مواجهات عنيفة أثناء هدم الاحتلال لمنازل في بلدة سلوان بالقدس المحتلة

مواجهات عنيفة أثناء هدم الاحتلال لمنازل في بلدة سلوان بالقدس المحتلة

اقتحمت قوات شرطة الاحتلال بالجرافات صباح اليوم الثلاثاء، حي البستان في بلدة سلوان في القدس، الواقعة إلى الجنوب والجنب الشرقي من المسجد الأقصى، وذلك مع انتهاء المهلة التي فرضها الاحتلال لهدم 17 منزلاً بعد أن رفضت «لجنة التنظيم والبناء» التابعة له منحها التراخيص، بحسب ما أفاد مركز معلومات حي وادي حلوة (الواقع عند المدخل الشمالي لسلوان).

وكانت انتهت، أمس الإثنين، المهلة التي منحتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأهالي حي البستان في بلدة سلوان بالقدس المحتلة، بهدم منازلهم ذاتياً، حيث كان الاحتلال حددها لـ13 عائلة تسلمت أوامر لهدم منازلها ذاتياً في حي البستان ببلدة سلوان خلال 21 يوماً، وذلك من أصل 17 عائلة مهددة بالهدم. وإلا ستقوم بلدية الاحتلال بعمليات الهدم وإلزام أصحاب المنازل غرامات ومبالغ باهظة تكاليف الهدم ودوريات الحراسة.

ومنذ صباح اليوم الثلاثاء أغلقت شرطة الاحتلال الطرقات المؤدية إلى حي البستان وحاصرت المنازل المهددة بالهدم ومنعت التنقل في المنطقة، وحاصرت محلاً تجارياً تمهيداً لهدمه في شارع العين ببلدة سلوان، فيما وفرت الحماية والحراسة للجرافات والمعدات الثقيلة التي تستعمل في هدم المنازل الفلسطينية بالقدس.

واندلعت مواجهات بين مجموعة من الأهالي وقوات الاحتلال التي قامت بقمع سكان الحي والاعتداء الوحشي عليهم بعد محاصرته والشروع بهدم منشأة تجارية، وأطلق عناصر شرطة الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع على السكان، وقاموا بالاعتداءات بالهراوات على الشبان وإبعادهم عن المناطق التي تستهدفها جرافات الهدم.

ومنعت شرطة الاحتلال طواقم الصحافة ووسائل الإعلام من الدخول إلى الحي وعرقلت عملها في تغطية عمليات هدم المنازل عن قرب، وعلى الرغم من ذلك وثقت فيديوهات قيام قوات الاحتلال بإخلاء بعض المنازل من قاطنيها وتشريد أفرادها، فيما أظهرت الفيديوهات إقدام الجرافات والآليات الثقيلة على هدم بعض المنازل بعد محاصرتها ومنع السكان من الاقتراب.

وأفاد الهلال الأحمر القدس بأن العديد من سكان الحي أصيبوا بحالات اختناق جراء قنابل الغاز، وإصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.

وأصيب بعض الصحفيين في المواجهات ولوحظ الاستهداف المباشر لقوات الشرطة للطواقم الإعلامية واستهدافها بالقنابل الصوتية والغاز.

هذا واعتدى جنود الاحتلال بوحشية على المواطن نضال الرجبي صاحب المحل التجاري الذي هدمته جرافات الاحتلال، وذلك بعد رفضه تنفيذ عملية الهدم بيده، مما أدى إلى إصابته بالرأس، كما وقامت شرطة الاحتلال باعتقال أبنائه. وفي وقت سابق كان قد عبّر المواطن المقدسي نضال الرجبي والمهدد بهدم منزله في حي البستان بسلوان، لوسائل إعلام فلسطينية محلية عن رفضه محاولات انتزاعه من مسقط رأسه في سلوان.

وأصرت محاكم الاحتلال أيضاً على انتزاع كرمين يملكهما أمام المنزل تقدر مساحتهما بـ 60 متر. ولفت الرجبي إلى أن محل والده ضمن المحلات التي أمهلت فترة الـ21 يوم لهدمها ذاتياً، وبين الرجبي أن عائلته المكونة من 9 أفراد مهددة بالتهجير، مشدداً على إصراره على الصمود في القدس حتى لو تم هدم منزله فسيعيش في خيمة ولن يترك الأرض المقدسة فليس هناك عنها أي بديل. ويرى الرجبي أن حكومة الاحتلال بهذه التصرفات تريد أن تحيل حياة المقدسيين إلى كابوس لكي تدفعهم إلى الهجرة وتركها لقمة سائغة للمجموعات الاستيطانية.

وفي قصة عائلة أخرى، تعيش عائلة أبو دياب كابوساً يومياً في انتظار قيام قوات الاحتلال بهدم منزلها وخصيصاً بعد انتهاء المهلة المخصصة لهم لإخلاء المنزل. وقالت صاحبة منزل أبو دياب «منذ 35 سنة وأنا أعيش في هذا البيت وتزوجت وأنجبنا الأطفال وعشنا كل تفاصيل الحياة واليوم يأتي هذا الاحتلال ليدمر كل أحلامنا وذكرياتنا». وشددت صاحبة المنزل متحدية الاحتلال: «ولكن أقول إذا بدهم يهدوا داري يهدوها وأنا فيها». وأشارت أبو دياب إلى أنه ومنذ 21 يوما لم تذق وعائلتها طعم النوم نتيجة انتظارهم قرار الهدم الذاتي الممنوحة لهم، وتابعت: «لم ولن نهدم حلمنا بيدنا وسنبقى صامدين في بيتنا مهما كلفنا الأمر من ثمن».

واندلعت مواجهات في حي بئر أيوب بسلوان عقب الهدم في حي البستان.

معلومات إضافية

المصدر:
عرب 48 + إذاعة الأقصى