فيينا.. لقاء الفصل بين الإرهابيين والمعارضة السياسية في سورية
كشفت موسكو أن النقاط العامة في لقاء فيينا متفق عليها وتستند إلى بيان جنيف، وأن الأطراف المشاركة ستتبادل قوائم بالجماعات الإرهابية، والفصائل المعارضة التي ستنخرط بالعملية السياسية.
وجاء هذا الإعلان في تصريحات خاصة لـ RTأدلى بها في فيينا الخميس 29 تشرين الأول ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية .
بوغدانوف اعتبر أن لقاء فيينا حدث تاريخي، أحدث قفزة نوعية على مسار تسوية الأزمة السورية، ولفت النظر إلى اتساع نطاق الحضور ليشمل إيران والأردن والعراق ولبنان. وأشاد بوغدانوف بالجهود التي بذلتها الأطراف الدولية في هذا الاتجاه، وبشكل خاص بموقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والعاهل السعودي الملك سلمان في ضوء الاتصال الهاتفي الأخير بينه والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكشف بوغدانوف أن روسيا قد سخرت الكثير من الجهود إلى جانب أطراف دولية لإتاحة مشاركة الصين في هذا المحفل الدولي.
وقال بوغدانوف إن النقاط العامة متفق عليها وتستند إلى بيان جنيف، بينما تتطلب بعض القضايا الجوهرية التدقيق والبحث من قبل السوريين أنفسهم، فهذا شأنهم.
وأكد على أن دور اللاعبين الخارجيين في الأزمة السورية لا بد أن يقتصر على تهيئة الظروف الملائمة للسوريين في مفاوضاتهم بين الحكومة والفصائل المعارضة.
وشدد نائب وزير الخارجية الروسي على ضرورة أن يتم بالتوازي مع المفاوضات السورية، تحديد الزمر الإرهابية، والجهات المسلحة القادرة على مكافحة الإرهاب والانخراط في العملية السياسية.
وكشف في هذه المناسبة عن أن الأطراف المشاركة ستتبادل قوائم بالجماعات الإرهابية، وستحدد فصائل المعارضة التي ستنخرط في العملية السياسية.
وجدد التأكيد على أن الأهداف العامة قد تحددت منذ أمد وجرى الإجماع عليها، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب، والتحول السياسي على أن تبقى سورية بلدا علمانيا يحفظ حقوق جميع الإثنيات والطوائف.
ولفت بوغدانوف إلى أن "تحقيق هذه الأهداف يتطلب إصلاحات دستورية، وتحديد مستقبل البرلمان ورئيس الجمهورية والأطر الزمنية على مستوى تشريعي".
وشدد على أن بيان جنيف، ورقة اعتمدتها جميع الأطراف المعنية ولا تقبل أي تأويل وأنه لا يحق المساس بها إلا من قبل السوريين أنفسهم وعلى أساس توافقي يتجسد في خارطة طريق للتسوية.
وركز على أن دور الأطراف الخارجية في التسوية السورية يقتصر على تهيئة ظروف التفاوض بما يتيح للسوريين التعاون على مسار التسوية. كما عبر بوغدانوف عن أمله في أن ينقل وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي الذي التقى الرئيس السوري بشار الأسد مؤخرا، أن ينقل أي مقترحات أو رؤى جديدة قد تسهم في دفع التسوية.
وفي معرض التعليق على «الجيش الحر» وما يشاع حوله في الآونة الأخيرة، لفت النظر إلى أن ممثلين عن روسيا التقوا غير مرة بشخصيات أكدت أنها تمثل هذا الجيش، وبينها مصطفى المصري، بينما أخذت أطراف أخرى تنفي انتماء الشخصيات التي التقيناها إلى هذا الجيش، وتؤكد أنها هي التي تمثله، كما أشار إلى أن اللقاءات مع هذه الشخصيات كانت متكررة وعقدت في موسكو وغيرها.
وجدد بغدانوف بهذه المناسبة استعداد موسكو للحوار مع «الجيش الحر» إن وجد، والتعاون معه بما يخدم مكافحة الإرهاب ودعم مسار التسوية في سورية، وعبر عن استعداد موسكو للقاء ممثليه في القاهرة أو اسطنبول أو أي بلد آخر.
وبالعودة إلى جهود مكافحة الإرهاب لفت النظر إلى أن اختيار بغداد مقرا لمركز المعلومات التنسيقي بين روسيا وإيران والعراق وسورية لمكافحة الإرهاب، لم يأت من فراغ، حيث أن نشأة تنظيم "داعش" الإرهابي كانت في العراق قبل أن يمتد منها إلى سورية. وذكر في هذه المناسبة بأن خطر الإرهاب يتهدد الجميع ولا يفرق بين سنة وشيعة ويلعب دورا هداما في تشويه صورة الإسلام.
وكشف بوغدانوف عن أن الجانب الروسي أعد قائمة تشمل الزمر، والتنظيمات التي تعتبرها موسكو إرهابية يتعين محاربتها.