موسكو: مجموعة من الهيئة العليا ضد وقف المفاوضات
عبر ألكسي بورودافكين ممثل روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف عن دهشته لقرار الهيئة العليا للتفاوض وقف المشاركة في مفاوضات جنيف بـ"الإجماع".
وقال بورودافكين: " أدهشنا أن الإعلان عن وقف مشاركة الهيئة العليا للمفاوضات جرى وكأنه باسم كل الوفد".
وأشار بورودافكين إلى أن موسكو تعلم بوجود ممثلين معتدلين وعاقلين في وفد الهيئة، قائلا: " تصلنا الآن معلومات بأن الجزء البناء في وفد الهيئة غير موافق على هذا الموقف، وهذا ما كان متوقعا، فالمعارضون العاقلون يجب ألا ينساقوا خلف المتطرفين".
وأشار المندوب إلى أن المعارضة السورية مجزأة كثيرا، وتضم قوى معتدلة وقوى راديكالية، ومن المهم توحيد القوى المعتدلة على أسس سياسية مشتركة.
وأضاف بورودافكين: " من المهم أن يركزوا على إخراج بلدهم من أزمته العميقة المرافقة للحرب الأهلية وأن يتحدوا لمواجهة الإرهاب".
ويرى المندوب الروسي أن حجج الهيئة لوقف المشاركة في المفاوضات غير صحيحة، والهيئة عمليا خرجت من العملية، وللأسف أصبح الابتزاز والتهديد والشروط المسبقة سمة الوفد المميزة.
وكان بورودافكين أعلن قبل هذا أن وفد اللجنة العليا للمفاوضات في جنيف تغلب عليه متطرفون، وقال بورودافكين في حديث لوكالة "تاس" الثلاثاء 19 أبريل/نيسان: "تعليق مشاركة اللجنة العليا للمفاوضات في مفاوضات جنيف دليل على أنه للأسف تغلب في هذا الوفد المتطرفون الذين لم يرغبوا من البداية في إجراء أي مفاوضات وقدموا شروطا مسبقة وإنذارات أخيرة والذين في الحقيقة لا يزالون يعولون على استمرار النزاع المسلح الدموي في البلاد. إضافة إلى ذلك نرى للأسف أن بعض دول المنطقة تدعمهم".
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن المفاوضات ستستمر لأنه إلى جانب مجموعة الرياض هناك كذلك مجموعات القاهرة وموسكو حميميم للمعارضة السورية، مضيفا أن مواقفها السياسية متقاربة إلى حد كبيرة وأن هذه المجموعات تمثل جزءا من المعارضة المعتدلة السورية يمكن التوصل إلى اتفاق معها.
وقال إن هذه المجموعات، على ما يبدو، هي التي ستحدد الاتجاه العام للمفاوضات إضافة بالطبع إلى المشارك الآخر وهو وفد الحكومة السورية.
من جهة أخرى أكد الدبلوماسي الروسي أن الحديث عن انهيار نظام الهدنة في سوريا عار عن الصحة وعديم الأساس، مضيفا أن القوات السورية ستواصل مكافحة الإرهابيين من "داعش" و"جبهة النصرة" بدعم من القوات الجوية الروسية.
وأعاد بورودافكين إلى الأذهان أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري قد أكدا قبل ثلاثة أيام في اتصال هاتفي قيام الهدنة في سوريا بشكل عام وسعي الجانبين إلى تعزيز وتوسيع هذه الهدنة.
وذكر بورودافكين أن مركز المصالحة في حميميم يساهم بشكل كبير في هذا المجال، مشيرا إلى أن أكثر من 60 جماعة معارضة قد انضمت إلى نظام الهدنة بمساعدة هذا المركز.
وبشأن الوضع الإنساني قال الدبلوماسي الروسي إنه يمكن حل هذه القضية بشكل كامل فقط بعد وقف إراقة الدماء والتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سوريا، مضيفا أن مرونة الحكومة السورية في الأشهر الأخيرة سمحت بحل العديد من المشاكل الإنسانية.
وأشار بورودافكين إلى أن قوافل تحمل مساعدات إنسانية تتجه في هذه الساعات إلى مختلف البلدات السورية.
وأكد أن ما تقوله اللجنة العليا للمفاوضات بشأن تفاقم الوضع الإنساني في سوريا يعني تشويه الواقع عمدا.
يذكر أن اللجنة العليا للمفاوضات أعلنت الاثنين تعليق مشاركتها في المفاوضات وحددت ثلاثة شروط لعودتها إليها، وتشمل هذه الشروط إيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق نائية، والإفراج عن سجناء، وكذلك التزام الحكومة السورية بالهدنة
المصدر: نوفوستي