«القصة لم تنتَه»: «تنّينٌ» فلسطيني ينال الماجستير ويطلب حذف «نقطة النهاية»
نال الأسير زكريا زبيدي من مخيم جنين، أحد أسرى نفق الحرية، اليوم السبت، درجة الماجستير من جامعة بيرزيت عن رسالته «الصياد والتنين: المطاردة في التجربة الفلسطينية من 1968–2018».
وحصل الأسير زبيدي، على تقدير امتياز عال في النظرية وامتياز عال في الممارسة بحسب المشرفين على الرسالة.
وتناولت رسالة زبيدي ما يقارب 50 عاماً من ملاحقة الاحتلال «الإسرائيلي» للمطاردين الفلسطينيين، وتقمص زكريا شخصية «التنين» المستمدة من أسطورة قديمة تكون فيها الغلبة للتنين على الصياد بعد مطاردة طويلة وصعبة، وتجسد حاله وتسقط تجربته الشخصية واقعاً.
وكانت ابنة زبيدي، سميرة، قد تسلمت يوم أمس الجمعة، شهادة والدها نيابة عنه بسبب اعتقاله واحتجازه في زنازين الاحتلال «الإسرائيلي»، منذ تنفيذه عملية نفق الحرية برفقة خمسة أسرى آخرين.
وكان زبيدي قد التحق ببرنامج ماجستير الدراسات العربية المعاصرة في جامعة بيرزيت، وقبل مناقشة رسالة تخرجه اعتقلته قوات خاصة «إسرائيلية» من مدينة رام الله يوم 27 فبراير/شباط 2019.
واليوم السبت، ناقش عدد من أساتذة جامعة بيرزيت، رسالة زبيدي للحصول على درجة الماجستير، التي ناقش فيها زبيدي تجربته في المطاردة من قبل قوات الاحتلال «الإسرائيلي».
وعُرض قبل البدء بالنقاش فيلمٌ تضمن تسجيلات مصورة وصوتية للأسير زبيدي، تلا ذلك نقاش الرسالة من الدكتور المشرف عليها عبد الرحيم الشيخ، وأعضاء لجنة النقاش جمال ضاهر ووليد الشرفا، الذين أشادوا بالرسالة، وبالممارسة التي أسست عليها، وبثّت كذلك رسالتان للأسيرين مروان البرغوثي ووليد دقة ورسالة ثالثة من الشتات للروائي إلياس خوري.
وقال المشرف على الرسالة الشيخ، إن "زكريا لم يتمكن من كتابة خاتمة لهذه الدراسة، لكنّه في آخر تواصل معه يوم 26 آب 2021، قبل تحرُّره ورفاقه، عبر «نفق الحرية» في سجن جلبوع، بتاريخ 6 أيلول عام 2021، طلب حذف النقطة من آخر الرسالة، قائلاً حرفياً: «في الخاتمة في نقطة، أنا بفضل تقيمها. خاتمة الرسالة. مش خلصنا من الرسالة كلَّياتها... النقطة الأخيرة قِيمْها». وفي أول زيارة لمحاميته بثينة دقماق له، بعد حدث «نفق الحرية»، بتاريخ 21 تشرين الأول 2021، أوضح زبيدي لماذا أراد إزالة النقطة، بقوله: «بدي تظل قصة الصياد والتنين مفتوحة، قبل التحرر من سجن جلبوع، وبعده، القصة ما انتهت».
واختتم الشيخ كلمته بالقول: «هذه كلها تفاصيل يا زكريا، أما قرار اللجنة فهو قرارك الذي كتبته بقدمك في المطاردة، مطارَداً، ومطارِداً، وقرارك، الذي نتشرف بالنطق فيه كلجنة إشراف على رسالتك الماجستير: «الصياد والتنين: المطاردة في التجربة الفلسطينية 1968-2018»، هو نجاحك في الماجستير بامتياز عالٍ في الممارسة، ونجاح منقطع النظير في النظرية، وهذا نجاح لفلسطين، للبندقية الكلمة المقاتلة. فسلام عليك يوم ولدت، ويوم قاتلت، ويوم طوردت، ويوم أُسرت، ويوم خرجتَ من نفق الحرية في بيسان، ويوم تبعث حُراً».
والأسير زكريا زبيدي من مواليد مخيم جنين عام 1976، نجا من أربع محاولات اغتيال من قبل قوات الاحتلال «الإسرائيلي»، واعتقل عام 2019، توفي والده وهو صبي، واستشهدت والدته سميرة زبيدي في 3 آذار/ مارس 2002 برصاص الاحتلال، خلال وقوفها قرب نافذة أحد المنازل، وبعدها استُشهد شقيقه طه، وهُدم منزل عائلته ثلاث مرات.
وفي 15 من أيار/ مايو الماضي، استشهد شقيقه داوود متأثراً بجروح أصيب بها في مخيم جنين، وما زال جثمانه محتجزا داخل ثلاجات الاحتلال حتى الآن.
معلومات إضافية
- المصدر:
- قدس الإخبارية