الخارجية الروسية: موقف الغرب بإضفاء الشرعية على العدوان ضد سورية غير مقبول
أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها، الأربعاء 4/9/2013، أن الدول الغربية تسعى إلى إضفاء الشرعية على استخدام القوة ضد سورية.
وجاء في البيان: "يواجه الغرب نقصاً حاداً في الأفكار في سعيه إلى إضفاء الشرعية على استخدام القوة ضد سورية. وهناك محاولات للجمع بين التطورات الأخيرة وأفكار مختلفة وبصورة خاصة فكرة "تحمل المسؤولية عن الحماية". لكن تدخلا عسكري في إطار تلك الفكرة لا يمكن أن يتحقق إلا بتفويض من مجلس الأمن الدولي. أما محاولات إنعاش ما يسمى بفكرة "التدخل الإنساني" التي لا تحظى باعتراف دولي فإنها تثير الاستغراب".
وأشارت وزارة الخارجية إلى أن العملية العسكرية ضد سورية دون تفويض يمنحه مجلس الأمن الدولي يمكن أن توصف بأنها عدوان. وأضافت أن روسيا كما في الماضي، تعتبر أن هذا الموقف يتعارض تماماً مع القانون الدولي، و"لذلك يمكن وصفه بأنه موقف غير مقبول".
وجاء في البيان أيضاً أن رد الأسرة الدولية ودول معينة على استخدام السلاح الكيميائي يجب أن يتفق مع الأطر القانونية الدقيقة. كما يجب أن يدعم بنتائج التحقيق المستقل.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الرد المتوقع للولايات المتحدة على فرضيات مطروحة حول مخالفة بنود البروتوكول المذكور يعتبر انتهاكاً سافراً لمبادئ النظام العالمي المعاصر وأصوله القائمة على ميثاق الأمم المتحدة.
وأعادت الوزارة إلى الأذهان أن القيادة السورية كانت تؤكد أكثر من مرة وبشكل أنها لن تستخدم السلاح الكيميائي ضد شعبها، وتؤكد للأسرة الدولية وفائها بالالتزامات الناجمة عن بروتوكول عام 1925.
فيما أشارت الوزارة أن سورية مرتبطة بالحظر على استخدام السلاح الكيميائي وفقاً لبروتوكول جنيف الخاص بحظر استخدام الغازات الخانقة والسامة والوسائل الجرثومية والموقع في 17 يونيو/حزيران عام 1925.
كما أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أملها بأن تدفع استنتاجات الخبراء الروس بشأن استخدام السلاح الكيميائي في ريف حلب الى التحقيق بصورة أكثر دقة في الموضوع، مشيرة الى أن القذيفة الكيميائية التي استخدمت بخان العسل ليست تابعة للجيش السوري.
وجاء في البيان: "نلفت الانتباه الى نشر عدد كبير من مختلف المواد في وسائل الإعلام، يهدف الى تحميل دمشق الرسمية المسؤولية عن استخدام السلاح الكيميائي المحتمل في سورية، وذلك قبل ظهور نتائج التحقيق الأممي. وبالتالي تجري تهيئة الأرضية لاستخدام القوة ضد سورية".
وأضافت الخارجية الروسية: "ولذلك فاننا نرى أنه من الممكن أن نقدم نتائج تحليل الخبراء الروس للعينات من موقع حادث استخدام السلاح الكيميائي بخان العسل في ريف حلب".
وأكدت الخارجية الروسية أن القذيفة التي أطلقت هناك لم تكن تابعة للجيش السوري، وهي يدوية الصنع، ومواصفاتها مماثلة لتلك القذائف التي يصنعها في شمال سورية ما يسمى بلواء "بشائر النصر". والمادة المتفجرة التي استخدمت في هذه القذيفة هي مادة الهيكسوجين التي لا تستخدم في قذائف الجيش السوري. كما تم العثور على مواد كيميائية، بما في ذلك غاز السارين، تؤثر في الأعصاب، مصنوعة خارج المنشآت الصناعية.
وأشارت الخارجية الروسية الى أن روسيا سلمت تقرير خبرائها الى الأمين العام للأمم المتحدة يوم 9 يوليو/تموز. وتأمل موسكو في أن يساعد هذا التقرير الواقع في 100 صفحة على التحقيق في حادث خان العسل، والذي "لم يبدأ حتى الآن في جوهر الأمر"، حسبما جاء في البيان.