د.جميل من جنيف: لم نغير مواقفنا ومهمة جنيف التحضير لعملية سياسية سورية- سورية
أجرت قناة "روسيا اليوم" مساء السبت 267/10/2013 لقاءً عبر الأقمار الصناعية مع د.قدري جميل، أمين حزب الإرادة الشعبية، وعضو رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية متحدثاً من جنيف في سويسرا للوقوف على رأيه بآخر تطورات التحركات الدولية المكثفة تحضيراً للمؤتمر الدولي حول سورية المزمع عقده في جنيف، ونشاط المعارضة الوطنية السورية بهذا الصدد.
وشدد د.جميل على أن "جنيف" هو مؤتمر دولي لا ينبغي إقصاء أي طرف داخلي أو إقليمي عن حضوره بغية تأمين الغطاء الدولي لتوفير المناخ اللازم لإطلاق عملية سياسية سورية- سورية يقع على عاتق السوريين إنجازها وتقرير مصيرهم بأنفسهم، مشدداً على أن مختلف الأطراف باتت مقتنعة بأهمية إيجاد ذلك الحل، وباتت بالتالي تقترب من الطروحات التي تبناها "الإرادة الشعبية" و"الجبهة الشعبية" منذ بداية الأزمة مما يخلق أرضية للتقاطع مع مختلف الأطراف بما فيها المعارضة الخارجية على أساس ثلاثية وقف التدخل الخارجي ووقف العنف وإطلاق العملية السياسية السلمية الكفيلة بإحداث التغيير المطلوب في سورية. وفيما يلي النص الكامل لهذا الحوار.
- كيف تصف لنا الحراك الأممي والإقليمي الكبير الذي يجري اليوم في إطار التحضير لمؤتمر جنيف 2؟
قبل أن أدخل في تفاصيل الحراك أريد أن ألفت نظرك إلى قضيتين، الأولى أني أتكلم من جنيف، والثانية أني أتكلم من جنيف بصفتي ممثلاً للمعارضة الوطنية في الداخل، وهذا بحد ذاته تقدم هام يُنبئ بأن التحضير لجنيف-2 يسير على قدم وساق نحو عقده.
أما فيما يخص الحراك السياسي، فبالفعل هناك حراك كبير يجري والمهم اليوم بالنسبة لنا كجبهة شعبية للتغيير والتحرير هو الوصول إلى جنيف-2، ولقد كنا ومازلنا وسنبقى ثابتين على مواقفنا في رفض التدخل الخارجي ورفض العنف كوسيلة لحل المشاكل السياسية، كما أننا ثابتون على وجوب إطلاق العملية السياسية الضرورية من أجل تحقيق التغيير المطلوب في البلاد.
من جانب آخر، فإن كلاً من الإبراهيمي والأمم المتحدة بشكل عام يتعرضون اليوم لصعوبات كبيرة، وأنا اليوم ومن هنا أوجه نداءً للإبراهيمي وللأمم المتحدة لكي لا يُحبطوا رغم الصعوبات لأننا اقتربنا كثيراً من الوصول إلى الاختراق المطلوب لعقد جنيف-2 والذي يُفترض أن يكون نقطة تحول في التاريخ السوري الحديث.
- كونك ممثلاً للمعارضة في الداخل السوري، ما هو موقفكم مما يسميه البعض بتعنّت المعارضة الخارجية واشتراطها تنحي الأسد لمشاركتها في جنيف؟
كان موقفنا منذ البداية بأنه لا يجب وضع شروط تعجيزية أمام جنيف-2 وأعتقد أن موضوع التنحي أصبح خارج القوس بالنسبة للأطراف الدولية، والمطلوب اليوم هو الذهاب إلى جنيف من أجل النقاش والحوار والوصول إلى تسوية شاملة للأزمة السورية تُخرج كل الأطراف الإقليمية المتورطة في الحرب على الشعب السوري من هذه العملية، وأعتقد أن الوضع في المجتمع الدولي قد نضج لوضع حد للتدخل الخارجي وإيقاف العنف وإطلاق العملية السياسية الذي يتطلب بدوره عدم وضع شروط تعجيزية من الطرفين على بعضهما البعض.
