لافروف: المفاوضات مع واشنطن حول سورية "جلسات عديمة الجدوى"
أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في تسوية الوضع في شرق حلب خلال يومين أو ثلاثة أيام، معتبرا المفاوضات مع واشنطن حول سورية "جلسات عديمة الجدوى".
وقال لافروف في كلمة ألقاها أمام المشاركين في منتدى "الحوار من أجل المستقبل" في موسكو الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول، "أعول على أن ينهي المسلحون المقاومة خلال يومين أو ثلاثة أيام. وهؤلاء الذين سيرفضون ذلك.. فإنه خيار خاص بهم".
وقال لافروف إن الجانب الروسي يجري محادثات مع كافة الجماعات المسلحة الموجودة "على الأرض" باستثناء تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيين، مضيفا أن روسيا تجري كذلك حوارا مع كافة دول المنطقة، وأشار إلى أن التعاون مع تركيا حول سورية يمكن أن يكون أكثر فعالية.
ونفى وزير الخارجية الروسي في ذات الوقت أن تكون موسكو تجبر المدنيين على الخروج من حلب.
وقال إن موقف واشنطن في المفاوضات مع روسيا بشأن سورية يعتمد على رغبتها في تجنيب "جبهة النصرة" الضربة، واصفا هذه المفاوضات بأنها "جلسات عديمة الجدوى".
وتابع: "نحافظ على الاتصالات (مع واشنطن)، إلا أنه لدى توصلنا إلى اتفاق ما تتراجع الولايات المتحدة كل مرة عن الاتفاقات التي قد تم التوصل إليها. وحدث ذلك في سبتمبر وفي بداية ديسمبر".
وأضاف: "إنهم (الولايات المتحدة) لا يزالون يمتنعون بكل الطرق عن استهداف مسلحي "جبهة النصرة"، أي أن ذلك يعني أنه بعد تكوين "القاعدة" و"داعش" يساعد الأمريكيون الآن عن قصد أو دون قصد لخلق تنظيم همجي آخر سيقوم بتنفيذ أعمال إرهابية بشعة عشوائيا في كل أنحاء العالم".
وأكد لافروف أهمية المبادرة لوضع قائمة موحدة للمنظمات الإرهابية، داعيا إلى تعزيز التعاون بين الاستخبارات والسياسيين والعسكريين من أجل إنشاء منظومة لتبادل المعلومات.
وأضاف: "فتحنا ممرات إنسانية يخرج عشرات الآلاف من المدنيين عن طريقها من هناك ويحصلون على مساعدات إنسانية. كما فتحت ممرات للمسلحين، واقترحنا عليهم الخروج طوعا، وقدمنا لهم ضمانات أمنية لكي يخرجوا".
وقال الوزير الروسي إن الأهم الآن "إنهاء كارثة حلب" رغم أن خروج المسلحين يعني أنهم سينتشرون في مناطق أخرى.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن كل الدعوات الخاصة بضرورة وقف إطلاق النار في سوريا تهدف فقط إلى السماح للإرهابيين بالاستراحة، قائلا: "لا يطالب أحد في العراق أو ليبيا وخاصة في اليمن بوقف القتال فورا والالتزام بالهدنة الكاملة خلال أسبوع أو أسبوعين قبل الجلوس حول طاولة المفاوضات، إلا أنهم يطالبون بذلك في سوريا".
وأكد لافروف أن الكذب الصارخ أداة تعود الغرب على استخدامه من أجل تشويه صورة خصومه السياسيين أمام الرأي العام، مذكّرا بأن الأمريكيين والبريطانيين خدعوا الرأي العام العالمي مدعين بأن صدام حسين يملك أسلحة دمار شامل.
وقال إن آلية الدعاية الغربية تهدف فقط إلى شيطنة السلطات السورية وكذلك روسيا وإيران وتزوير تقارير تشير إلى "ارتكاب جرائم حرب في شرق حلب، مذكّرا بقيام منظمة "القبعات البيضاء" بفبركة مقاطع فيديو حول "سقوط ضحايا" في سوريا.
من جهة أخرى، أكد لافروف أن تقارير المنظمات غير الحكومية المستقلة لا تؤكد أنباء أشارت إلى ارتكاب مجازر أو وقوع عمليات خطف أثناء تحرير شرق حلب.
كما أعلن الوزير الروسي عن استعداد موسكو منذ زمن بعيد لاستئناف عملية المفاوضات في سوريا تحت إشراف الأمم المتحدة.
وانتقد لافروف موقف "الهيئة العليا للمفاوضات" التي تساهم في مماطلة عملية المفاوضات، قائلا إن هذه "الهيئة" تضم شخصيات في الخارج ليس لهم نفوذ كبير على ما يحدث "على الأرض" في سوريا، إلا أنهم يتلقون دعما كبيرا من قبل مجموعة "أصدقاء سوريا"، مضيفا أن هذه المجموعة تطالب باعتبار "الهيئة العليا" الممثل الوحيد للمعارضة السورية، أما الهيئة فتطالب بدورها برحيل الرئيس السوري بشار الأسد قبل بدء المفاوضات.
وأعاد الوزير الروسي إلى الأذهان أن قرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى إجراء المفاوضات والانتخابات ووضع الدستور لا ينص على أي شروط مسبقة لبدء مثل هذه المفاوضات.
ولم يستبعد الوزير الروسي أن المسلحين الذين سيطروا مؤخرا على تدمر السورية قدموا من الموصل، قائلا إن قوات التحالف الدولي لم تحاصر الموصل العراقية بالكامل، بل أبقت على ممر لإرهابيي "داعش" الذين خرجوا من خلاله حاملين أسلحتهم وتوجهوا نحو تدمر.
وأوضح لافروف أن الحكومة الروسية استجابت لطلب الحكومة السورية الشرعية بشأن تقديم المساعدة في مكافحة الإرهاب عندما خطط أرهابيو "داعش" لفرض سيطرتم على مناطق واسعة في سوريا، بما في ذلك دمشق وحلب والمناطق المطلة على البحر المتوسط، مؤكدا أن هناك "أممية إرهابية" كاملة تتكون من عشرات الآلاف من المسلحين من أكثر من 80 بلدا وتعمل على تحقيق تلك الأهداف. وقال إن العملية الأمنية الروسية في سوريا ساهمت بإفشال مخططات "داعش" الإرهابي.
المصدر: وكالات