نمشي ونكفّي طريق الأوائل!

نمشي ونكفّي طريق الأوائل!

بيان من حزب الإرادة الشعبية

يستعيد السوريون في الذكرى الرابعة والسبعين لجلاء المستعمر الفرنسي عن سورية، الذكرى النقية والواضحة للثوار الأوائل، مؤسسي الدولة السورية: يوسف العظمة، سلطان باشا الأطرش، صالح العلي، عبد الرحمن الشهبندر، أحمد مريود، إبراهيم هنانو، محمد الأشمر، فوزي القاوقجي، حسن الخراط، الشيخ اسماعيل الحريري، عياش الجاسم، رمضان شلاش، سعيد آغا دقوري، وغيرهم من الأبطال الوطنيين الذي شقوا لنا بداية الطريق الذي علينا إكماله.

هؤلاء القادة، هم بالذات من وضعوا الأساس الأول المتين لهوية وطنية سورية جامعة، وإلى ذلك فقد امتازوا ليس ببطولتهم وشجاعتهم فحسب، بل وبإيثارهم وحكمتهم وغيريّتهم وحتى زهدهم بالسلطة ومناصبها. وإلى مثالهم الناصع ينظر السوريون اليوم بقلوبهم وعقولهم لولادة جديدة لسورية؛ البلد المثخن بالجراح والآلام، والتي يتكافل في إحداثها وتعميقها أعداء الخارج وفاسدو الداخل.

بعد مئة عام على تأسيسها الفعلي الذي جرى في معركة ميسلون بالذات، تقف سورية اليوم قريباً من موعد ولادتها الجديدة، واستقلالها الكامل لأول مرة في تاريخها؛ فإذا كانت نضالات الأوائل قد حققت الاستقلال السياسي وجزءاً من الاستقلال الاقتصادي، فإنّ استعادة الاستقلال السياسي واستكمال الاقتصادي والثقافي هي مهمة الحاضر.

عروش الظلم العالمي والمحلي التي اهتزت مع انتصارات الحركة الثورية العالمية في النصف الأول من القرن العشرين، ومع نضالات أبناء سورية وحركتهم التحررية، هي الآن على موعد مع زلازل عظيمة تفتح الباب لنسف تلك العروش من جذورها، والتوازن الدولي الجديد ليس إلا شاهداً أولياً على ما ينتظر العالم في المستقبل القريب.

وفي سورية نفسها، فإنّ التنفيذ الكامل للحل السياسي عبر القرار 2254، يمثل الباب العريض الذي ستدخل منه سورية إلى مستقبل له صفاء ونقاء الثوار الأوائل، وله كل ألوان الخير الكامن في أرض سورية وأهلها.

على درب القادة المؤسسين: نمشي ونكفّي طريق الأوائل!

دمشق 17 نيسان 2020