الصراع على النفوذ والنهب بين المسلحين يعود للبوكمال

الصراع على النفوذ والنهب بين المسلحين يعود للبوكمال

أفادت بعض الأنباء الواردة من البوكمال أن الوضع هناك عاد للتوتر وسط الحديث  عن استعدادات ما يسمى تنظيم «داعش» الإرهابي لإعادة اقتحام المدينة. 

 

كما تفيد الأنباء أنه وبغض النظر  عن أن المدينة التي يسيطر عليها حالياً  تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي إلا أن الأهالي المستائين من كل التنظيمات المسلحة بدأوا بأنفسهم التحضيرات للمواجهة  دفاعاً عن حياتهم وبيوتهم.

وكانت المدينة شهدت منذ صباح الخميس مواجهات بين تنظيم «داعش» من جهة، ومسلحي «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية»  وغيرهما من جهة أخرى.

الشرارة التي انتقلت لمواقع أخرى في المدينة كانت عندما قامت مجموعات من «داعش» قادمة من مدينة القورية التابعة لمنطقة الميادين (60كم عن البوكمال)، بالهجوم على مجموعة للنصرة تسمى «خزعل» عند مشفى الهناء، وعلى مجموعة عمر المختار، وكذلك على مقر ما يسمى بالهيئة الشرعية في محكمة البوكمال التابعة لجبهة النصرة والجبهة الإسلامية ولمتزعمها محمد حج ناجي الذي قتل في الاشتباكات.

وحسب الأنباء التي وردت إلى «قاسيون» فإنّ القتلى من الطرفين يقدرون بـ60 قتيلاً تقريباً معظمهم من أبناء المدينة، عدا عن الجرحى. وقد قتلت جبهة النصرة من المهاجمين أحد أشقاء المدعو صدام الرخيتة، واسمه نادر، بعد أن قدما للمدينة ليثأرا لمقتل شقيق آخر لهما فيها وليحاولوا استعادة السيطرة عليها. ومن بين القتلى 16 جثة مجهولة الأسماء، منهم أربعة معروف أنهم من المنشقين من مدينة درعا، وكذلك ثلاث جثث يعتقد أنها لتونسيين وجثةً لياباني.

وتضاربت الأنباء حول مصير صدام الرخيتة، ولكن الأنباء أكدت أنه تم طرد «داعش» وأن الأمور عادت إلى الهدوء النسبي صباح الجمعة.

غير أن ما حدث جعل المواطنين في البوكمال ينتقلون بحديثهم الرافض للسلاح والداعي للحل السياسي من الهمس إلى العلن بعد كسرهم حاجز الخوف تجاه كل المجموعات المسلحة في المدينة، محملين إياها مسؤولية ما جرى.

يشار إلى أن البوكمال، التي تبعد 125 كم شرقي دير الزور، والواقعة على حدود العراق، هي من أوائل المدن التي خرجت عن سيطرة الدولة، وتناوب المسلحون في السيطرة عليها، من «الجيش الحر» إلى ما كان يسمى «لواء الله وأكبر»، إلى «داعش»، وصولاً إلى «جبهة النصرة». وقد عانت المدينة الكثير من ممارسات هؤلاء، وصراعاتهم على السيطرة والمكاسب وخاصة على حقول النفط.وسبق أن سيطرت «داعش» على أحياء في مدينة دير الزور والعديد من الأرياف والمدن الأخرى منذ أشهر، ومنها البوكمال، وقد «بايع داعش» المدعو صدام الرخيتة قائد ما يسمى «لواء الله وأكبر» في «الجيش الحر» بعد أن كان مطلوباً لها، وقد غير لقبه من الرخيتة إلى صدام الجمل ثمّ صدام النعيمي، وذلك بعد أن جرت صدامات بينه وبين إحدى العشائر في الريف، حيث قتل شقيقه عامر عندما جرى طرد داعش سابقاً من جبهة النصرة إلى بعض المناطق الريفية وإلى محافظة الرقة حيث يتمركز هذا التنظيم الإرهابي.

آخر تعديل على الأحد, 13 نيسان/أبريل 2014 19:15