البيرو: اقتراب فوز اليساري بيدرو كاستيو برئاسة البلاد

البيرو: اقتراب فوز اليساري بيدرو كاستيو برئاسة البلاد

ساد الترقب ليل الإثنين الثلاثاء في المراحل النهائية من الانتخابات الرئاسية في البيرو، حيث عزز المرشح اليساري بيدرو كاستيو تقدمه بعد فرز أكثر من 96% من الأصوات أمام مرشّحة اليمين كيكو فوجيموري 

ففي حوالي التاسعة و25 دقيقة من مساء الإثنين (02:25 من فجر الثلاثاء) أظهرت نتائج فرز 96% من الأصوات أنّ المدرّس السابق كاستيو الذي يتخذ «قلم رصاص» شعاراً لحملته الانتخابية، يتقدّم على فوجيموري بـ95,508 أصوات، وفقاً للمكتب الوطني للعمليات الانتخابية.

ومنذ صدور أول نتيجة رسمية جزئية إثر فرز 42% من الأصوات مساء الأحد لم ينفكّ كاستيو يقلّص الفارق بينه وبين فوجيموري بعد أن كان من ستّ نقاط مئوية.

وتمكّن المرشّح اليساري بفضل أصوات سكّان المناطق الريفية المؤيّدين له بقوة من تقليص هذا الفارق والتقدّم على منافسته اليمينية، ابنة الرئيس السابق ألبيرتو فوجيموري (1990 – 2000).

حتى الآن، دعمت بعثة مراقبة تابعة لمنظمة الدول الأميركية قدمت إلى البيرو من أجل الانتخابات، عمل السلطات الانتخابية. واوضحت أن «فرز الأصوات تم وفق التدابير الرسمية».

احتدم التوتر لدى الطرفين، إذ دعا كاستيو إلى «الاعتدال» طالباً من أنصاره «عدم الانجراف وراء الاستفزاز» مؤكداً أن «الشعب فقط هو من ينقذ الشعب».

هذا وكان الفائزان في الجولة الأولى التي جرت في 11 نيسان/أبريل، من بين 18 مرشحاً، قد أكدا أول أمس الأحد أنهما سيحترمان نتيجة الاقتراع.

ويجدر بالذكر أن والد فوجيموري (46 عاماً) الرئيس السابق ينفّذ عقوبة بالسجن 25 عاماً بتهم تتعلّق بالفساد وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وفي حال خسرت للمرة الثالثة في الدورة الثانية من الانتخابات، بعد انتكاستين متتاليتين في عامي 2011 و2016، فستكون ملاحقة قانونياً، إذ إن النيابة العامة طلبت الحكم عليها بالسجن 30 عاماً في قضية رشى أمضت بسببها 16 شهراً في الحبس الاحتياطي.

وفي حال فاز كاستيو فسيكون أول رئيس للبيرو من الطبقات الفقيرة.

وعمل كاستيو، المتحدر من منطقة كاخاماركا (شمال) على بعد حوالي ألف كلم شمال ليما، معلّماً في مدرسة ريفية لمدة 26 عاماً.

ولم يكن كاستيو معروفاً لدى البيروفيين إلى أن تولى قيادة حركة إضراب المعلمين الكبيرة في عام 2017، وهو يعد بالتغيير، لا سيما مع انتخاب جمعية تأسيسية. في حين تدافع فوجيموري عن القانون العام الحالي الذي يضمن الليبرالية الاقتصادية.

وفي تعبير عن توجّس رؤوس الأموال الكبرى من خسارة وصول ممثلتها إلى رئاس البلاد، تراجعت سوق ليما للأوراق المالية بنسبة 7,74% عند الإغلاق حيث سجل سعر صرف الدولار ارتفاعاً غير مسبوق. فقد واصل الدولار ارتفاعه في البيرو منذ الجولة الأولى مع فوز كاستيو الذي يؤيد التاميم وانخراط الدولة بشكل أكبر في قطاع الطاقة والتعدين.

في ثالث دولة في أميركا الجنوبية من حيث المساحة (1,28 مليون كلم مربع)، دُعي 25 مليون ناخب للتصويت من قرى الأمازون إلى مرتفعات الأنديز مروراً بسواحل المحيط الهادئ.

وسيواجه الرئيس الجديد تحديات ضخمة في البلد الذي يسجّل أعلى معدّل وفيات جراء فيروس كورونا مقارنة بعدد سكانه، مع أكثر من 184 ألف حالة وفاة، ما جعل البيرو خامس دولة أكثر تضرراً من الوباء في العالم من حيث عدد الوفيات. ويسجل البلد ثلاثة ملايين فقير إضافي كل عام. وسيتعيّن عليه تدابير عاجلة للتغلّب على الوباء والركود الاقتصادي وانعدام الاستقرار المؤسساتي المزمن في البلد الذي تراجع الناتج الإجمالي الداخلي فيه بنسبة 11,2% عام 2020.

كما سيتعين على الفائز أن يتعامل مع برلمان مجزأ نتج عن الانتخابات التشريعية التي أُجريت في نيسان/أبريل، وتحالفات تقليدية تتشكل حسب الظروف وأدت إلى إقالة الرئيسين بيدرو بابلو كوتشينسكي عام 2018 وخلفه مارتن فيزكارا عام 2020.

يتسلّم الرئيس الجديد مهامه في 28 تموز/يوليو، في الذكرى المئوية الثانية لاستقلال البيرو، وسيحلّ محل الرئيس الموقت فرانسيسكو ساغاستي الذي حضّ المواطنين على «احترام صارم للإرادة المعبّر عنها في صناديق الاقتراع».

وتحدثت المرشحة اليمينية المتورطة بقضايا فساد، عمّا قالت إنه «مؤشّرات على حصول تزوير» في هذه الانتخابات الرئاسية.

ووفقاً لوكالة برينسا لاتينا الكوبية، اعتبر خوان كارلوس تافور، المحلل النيوليبرالي، أن انتصار المرشح اليساري كاستيلو كان مؤكدًا لأن الاستطلاع لم يتضمن حتى الآن تصويت سكان الريف الذين يؤيدون المعلم الريفي، كما ذكر أنه تم تضمين تصويت المهاجرين. وأوضح رئيس المكتب الوطني للعمليات الانتخابية (EPNO) بييرو كورفيتو أن النتائج ستُعرف تدريجياً في الأيام التالية، أولاً من المناطق الحضرية، ثم من المناطق الأخرى وأخيراً من المهاجرين.

 

معلومات إضافية

المصدر:
فرانس 24 + برينسا لاتينا + قاسيون