ريف طرطوس: استمرار الاعتصام الشعبي رفضاً لمكب النفايات
لليوم الثاني على التوالي يستمر الاعتصام المفتوح الذي بدأه أهالي قرى حصين البحر ومتن الساحل والسودا وزمرين في ريف محافظة طرطوس، احتجاجاً على تفاقم المشاكل الصحية الناجمة عن استمرار وجود مكبّ كبير للنفايات في مقالع معمل الاسمنت في المحافظة.
ومما زاد الطين بِلّة أنه خلال موجة الحر التي اجتاحت المنطقة مؤخراً شبّ في المكب المذكور حريق كبير منذ أسبوع وهو مستمر للأن، حيث تنتشر الغازات المنطلقة نتيجة التخمر، والغازات السامة الناتجة عن الحريق أيضاً في المنطقة، مهددة حياة الآلاف من الأهالي، بمن فيهم العجزة والمرضى، ومزروعاتهم وحيواناتهم، بالموت والنفوق.
ورغم الشكاوى الجديدة للجهات المسؤولة، والمناشدة بإطفاء الحريق إلا أن تلك الجهات لم تستجب ولم تفعل شيئاً، في حين ذكر أحد الأهالي لمراسل قاسيون أن فوج الإطفاء برر ذلك بأنه حريق كبير ولا يستطيعون إطفاءه، في الوقت الذي تواصل فيه سيارات القمامة رمي النفايات في المكب.
إزاء لك نفذ المئات من أهالي تلك القرى اعتصاماً مفتوحاً، مطالبين ليس بإطفاء الحريق فقط، وإنما بتنفيذ الوعود السابقة المقدمة إليهم بإزالة المكب نهائياً. وقال أحدهم لمراسل قاسيون: «كفى.. تحملناهم ست سنوات ولن نتحملهم بعد اليوم»، بينما لجأ المعتصمون إلى اعتراض سيارات النفايات الجديدة ومنعوها من الدخول وطردوها من المكان، تحسباً من تفاقم مشكلتي النفايات ذاتها والحريق المستمر.
وقد أحدث هذا المكب الذي يحوي مئات الأطنان من النفايات منذ حوالي ست سنوات، وتتراكم فيه النفايات إلى اليوم. وقد رفض أهالي المنطقة وجوده في منطقتهم منذ إحداثه بسبب خطورته على حياتهم ومزروعاتهم وحيواناتهم وعلى البيئة كلها، إذ أصبحت الخطورة عليهم مضاعفة، سواء من ناحية المقالع أم من المكب، الفاقد لأبسط الشروط الصحية، بأن يكون فيه مطمر للنفايات التي تبقى مكشوفة في العراء.
وسبق أن قدم الأهالي احتجاجاتٍ عديدة آنذاك للجهات المسؤولة، وتلقوا وعوداً بإزالته خلال فترةٍ قريبة لكن دون أن يجري تحريك أي ساكن منذ تاريخه إلى الآن، وما زالت سيارات القمامة تكب فيه النفايات المجموعة من أنحاء المحافظة.