- ما هي النشاطات والتحركات التي تقومون بها في جنيف كمعارضة داخلية؟
إن ما يدفعنا للعمل بالدرجة الأولى هو المعاناة الكبيرة التي يقاسيها الشعب السوري نتيجة الأوضاع المأساوية الحالية، فلدينا اليوم عدد هائل من المُهجّرين يصل إلى الملايين بالإضافة لوجود مناطق محاصرة والأوضاع الإنسانية للناس الموجودين فيها تكاد تكون أخطر من أوضاع المُهجّرين أنفسهم، فهذه المناطق لا يصل إليها الطعام أو الماء أو الدواء، بمعنى أن الوضع الإنساني الآن بات خطيراً جداً، فالمواجهات اليومية تؤدي إلى فقدان المئات من الأمهات لأبنائهن والعديد من الأبناء لأهلهم يومياً. إن معاناة الشعب السوري يجب أن تتوقف بأي شكلٍ من الأشكال، ولذلك فنحن مستعدون لطرق كل الأبواب لتحقيق هذا الهدف، ولقد قمنا اليوم باتصالات مع أطراف غربية لها علاقة بملف جنيف ونحن مستمرون بهذه العملية حتى إنهاء كل الاتصالات المطلوبة من أجل إنجاز مهمتنا في جنيف.
- كمعارضة داخلية هل لكم تواصل أو عمليات بحث أو تقارب سياسية مع معارضة الخارج كالإئتلاف السوري؟
توجد وفقاً لمعلوماتي اتصالات شخصية بين الكثيرين من معارضتنا في الداخل مع أطراف من معارضة الخارج ولكنها لم تأخذ شكلاً رسمياً..
- وهذا ينسحب على هيئة التنسيق؟
هيئة التنسيق معارضة داخلية وعلاقتنا مع هيئة التنسيق فهي موجودة ومستمرة وإن كانت تتعرض لصعود أو هبوط.
وبالنسبة لمعارضة الخارج فإن وافقت على الدخول في جنيف-2 دون شروط مسبقة فسنجلس معها على طاولة واحدة وبالتالي ستكون علاقتنا بها عادية لأننا سنكون قد اتفقنا ضمناً على رفض الدخل الخارجي ورفض العنف وإطلاق العملية السياسية عبر النقاش والحوار وهي القضية التي تخص الشعب السوري بالدرجة الأولى.
- هناك من يعتبر أن المعارضة التي أنت عضو فيها وبالإضافة لموقفها السياسي تمثل حلقة وصل بين دمشق وبين معارضة الخارج أو لربما بين دمشق وبين الدول الخارجية، هل هذا صحيح؟
أعتقد أن موقفنا عاقل، وهذا الموقف العاقل والمتوازن يستدعي بشكل أوتوماتيكي أن يتصل بنا ويتحدث معنا كل العاقلون وكل من يمتلكون مواقف متوازنة أصبحت تتكون اليوم حتى وإن لم تكن موجودة سابقاً، وهذا يؤدي إلى حصول تقارب في وجهات النظر بيننا. ونحن لم نغيّر شيئاً في مواقفنا فمنذ سنتين ونحن نعيد و نكرر: لا للتدخل الخارجي ولا للعنف لحل المشاكل السياسية وبأنه يجب إطلاق العملية السياسية في الداخل عبر الحوار الوطني الشامل، واليوم فإن العديد من القوى التي لم تكن موافقة على طرحنا هذا أصبحت ترى أنه المخرج الوحيد، لذلك نشأت الحاجة موضوعياً للتقارب معنا.
- تحدّث الإبراهيمي عن ضرورة مشاركة إيران في جنيف 2، مالذي يمكن أن تقدمه الجمهورية الإسلامية لمؤتمر جنيف 2 وللسوريين، بصراحة؟
نحن في الجبهة الشعبية ومن حيث المبدأ مع عدم استثناء أية قوة إقليمية من مؤتمر جنيف لأنه أصلاً مؤتمر دولي، لذلك فوجود القوى الفاعلة في الساحة السورية وفي الإقليم ضروري لأن وجودها هو ضمان لتنفيذ أي اتفاق يتم الوصول إليه في جنيف، واستثناء أي طرف جدي من جنيف كإيران يعني أننا نضع العصي في عجلات سير جنيف إلى الأمام، نحن ضد إقصاء أي طرف إقليمي أو أي من أطراف المعارضة في الداخل أو الخارج.
- هل هذا يعني أن جنيف 2 سيحتكم إلى منطق التوافق الإقليمي أم إلى التوافق السوري السوري؟
جنيف-2 اسمه مؤتمر دولي وليس مؤتمراً سورياً، ومهمة هذا المؤتمر هي خلق المناخ والظروف المناسبة للعملية السياسية السورية– السورية، لذلك فمهمته المحددة هي منع التدخل الخارجي وخلق الأجواء المناسبة وحين يتم هذا الأمر فعلى السوريين تحمل مسؤولياتهم وتقرير مصيرهم بأنفسهم، لكن إذا استمر الوضع بهذا الشكل من تورط أطراف إقليمية في الشأن الداخلي السوري فلا يمكن إيقاف هذه القوى دون موقف دولي واضح وهذه هي مهمة جنيف.