لسيناريو حيث يتعين علينا أن نتدبّر أمورنا بالكامل من دون الغاز الروسي... نحن بحاجة إلى تعبئة عامة».

هذه هي المرة الأولى التي يقول فيها الرئيس الفرنسي إن بلاده تواجه سيناريو السبعينيات من نقص الكهرباء والبنزين. وكان الوزراء قد جادلوا في السابق بأن القوة التقليدية لفرنسا في مجال الطاقة النووية تعني أنها كانت أقل اعتمادًا على واردات الغاز الروسي من جيرانها، لكنهم أصدروا يوم الجمعة هدفًا جديدًا لخفض استخدام الطاقة في الاقتصاد بنسبة 10% على مدار العامين المقبلين.

وقبل فرنسا كانت ألمانيا قد بدأت بالفعل جهودًا واسعة النطاق لتوفير الطاقة من خلال القيام بكل شيء بدءًا من تعتيم أضواء الشوارع وحتى إطفاء التدفئة في حمامات السباحة.

وقال ماكرون إنه بالإضافة إلى توفير الطاقة، تحتاج أوروبا إلى تنويع إمدادات الغاز وتكوين مخزونات لفصل الشتاء.

وقال الرئيس الفرنسي إنه يعتقد أن الحرب في أوكرانيا ستستمر وأن على الدول الغربية أن تواصل دعم حكومة فولوديمير زيلينسكي والجيش الأوكراني. وقال «سيكون الصيف والخريف هذا صعبًا للغاية».

تأتي تصريحات ماكرون في الوقت الذي يحاول فيه رسم سياسة في ظل فترة صعبة خسر فيها تحالفه أغلبيته في البرلمان في الانتخابات التشريعية في يونيو/حزيران. تسعى المعارضة اليسارية واليمينية الآن لإحباط أجندته للولاية الثانية، في حين انخفضت نسبة تأييده إلى 37 في المائة في استطلاع أجرته إيفوب مؤخرًا، وهو أدنى مستوى منذ مارس 2020.

في مواجهة أزمة الطاقة، بدأت الحكومة الفرنسية في إعداد خطة «كفاءة الطاقة» التي ستتضمن أهدافًا للصناعة والوكالات الحكومية، ونداءً للناس لبذل «جهد تضامن» من خلال إطفاء الأنوار وتقليل قيادة السيارات.

وتعمل خطط الطوارئ أيضًا على الصناعة لوضع قائمة بالمواقع أو المصانع التي يمكن إيقاف تشغيلها عندما تكون إمدادات الطاقة ضيقة، وأيها لا يمكن إيقافه مؤقتًا.

في مؤتمر أعمال عُقد مؤخرًا في إيكس إن بروفانس، أعرب بعض الرؤساء التنفيذيين عن مخاوفهم بشكل خاص من أن الحكومة لا تسير بالسرعة الكافية. قال أحد مديري الطاقة: «يجب أن يبدأ توفير الطاقة الآن، ليس في الخريف أو الشتاء». «يجب أن نكون على ما يرام [من حيث المخزونات] لفصل الشتاء، ولكن إذا كان الجو أكثر برودة من المتوقع، أو ظهرت مشكلات أخرى، فلن يكون لدينا مساحة كبيرة للمناورة».

بشكل منفصل، كرر ماكرون أنه لا يزال يخطط للمضي قدمًا في مشروع قانون لإصلاح نظام التقاعد من خلال رفع سن التقاعد، والذي قال إنه «يجب تنفيذه بحلول صيف 2023». وقال أيضًا إن هناك حاجة إلى مزيد من التغييرات في نظام البطالة «لإغراء الناس بالعودة إلى العمل» وحل النقص المستمر في العمالة.

 

معلومات إضافية

المصدر:
وكالات