يونغه فلت تحاور د. قدري جميل حول مذكرة التفاهم مع «مسد»...
أجرت الصحيفة الألمانية المعروفة يونغه فلت أو "العالم الشاب" حواراً مع د. قدري جميل أمين حزب الإرادة الشعبية ورئيس منصة موسكو حول مذكرة التفاهم الموقعة بين الإرادة الشعبية ومجلس سوريا الديمقراطية، نشرت يوم أمس 21 أيلول... وفيما يلي تقدم قاسيون ترجمة لهذا الحوار، وقبله تقدم تعريفاً مختصراً بالصحيفة.
يونغه فلت
صحيفة ألمانية يسارية ماركسية تطبع في برلين وتوزع في كل من ألمانيا والنمسا وسويسرا. تأسست الصحيفة في برلين عام 1947 بروح مناهضة للفاشية كصحيفة أسبوعية. وغدت منذ عام 1952 يومية، تطورت عام 1989 إلى أعلى توزيع في ألمانيا الشرقية، أصبحت (العالم الشاب) ذات شعبية كبيرة كصحيفة شبابية. بعد خصخصة العالم الشاب عن طريق بيع العلامة لمجموعة برلين الغربية الإعلامية، أوقفت في نيسان 1995. ثم قام العاملون في الصحيفة بعد ذلك بتأسيس دار الناشر 8 أيار وتمكنوا من إظهار الطابع الماركسي لـ(العالم الشاب) حتى اليوم. يزيد عدد قرائها عن 3.4 مليون.
"نريد حلاً سياسياً"
عن الاتفاقية بين "مجلس سوريا الديمقراطي" و"حزب الإرادة الشعبية". لقاء مع قدري جميل
مقابلة: ماثياس استيفان كولر
- في الآخر من آب، وقع حزبكم "حزب الإرادة الشعبية" اتفاقية في موسكو مع "مجلس سوريا الديمقراطية"، الذي ينتظم تحته ممثلون مختلفون لقوى مجتمعية لما يعرف بالإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا ـ روجآفا. ورد في أحد المواقف لحزبكم أن الاتفاقية تقدم "تصوراً عاماً أولياً عن شكل سوريا المستقبل". كيف توضحون ذلك؟
تؤكد المذكرة على الأهمية التي يوليها الطرفان الموقعان لوحدة سورية وسلامتها الإقليمية. إضافة إلى أنها تقترح مجموعة من المبادئ العامة التي يعتقد الطرفان معاً أنها ينبغي أن تكون ضمن دستور سورية المستقبلي، من بينها التأكيد على المواطنة المتساوية لجميع السوريين بغض النظر عن أي انتماءات تحت-وطنية، وكذلك الاعتراف الدستوري بمختلف القوميات في سورية وبلغاتها وبحقوقها الثقافية، وبشكل خاص تطرقت الوثيقة إلى ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الكردية في سورية كجزء من حل القضية الديمقراطية العامة في البلاد.
- من بين أمور أخرى، تدور الاتفاقية حول مشاركة أقوى للإدارة الذاتية في الحل السياسي. الذين تتصف علاقتهم بدمشق بالكثير من الخلافات. كيف برأيكم سيتم استقبال اقتراحاتكم في دمشق؟
عبرت الحكومة السورية فعلاً عن موقفها بشكل غير مباشر على لسان وزير الخارجية وليد المعلم بقوله (أي اتفاق يخالف الدستور نحن لا ندعمه). لكن مع ذلك، نعتقد أنّ أي طرف جادٍ في الوصول إلى الحل السياسي السوري لا ينبغي أن يعتبر أن الاتفاق بيننا وبين مسد عمل عدائي موجه ضده، بل ينبغي أن يعتبره إضافة إلى العمل الوطني العام باتجاه الحل.
- عبرت بعض الأطراف مسبقاً وفي طور التحضير للاتفاقية عن رفضها لها، لماذا برأيكم؟
كل طرف له أسبابه للرفض المسبق، ولكن المشترك بين الرافضين بحسب رؤيتنا سواء كانوا ضمن النظام أو ضمن مجموعات المعارضة المختلفة، هو أنهم ينتمون إلى ما نسميه المتشددين. هؤلاء إما أنه لا مصلحة لهم بالحل السياسي، لأنهم يخافون التأثيرات التي يمكن أن تنتج عن الحل عليهم، أو لأنهم ببساطة سعداء باستمرار الحرب لاسيما أنهم يربحون منها سياسياً ومالياً.
- يدعم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المبادرة بينكم وبين مجلس سوريا الديمقراطية. ما أهمية موسكو في البحث عن حلول سياسية في سوريا؟
موسكو هي أحد الرعاة الأساسيين لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254، وهو القرار الوحيد الذي يشكل مخرجاً من الأزمة السورية، وميزة موسكو، بغض النظر عمن يتفقون مع سياساتها أو يختلفون معها، أنها ثابتة في سياساتها اتجاه دعم حل سياسي في سورية، لذا فهي جهة يمكن الوثوق بها، كما أن لها إضافة لوزنها الكبير على الأرض، علاقاتها القوية مع مختلف الأطراف الفاعلة في الوضع السوري، سواء السورية أو الإقليمية أو الدولية.
- وكيف برأيكم ستسير الأمور الآن؟
بالنسبة للمذكرة سنعمل على تدعيمها بخطوات إضافية لتحقيق الأهداف المعلنة ضمنها، وعلى رأسها استكمال تمثيل المغيبين عن العملية السياسية. وبالنسبة للعملية السياسية نفسها، نعتقد أنّ الظروف باتت أنضج من أي وقت سابق للبدء الفعلي بالتطبيق الكامل للقرار 2254. اللجنة الدستورية هي مجرد مفتاح لهذه العملية وبقية مفردات القرار واجبة التطبيق بكاملها.
المصدر: