مقتل 18 تلميذاً بالرصاص بتكساس. وبايدن: "متى، حبّاً بالله، سنقف بوجه لوبي الأسلحة؟"
تواصل ظاهرة الجريمة وفلتان السلاح بالتفشي المتصاعد في المجتمع الأمريكي. وكان أحدث ضحاياها قتل جماعي لأكثر من 20 شخصاً بينهم 18 طفلاً على الأقل في إحدى المدارس الابتدائية في ولاية تكساس الأمريكية.
وأقدم شاب يدعى سلفادور راموس (18 عاماً) من سكان بلدة أوفالدي في تكساس، على اقتحام مسلح لمبنى مدرسة ابتدائية محلية وقام بإطلاق النار داخلها.
وحسب آخر المعلومات، فإن راموس، قتل 18 طفلاً ومعلمة على الأقل، قبل أن ترديه الشرطة قتيلاً. ثم تبين أن الحصيلة (غير النهائية بعد) ارتفعت إلى 21 قتيلاً.
وتشير إحدى الروايات إلى أن المهاجم اقتحم المدرسة مسلحاً بمسدس، إضافة إلى بندقية آلية على ما يعتقد، وقبل ذلك تعرض لحادث مرور، وهو يحاول الفرار من موقع مقتل جدته.
ولم تكشف السلطات حتى الآن عن أعمار وأسماء الضحايا وعددهم النهائي، مشيرة إلى ضرورة إخطار الأسر أولاً. وعادة ما تتراوح أعمار تلاميذ المدارس الابتدائية الأمريكية بين 5 و 11 عاماً.
ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي حث منذ أيام على الاستمرار بضخ السلاح القاتل إلى أوكرانيا بمليارات الدولارات، والتي ارتكب جيش بلاده أفظع جرائم الحروب في التاريخ ولا سيما ضد المدنيين، دعا إلى الوقوف في وجه "لوبي الأسلحة النارية" في بلاده، على خلفية جرائم القتل الجماعي المتكررة في الولايات المتحدة.
وفي خطاب إلى الأمة مساء الثلاثاء ألقاه من البيت الأبيض، قال بايدن "متى، حبّاً بالله، سنقف بوجه لوبي الأسلحة؟".
وأضاف: "لقد حان الوقت لتحويل هذا الألم إلى عمل، من أجل كل والد، من أجل كل مواطن في هذا البلد. علينا أن نوضح لكل مسؤول منتخب في هذا البلد أن الوقت حان للتحرك" على حد قوله.
وفي مستهل خطابه قال الرئيس البالغ من العمر 79 عاماً "كان أملي عندما أصبحت رئيساً ألا اضطر لأن أفعل هذا الأمر".
وشدد بايدن على وجوب تشديد قوانين بيع الأسلحة النارية وحيازتها، ولا سيما الأسلحة الهجومية، وقال: "لقد أمضى مصنعو الأسلحة عقدين من الزمن في الترويج بقوة للأسلحة الهجومية التي تعود عليهم بأكبر الأرباح". ولم يشر بايدن إلى الحروب الإجرامية التي شنتها أمريكا في العالم، خلال العقدين المذكورين،
وازدهرت خلالهما صناعة وتجارة الأسلحة.
كما هاجم بايدن المنتمي للحزب "الديمقراطي" المعارضة الجمهورية متهماً إياها بأنها عرقلت حتى الآن كل محاولاته لتمرير إجراءات في الكونغرس مثل فرض إلزامية التدقيق في السجل الجنائي والتاريخ النفسي لكل من يرغب بشراء سلاح ناري قبل بيعه هذا السلاح.
ويرفض المعسكر المحافظ بشدة كذلك إعادة فرض حظر على بيع بنادق هجومية للمدنيين، وهو إجراء كان ساريا في الولايات المتحدة بين 1994 و2004 وكان يمنع المدنيين من شراء بعض أنواع الأسلحة نصف الآلية.
ورغم أن بايدن فقد اثنين من أبنائه (طفلة قضت في حادث وكانت لا تزال رضيعة، وابن بالغ خطفه مرض السرطان)، ورغم أنه قال في خطابه إن "خسارة طفل تشبه اقتلاع جزء من روحك منك"، لكنه وإدارته يستمران بالتحريض على حروب يقتل فيها الأطفال في أكثر من مكان في العالم. ودعا مع زوجته جيل الولايات المتحدة إلى "الصلاة" من أجل العائلات الثكلى.
بدورها قالت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي: "كفى يعني كفى"، مطالبة بـ"تحرك لتقييد حيازة الأسلحة النارية في الولايات المتحدة". وأضافت: "قلوبنا ما زالت تتحطم بسبب عمليات إطلاق النار التي تشهدها المدارس الأمريكية باستمرار". وتابعت: "علينا أن نتحلى بالشجاعة للتحرك"، في مناشدة للكونغرس لإصدار تشريع يفرض قيودا على بيع الأسلحة النارية وحيازتها.
وأمر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالحداد 3 أيام وتنكيس الأعلام في المباني الحكومية في الداخل والخارج حداداً على ضحايا هذا الهجوم.