د. جميل: المقاتلون من أجل الحل السياسي يجب ألا تخف عزيمتهم

د. جميل: المقاتلون من أجل الحل السياسي يجب ألا تخف عزيمتهم

عقد قسم من المعارضين السوريين المشاركين في لقاء موسكو التشاوري الثاني قبل ظهر اليوم الجمعة مؤتمراً صحفياً في وكالة «روسيا سيغودنيا»، ليعرضوا رؤيتهم عن نتائج اللقاء وتصوراتهم عن الخطوات اللاحقة.

وشارك في المؤتمر كل من د.قدري جميل عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، أمين حزب الإرادة الشعبية، وسمير العيطة عن منبر النداء الوطني، والمعارض المستقل نمرود سليمان، بغياب صفوان عكاش عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية الذي كان من المقرر مشاركته، في هذا المؤتمر الذي استمر ساعة ونصف تقريباً.

جميل: ورقة غير مسبوقة

افتتح المؤتمر د. جميل حيث قال: «اتفقنا على البند الأول من جدول الأعمال ثم انتقلنا إلى النقطة الثانية وكان النقاش جدياً وصعباً» وأشار إلى أنّ: «الوصول إلى ورقة مشتركة بين المعارضة والنظام هو حدث غير مسبوق في الأزمة السورية، وأن الإجماع تم التوصل إليه في ظل تعقيدات الأزمة وتعقيدات المعارضة وتعقيدات الجهة الرسمية السورية.. وإن التفاهمات التي تم التوصل إليها هي مؤشر إيجابي لا يجب التقليل من شأنه»، وأضاف: «لم يتم الاتفاق حول بقية النقاط، وإنما جرى نقاش وتبادل للآراء، ولكن ضيق الوقت لم يفسح في المجال أما التقدم أكثر». وأكد جميل على أن «وجود نصف كأس فارغ لا يلغي وجود نصف الكأس الملآن، وهذه أول مرة تتكلم المعارضة والنظام عن جنيف1 وجنيف3 بشكل واضح ومشترك». وأوضح أن «نتائج الجولة الثانية من المحادثات السورية — السورية في موسكو يمكن أن تضع أساسا للخطوات اللاحقة لحل الأزمة السورية».مبينا أن

وأشار جميل إلى أنّ: «المعارضة أودعت لدى الوسيط الروسي ورقتها (التي تم التفاهم عليها وإعلانها في اليوم الثاني من اللقاء) حول إجراءات بناء الثقة»، وإلى أنّ قسماً كبيراً من المعارضين المشاركين «وجهوا على هامش موسكو نداءً إلى الأمين العام للأمم المتحدة لتصويب تمثيل المعارضة في جنيف وتسريع عقد جولة جديدة منه».

العيطة: أهم ما أنتجه موسكو هو ورقة تفاهمات المعارضة

في المقابل، قلل الأستاذ سمير العيطة من أهمية ما جرى التوصل إليه في موسكو، فبعد أن تقدم بالشكر للطرف الروسي على جديته وإيجابيته بالتعاطي وتحديداً في مسألة تدقيق أرقام المعتقلين التي قال النظام أنه أطلقهم قبل اللقاء قال: «نشكر الحكومة الروسية على تنظيم اللقاء ونشكر منسق الحوار على سعة صدره، كما نشكر لافروف على مضامين كلمته التي تحدث فيها عن المشاكل الداخلية في سورية بمقدار الحديث عن عامل المؤامرة الخارجية». وفي تقييمه للقاء قال: «الحكومة السورية أضاعت فرصة تاريخية رغم صدور الورقة السياسية» مضيفاً أنه ينبغي على السلطات السورية أن تعترف بمسؤوليتها عن المآلات التي وصلت إليها البلاد. كما أكّد على أنّ: «أهم ما أنتجه موسكو هو ورقة تفاهمات المعارضة»، في حين لفت السيد نمرود سليمان بدوره إلى أنّ: «جدول الأعمال كان يتألف من خمسة بنود والتوافق جرى على بند واحد، والاتفاق الذي جرى كبير ولا ينبغي التقليل منه والآن نضع الخطوة الأولى للحل بعد أربع سنوات من الحل العسكري».

لا ينبغي الانتظار طويلاً..!

ووسط التباين في تقييم نتائج اللقاء بين محبط ومتفائل، تلقى المؤتمرون أسئلة الصحفيين التي دارت بمعظمها في فلك تقييم النتائج النهائية للّقاء وما إذا كان ممكنا البناء اللاحق عليه. وفي هذا السياق أكد د. جميل أنّ: «حوار موسكو أسس لأرضية يمكن الوقوف عليها لإحداث اختراق بالأمور العالقة،لم يكن لدينا وهم أن موسكو سيحل الأزمة السورية ولكن بالحد الأدنى تكّون جسم واضح للمعارضة السورية في الداخل والخارج عدا عما أنجز من أوراق» وأضاف: «الاحتمالات اليوم هي إما العودة إلى المربع الأول أو الانتقال إلى المربع الثاني وخيارنا في جبهة التغيير والتحرير هو الثاني. ولا ينبغي انتظار أيام طويلة أو اجتماع آخر في مكان ما من أجل تنفيذ بنود المعارضة حول إجراءات بناء الثقة، ينبغي علينا النظر إلى الأمام وأعتقد أن مناخ التشاؤم سينحسر قريباً، ولذلك فإنّ على المقاتلين من أجل الحل السياسي ألا تخف عزيمتهم. الورقة السياسية المشتركة لا تلغي التشبث بورقة المعارضة حول إجراءات بناء الثقة، ونحن نتشبث بهذه الورقة ولا يمكننا الدفع باتجاهها دون البناء على الورقة المشتركة».

 وختم جميل بالقول: «إن كان الراحل سعد الله ونوس في تسعينيات القرن الماضي قال بأننا محكومون بالأمل وهذه ليست نهاية التاريخ، فنحن نقول اليوم هذه بداية التاريخ ونحن محكومون بالانتصار. المناضلون الثوريون لا يسقط بيدهم ولا يحبطون، وسنجبر الرافضين للحل على الالتزام». 

آخر تعديل على الجمعة, 10 نيسان/أبريل 2015 13:39